حلحلة الأزمة الليبية من أولويات دول الجوار تحتضن العاصمة الجزائرية الإثنين والثلاثاء لقاءا ثلاثيا على مستوى وزراء خارجية الجزائر وتونس ومصر حول مناقشة الأزمة في ليبيا التي تشهد وضعا أمنيا كارثيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في ألفين وأحد عشر، وسيمكن هذا اللقاء رؤساء ديبلوماسية الثلاثة البلدان الثلاثة من مواصلة مشاوراتهم حول الوضع السياسي والأمني في هذا البلد. وسوف يتطرق وزراء الشؤون الخارجية الثلاثة إلى مختلف العوامل الكفيلة بالإسهام في رؤية منسقة بغية مرافقة الليبيين لإيجاد حل سياسي للأزمة التي يمرون بها منذ سنوات حيث يأملون أن يساهم اللقاء في تعميق التشاور حول مواضيع من شأنها تعزيز عمل الجزائر، تونس والقاهرة المشترك من أجل استتباب السلم والأمن في ليبيا والمنطقة. وحسب المعلومات التي أوردتها وزارة الخارجية الجزائرية فإنه وبعد اجتماع دول الجوار الليبي الذي احتضنته الجزائر العاصمة في الثامن من مايو-أيار واجتماع تونس يومي التاسع عشر والعشرين فبراير-شباط الماضي سيتيح هذا اللقاء الفرصة للوزراء لبحث جميع العوامل الكفيلة بالإسهام في مقاربة منسقة بغية مرافقة الأطراف الليبية لإيجاد حل سياسي للوضع التي تشهده ليبيا. الجزائر تتصل بشخصيات ليبية وعشية الاجتماع الثلاثي الذي يجمع الجزائر، تونس ومصر ترددت أنباء عن دخول الحكومة الجزائرية في اتصالات مع شخصيات ليبية، على خلفية التطورات الأخيرة عقب الغارات الجوية المصرية على درنة، والوضع في طرابلس. وفي هذا الشأن تسعى الجزائر إلى التقصي حول حقيقة التطورات الأخيرة التي تشهدها ليبيا، عقب تقارير، تتحدث عن وجود خطة تتعلق بتدخل عسكري بري في ليبيا، بسبب تأثير العملية على جهود إجراء حوار ليبي-ليبي يضم الفصائل كافة في ترتيبات المرحلة المقبلة، وفق ما ذكر مصدر جزائري حكومي. وبهذا الخصوص تواصلت أطراف حكومية مع قيادات ليبية، من دون كشف هويتها، لتقدير الوضع الداخلي عقب الغارات الجوية الأخيرة على درنة، والتي أكدت مصر أنها كانت تستهدف من خلالها محاربة الجماعة المسلحة التي استهدفت حافلة الأقباط المصريين في المنيا. تحريك الملف الليبي ويدعو خبراء في الشؤون الإقليمية إلى ضرورة التعجيل بتحريك الملف الليبي على المستوى الدولي، ولدى هيئة الأمم المتحدة في ظل المؤشرات الأمنية الجديدة، التي توحي بتغير خارطة التنظيمات الإرهابية. وفي هذا الشأن ثمّن المختصون في الشؤون الدولية بالجهود المبذولة من دول الجوار الثلاث، الجزائر، تونس ومصر، التي قطعت على ما يبدو شوطًا كبيرًا وحققت نوعًا من التجاوب بين الفرقاء الليبيين، وهو ما وقف عليه وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل، الذي لمس خلال زيارته الميدانية لعدة مدن ليبية جنوح الأطراف الليبية نحو الحل السياسي، إلا أن المشكل يبقى في التدخل الدولي والإقليمي الذي لا يزال يعيق تقدم أي تسوية. كما يدعو المختصون دول الجوار الليبي وفي مقدمتها الجزائر وتونس ومصر إلى التحرك بشكل استعجالي وفي سياق موحد للضغط على المجتمع الدولي، وخاصة منظمة الأمم المتحدة، لاستصدار قرارات تلزم الأطراف الليبية بالجلوس إلى طاولة الحوار، والتقدم في سياق إيجاد تسوية للملف الليبي، فتسارع الأحداث وتطورها في الفترة الأخيرة ساهما في تشكيل واقع أمني جديد قد يعرض دول الجوار المعنية بتأثر أمنها الحدودي من الانزلاقات التي تشهدها ليبيا، وبالتالي فالتحرك على الصعيد الدولي، وفي إطار تصور شامل وموحد وتوفير الجو المناسب لبعث الحوار سيساهم في التقدم من أجل حلّ الأزمة الليبية. آمال ليبية بحلّ الأزمة وتعلق الأطراف الليبية الكثير من الآمال على اجتماع الجزائر حيث تنتظر أن يخرج بمقترحات تمكن من جمع الأفرقاء الليبيين من جديد على طاولة الحوار. للتذكير، اتفقت دول جوار ليبيا ممثلة في الجزائر وتونس ومصر وتشاد والنيجر والسودان، قبل أكثر من شهر في ختام اجتماعها بالجزائر على الدفع بقوة نحو الحل السياسي في ليبيا، ورفض أي شكل من أشكال التدخل الأجنبي والحل العسكري للأزمة، كما تم الاتفاق على ترك التعديلات المقررة إدخالها على الاتفاق السياسي إلى لجنة مشتركة من مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، وهي المخولة بدراسة التعديلات المطلوبة.
مشاركة :