يوسف العتيبة.. قوة دبلوماسية شابة وطموحة وأنجح السفراء

  • 6/5/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: سيد زكي تسعة أعوام صنعت منه نجماً دبلوماسياً في سماء واشنطن؛ إنه يوسف العتيبة، سفير الإمارات في واشنطن، الذي فرض نفسه عارفاً ببواطن السياسة الأمريكية، منذ تعيينه فيها عام 2008، بذكاء وطموح كبيرين، ليس لخدمة بلاده فحسب، بل والوطن العربي بشكل عام.العتيبة دبلوماسي إماراتي، من مواليد 19 يناير/‏كانون الثاني 1974، وهو نجل الدكتور مانع سعيد العتيبة، أول وزير نفط في دولة الإمارات. حصل على شهادة عليا في العلاقات الدولية، من جامعة جورج تاون في واشنطن، بعد تخرجه في الجامعة الأمريكية في القاهرة، وكان زميلاً دولياً في الكلية الصناعية للقوات المسلحة التابعة لجامعة الدفاع الوطني في واشنطن العاصمة. قدم إلى واشنطن شاباً حاملاً طموحات كبيرة، مستنداً إلى ما اكتسبه من خبرة عملية أثناء شغله منصب مدير الشؤون الدولية في ديوان ولي عهد أبوظبي.منذ توليه منصبه في 2008، تضاعف حجم التجارة الثنائية بين بلاده وأمريكا أربعة أضعاف، أغلب الزيادة في غير التجارة العسكرية.نتيجة عمله المميز دبلوماسياً، وصلت العلاقات الأمريكية الإماراتية في فترة توليه منصبه أقوى مراحلها على الإطلاق.شمل ذلك مجالات جديدة تطورت فيها العلاقات بشكل غير مسبوق، كالتعليم والصحة وغيرهما، مع إنشاء جامعات أمريكية في الإمارات، مثل جامعة نيويورك أبوظبي. ومشروعات تعاون بين الهيئات التعليمية الأمريكية، مثل هارفارد، ومعهد ماساشوستس للتكنولوجيا «إم آي تي»، ودولة الإمارات. وكذلك في مجال الصحة، من افتتاح عيادة كليفلاند في أبوظبي، إلى غيرها من أوجه التعاون، كما أن الاستثمارات الإماراتية زادت في الولايات المتحدة، وزاد اعتماد شركات أمريكية على مكونات صناعية وتكنولوجية تنتجها الإمارات.وخلال فترة قصيرة، كان واضحاً أنه يسعى إلى مكانة دبلوماسية تفرض سياسة الإمارات وتفرضه شخصياً، وتسهل على الأمريكيين نطق اسمه، وقد وصفه دبلوماسي سابق في البيت الأبيض بأن «لديه دهاء لا يصدق، ويجيد ممارسة اللعبة السياسية التي تدور في واشنطن».يعبر السفير العتيبة بوضوح وقوة عن موقف الإمارات وسياساتها الواضحة، وكان له دور مؤثر في توضيح الكثير لصانع القرار الأمريكي، في ما يتعلق بتطورات كثيرة في المنطقة، مثل: الموقف من إيران وتدخلها في الشؤون الداخلية لدول الجوار، والموقف من مصر، وفضح سياسات الإخوان، كما أسهم في إزالة أي شوائب تتعلق بالموقف الأمريكي من السعودية، وعمل توضيح الموقف في ليبيا بقوة وخطورة سيطرة الجماعات المتطرفة على دولة نفطية كبيرة وما يشكله ذلك من خطر على دول الجوار والمنطقة والعالم.فضلاً عن التركيز على اختطافات الجماعات المتطرفة والإرهابية للإسلام وإبراز الصورة السليمة والإنسانية للدين الإسلامي.ويبدو أن هناك من لا يعجبه ذلك أو يتعارض مع ما يراه مصالحه، لكن يبقى السفير العتيبة أقوى ما استطاع العرب في عاصمة القوة العظمى الوحيدة في عالم اليوم.قبل عامين نشرت «الهافنغتون بوست» موضوعاً موسعاً عن يوسف العتيبة، ووصف التقرير السفير بأنه أكثر الرجال سحراً في واشنطن، بذكائه وألمعيته، وأنه «لو أخذ فرصته لتغيرت سياستنا في الشرق الأوسط لتصبح أكثر قوة».ويبدو أن هذا النجاح لم يرق للبعض في واشنطن وفي المنطقة، فجعلوه في مرمى حملة فاشلة للهجوم على الإمارات وسياساتها.

مشاركة :