نشرت مجلة هافنغتون بوست تقريراً مطولاً حول يوسف العتيبة سفير الإمارات في واشنطن تناول سيرة مسيرة قامة من القامات الوطنية ذات الحضور الذي لا يضاهى في أهم عواصم صنع القرار العالمية. وجاء في التقرير الذي نشرته المجلة تحت عنوان يوسف العتيبة الرجل الأكثر سحراً في واشنطن أنه رجل رشيق رابح دائماً وهالة حضوره لا تقاوم، ولو اعتمدت سياستنا الخارجية في الشرق الأوسط على رؤيته السياسية لأصبحت أكثر جدوى. في غضون بضع سنوات، اكتسب العتيبة تأثيراً غير عادي في العاصمة، إنه كثيراً ما يمكن رصده يتناول الطعام مع ممثلي وسائل الإعلام والكونغرس والإدارة، ويجيد التعامل مع مختلف التناقضات التي تفرضها تقلبات السياسة تجاه أحداث المنطقة، وقد وصفه دبلوماسي سابق في البيت الأبيض بالقول: لديه دهاء لا يصدق، إنه محور نشاط اجتماعي لا يتوقف، ويجيد ممارسة اللعبة السياسية التي تدور في واشنطن، يدرك كيف ينبض البيت الأبيض وهو ما لا يعرفه الكثير من الدول. لقد أسهم العتيبة في رفع أسهم بلاده الدبلوماسية في واشنطن، ويمكن القول إنه بعد أحداث المنطقة الأخيرة برز العتيبة كقوة دبلوماسية لافتة تعكس الطريقة التي غيرت بها الأحداث آليات عمل السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة، وبعد ظهور داعش وبروز إيران من ظلام الدبلوماسية الغابر يزداد وزن السياسة الخارجية الإماراتية في معادلات وزارة الخارجية الأمريكية. وأضافت الصحيفة: في سبتمبر/أيلول الماضي، حيث اقتحم متشددون من داعش في سوريا والعراق، استضافت وزارة الدفاع اجتماعاً سرياً للغاية لمناقشة الاستراتيجية المناسبة للتحرك بدعوة من مجلس السياسة الدفاعية الذي يقدم المشورة لوزير الدفاع، وهي مجموعة صغيرة من النخبة السياسة الخارجية، بما في ذلك مستشار الأمن القومي السابق زبيغنيو بريجنسكي، ووزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت والسفير السابق لدى العراق رايان كروكر، وكان مطلوباً رجل ذو رأي حاسم، في قضية الارتباك الأمريكي في تحديد موقف واشنطن من التدخل في سوريا، وكان العتيبة أحد اثنين في الاجتماع ممثلين عن وزارة الخارجية الأمريكية، إلى جانب سفير بريطانيا في واشنطن، أجرأ من اقترح تدخلاً عسكرياً يلجم الجماعات الإرهابية وهجمات النظام على حد سواء. وبعد عرض تاريخه الشخصي ودراسته وتفاصيل عن أسرته ودراسته، استعرض التقرير التاريخ الدبلوماسي للسفير الإماراتي في واشنطن، ونجاحاته المتتالية التي أوصلته عام 2008 إلى سفارة الإمارات في واشنطن التي دخل إليها من أوسع الأبواب. ويقول هوارد بيرمان رئيس الكتلة الديمقراطية في الكونغرس إنه تعامل مع العتيبة في أكثر من مناسبة، وأنه معجب بسرعة بزوغ نجمه في الأوساط الدبلوماسية والاجتماعية، لقد كان له دور في حصول الإمارات على التقنية النووية السلمية وهو ما يتطلب الكثير من الدبلوماسية الماهرة. ولفت التقرير إلى إرادة التحدي لدى العتيبة التي برزت منذ انتسب إلى الجامعة الأمريكية في القاهرة حيث تبدت جديته في البحث عن قناة لمتابعة دراسته في الغرب لبلوغ الهدف الذي حدده لنفسه، وقدم نفسه حينها لسفير الولايات المتحدة في القاهرة فرانك وينسر الذي أعجب بجديته وتصميمه وشجعه على دراسة العلاقات الدولية في جامعة واشنطن قبل أن يلتحق بجامعة الدفاع الوطني في واشنطن.
مشاركة :