تعيش الفنانة المصرية حنان مطاوع حالة من النشاط الفني، فهي تخوض سباق موسم رمضان الدرامي بأعمال عدة، تؤدي في كل منها شخصية مختلفة تماماً عن الأخرى، لذا تعتبر هذا الموسم استثنائيا في مشوارها الفني، خصوصاً دورها في «هذا المساء» الذي تصفه بأنه الأهم في مشوارها. عن مشاركتها في هذه الأعمال والكواليس وقضايا فنية كان لنا هذا الحوار. ما تقييمك لتجربة المشاركة في أعمال درامية عدة؟ كانت تجربة صعبة ومريرة. بذلت جهداً كبيراً في الأعمال الثلاثة وما زلت مستمرة في تصوير أدواري فيها، خصوصاً أن أدواري جميعها كانت صعبة وتحتاج إلى تركيز شديد، ما سبَّب لي إرهاقاً كبيراً كي أتمكَّن من التعايش مع كل شخصية أجسدها. ما الذي دفعك إلى الموافقة على هذه الأعمال معاً؟ لم أتعمّد الحضور في رمضان بأكثر من عمل، ولكن المسلسلات التي عُرضت عليّ كانت جيدة ومتميزة، من ثم لم أستطع أن أرفضها. ثمة أعمال مثل «هذا المساء» لا تعوض إن لم أشارك فيها، كذلك «حلاوة الدنيا» والتعاون مع هند صبري، و«طاقة نور» مع هاني سلامة. باختصار، كان هذا العام استثنائياً بسبب جودة الأعمال التي لا تُرفض، كذلك الشخصيات التي أجسدها هي ما كنت أبحث عنه، ولكني لن أُكرر هذه التجربة. لماذا اعتبرت «هذا المساء» مسلسلاً استثنائياً؟ طبيعة المسلسل مختلفة تماماً عما يُعرض في رمضان، وتامر محسن أحد أفضل المخرجين، وهو يُقدم أعمالاً متميزة، بالإضافة إلى دوري المختلف والمتميز عن أدواري منذ دخولي الفن. لذا أُراهن على العمل وعلى الشخصية، كذلك هذه المرة هي الأولى التي أجسد فيها شخصية الفتاة الشعبية التي تبيع لحم الرأس في مسمط وأتوقع أن يصل العمل إلى الجمهور ويحقِّق النجاح. كيف كان التحضير لهذه الشخصيات، خصوصاً شخصيتك في «هذا المساء»؟ من خلال القراءة الجيدة للنص وما بين السطور، ومن خلال جلسات العمل مع المؤلف والمخرج وصلنا إلى تصوِّر لشكل الشخصية وطريقة تجسيدها، ثم تحدث المعايشة الكاملة معها أثناء التصوير. المؤكد أن تحضيري شخصيتي في «هذا المساء» لم يختلف كثيراً عن طريقة تعاملي مع بقية الشخصيات رغم صعوبتها، والصعوبة تكمن هنا في كونها شخصية عادية وسواء كانت شريرة أو طيبة، فقيرة أو غنية، لا تحتاج إلى المحاكاة، أي البحث عن نماذج حقيقية لمعرفتها والاستفادة منها. ما تفسيرك لاستمرار تصوير الأعمال الدرامية خلال شهر رمضان؟ الأمر يرجع إلى التسويق والبيع للقنوات الفضائية، لأن منتج العمل لا يستطيع البدء في التصوير إلا بعد ضمان ذلك، والقنوات بدورها لن تشتري إلا بعد ضمان الإعلانات من الوكالات وهكذا. حتى مؤلف العمل غالباً لا يبدأ في الكتابة إلا بعد اكتمال هذه الدائرة، فالدراما في النهاية سلعة والمنتج يبحث عن المكسب. للأسف، لن يتغير هذا الأمر، وكل موسم سيبدأ التصوير قبل رمضان بفترة قصيرة ويستمر طوال الشهر، والدليل أن حلقات «حلاوة الدنيا» الأخيرة لم تكتب بعد وعرفنا النهاية من المؤلف لكن من دون تفاصيل. هل اعتذرت عن عدم المشاركة في المسلسل التاريخي «أوركيديا»؟ تعاقدت عليه منذ أشهر، وأنتظر تحديد موعد بدء التصوير ولكنه لم يتحدَّد حتى الآن. العمل مميَّز جداً وأشارك فيه مع مجموعة كبيرة من النجوم من بينهم جمال سليمان، وعابد الفهد، وباسل خياط، وياسر المصري. أقدم دور فتاة تعمل في حانة وأتعاون مع المخرج الكبير حاتم علي للمرة الأولى. اقتباس وشخصيات ما تقييمك للجوء الكُتّاب إلى الاقتباس؟ مجرد موضة ستأخذ وقتها وتنتهي بعد فترة كما حدث مع «السيت كوم» وغيره من أنواع الدراما. كل ما في الأمر أن ثمة عملاً حقَّق نجاحاً كبيراً فشجع صانعي الدراما على الاتجاه إلى هذا النوع بهدف تحقيق نجاح مماثل، فضلاً عن أنه يضعك أمام عمل فني متكامل يتضمّن عناصر النجاح كافة. لكن إلى جانب ذلك، ظهر الاتجاه إلى الأدب والروايات مثل «واحة الغروب»، و«لا تطفئ الشمس»، والعام الماضي «أفراح القُبة»، وهو النوع المُفضل لدي لأن الأدب أساس الدراما والفن، كذلك أفضِّل الأعمال التي تُعبِّر عن قضايا مجتمعنا. لكن لا مانع من وجود أنواع مختلفة من الدراما لمزيد من التنوع والثراء الفني. هل ثمة شخصيات معينة تفضلين وتجسيدها؟ الأساس عندي جودة كتابة الدور والعمل كله، كذلك طريقة تقديم الشخصية، فقد تكون شريرة ومكتوبة بطريقة سيئة. في المُطلق، أُفضل الأدوار البعيدة تماماً عن شخصيتي الحقيقية. جديد عن جديدها في المرحلة المقبلة تقول حنان مطاوع: «بعد الانتهاء من تصوير الأعمال الرمضانية، أحصل على إجازة بعد موسم مُرهق وطويل، ثم أبدأ بقراءة أعمال سينمائية أختار الأفضل من بينها. كذلك حاولنا إعادة تقديم مسرحية «أنا الرئيس» ولكن توقفنا لسبب خاص بإدارة المسرح، وبالطبع لو وجدت نصاً مسرحياً جيداً سأوافق فوراً لأني أعشق المسرح والوقوف على خشبته».
مشاركة :