زميلنا سمير عطا الله كتب مقالاً مؤثراً في صحيفة الشرق الأوسط 31 مايو المنصرم، عنوانه «الوساطة الكويتية في قطر»، ذكرنا وأظهر لنا وجه الكويت الناصع والمشرق الذي تعودناه منذ عشرات السنين. في سياسة الكويت الخارجية التي كانت، ولا تزال، تدار بحكمة وحنكة قادها، ولا يزال صاحب السمو أمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله تعالى.. عطا الله في كلامه عن الوساطة الكويتية المقال عنها بين بعض دول مجلس التعاون الخليجي وقطر… يقول «إن هذه الوساطة ذكرته يوم كانت الكويت تستغل قوتها المادية، من أجل التدخل في جميع القضايا العربية، وقيل يومها إن الكويت تريد أن تعوّض بحجم المال، ما تفتقر إليه في الحجم الجغرافي والسكاني.. عطا الله يتمنى على الكويت أن تحمل من ستكلفه من رجالاتها بالقيام بدور الوسيط عنها، أن يحمل معه، وخصوصاً في زيارته الدوحة قطر، ملف كل خطوة ورسالة، أو بعثة، قامت بها الكويت من أجل وحدة العرب، جميعها لحل الخلافات، لا لإشعالها، جميعها لخفض التوتّّر، جميعها ضمن إطار الجامعة العربية.. وحتى عندما احتل صدام حسين الكويت، لم تتخذ الكويت هذه الجريمة ذريعة لإقامة علاقة مع إسرائيل.. كانت الدبلوماسية الكويتية في اتجاه عربي وخليجي واحد: المصالحات والاتحاد، لم تخرب المرة بعد المرة مجلس التعاون، بل لعبت دوراً رئيسياً في إنشائه، وسمّت كبير دبلوماسييها عبدالله بشارة أول أمين عام له.. أما في الشأن الفلسطيني، فلم تتخذ الكويت جانب فريق ضد آخر، بل ظلت حتى أثناء احتلالها راعية للقضية في كل مكان، ولم تصبح وسيطاً بين اسرائيل والفلسطينيين، على الرغم من شعورها بالمرارة من المواقف العربية البالغة الرداءة، التي أيدت احتلال دولة عربية ضد أخرى في تعبيرها حاقد لا مثيل له.. والكويت لم تقابل الاحتلال بسفارة لاسرائيل وقاعدة عسكرية للولايات المتحدة، وشاركت في ثروتها (ولا تزال) جميع العرب والعالم، عن طريق مشاريع التنمية.. ووقف أميرها الراحل الشيخ جابر الأحمد في الأمم المتحدة يعلن المشروع الأول من نوعه، وهو أن تلغي الدول الدائنة الميسورة ديون الدول المتعثّرة مرة واحدة.. ويختم سمير عطا الله مقالته بالقول: إن تلك هي السياسة، وذلك هو الدور الذي جعل الكويت «دولة كبرى»، فهي لم تفضل أي شيء على عروبتها، ولم تتذرع حتى بالاحتلال للخروج منها». (انتهى). ونحن بالنيابة عن الكويت حكومة وشعباً نشكر زميلنا سمير عطا الله على كلمات الحق والصدق التي خطها قلمه الرزين بحق الكويت التي طالما، أنكر تقدماتها وتضحياتها وعطاياها القريب قبل الغريب.. وهي رسالة نوجهها لأهل الكويت صغاراً وكباراً أن ارفع رأسك يا أخي من ظلام الإحباط؛ فأنت كويتي.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. علي أحمد البغليAlialbaghli@hotmail.com
مشاركة :