ارفع رأسك أخي الكاتب العربي

  • 9/22/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يواصل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ميثاقه النبيل بشأن ما قطعه على نفسه الكريمة من عهد يصون الثقافة العربية ويحمي هويتها ولغتها ورموزها من شعراء وكتاب ومثقفين ومبدعين في كل الوطن العربي الذي لن تتحقق وحدته السياسية والجغرافية إلا بتحقق وحدته الثقافية أولاً، وسموه يدرك هذه الحقيقة ويعمل من أجلها منذ عشرات السنوات بهدوء وبقلب محب للآداب والفنون والثقافات الحية في العالم. أمس الأول التقى سموه نخبة من ممثلي اتحادات الكتاب العرب ضيوف الإمارات في فاعلية عربية موحدة يرمز لها الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الذي أنهى اجتماعاته الثلاثاء الماضي في مدينة العين.. وكانت مبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة في مكانها ومكانتها.. وزمنها الثقافي وذلك بتوجيه سموه إلى تأسيس مقر دائم للاتحاد، ويليق بالإمارات وطن الثقافة والفنون والإبداع أن يكون مقر الاتحاد على أرضها المشعة بثقافة الأنوار منذ فجر تاريخ البلاد وأهل البلاد، ويليق بالإمارات أيضاً هذا الاستقبال الحميم لأهل الكتابة والقلم.. والاحتفاء بهم بمحبة واحترام.احتفى صاحب السمو حاكم الشارقة بناس يحبهم ويحترمهم، لأنه واحد من هذه العائلة الأدبية الإبداعية، وسموه غصن دائم الخضرة في شجرة الكتابة العربية، ولأنه شريك وضمير وموجه في حقل الثقافة وقريب من أرواح وهواجس وأحوال الكتاب العرب، فهو بالنتيجة الأكثر رعاية لهم مثل أبنائه، والأكثر حنوا عليهم، وسوف تترجم هذه الخاصية الإنسانية العالية في شخصية سموه عبر مبادرته الكريمة الثانية بتخصيص وديعة احتياطية تدعم من يتعثر من الأدباء والكتاب العرب بروحية أبوية عالية، وعملياً، فمن شأن هذه المبادرة الإنسانية أن ترفع معنويات الكثير من الكتاب العرب وتشعرهم بالكرامة والثقة والكبرياء.. فها هو حاكم عربي مثقف يقف إلى جانب الكاتب العربي، ويدعم استقلاليته وحياته ومشروعه الكتابي.أكثر من ذلك.. يتطلع سموه دائماً إلى ربط الثقافة العربية بثقافات العالم الحية بوصفها.. أي الثقافة العربية مكملاً لهذه الثقافات وشريكاً فاعلاً في الحضارة الإنسانية بعيداً عن فكرة «الآخر» المهيمن.. أو «الآخر» المركزي، فالثقافة العربية هي أيضاً مركز وحضور وشخصية عالمية، ومن هنا أي من هذا الوعي نفهم حرص سموه على إقامة مؤتمر الأدب العربي والعالم، ونفهم أيضاً رؤيته الثقافية المحلية العالمية عندما يؤكد أن التواصل بين الأدباء العرب والأوروبيين يدعم الانفتاح على الغرب.أمس الأول لمس الكتاب العرب دفء محبة الثقافة والأدب والعلوم والفكر في الشارقة.. وكانت عاصمة النور والتسامح والفن في قلوبهم وفي وجدانهم الإنساني الطيب.. وما من كاتب عربي اليوم إلا ويرفع رأسه عالياً.. فهو في أمانة رجل حكم ورجل ثقافة سيخلد اسمه في التاريخ.يوسف أبولوزy.abulouz@gmail.com

مشاركة :