«حارس الموتى».. مشهدية تفتقد الحبكة الروائية

  • 6/6/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: محمد ولد محمد سالمأثارت رواية «حارس الموتى» لجورج يرق التي دخلت في القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2016، آراء متباينة بين القراء، فرأى فيها البعض إبداعاً راقياً من حيث الموضوع والتناول، ورأى آخرون أن فيها نواقص أضعفتها. عاد يرق إلى الحرب الأهلية اللبنانية ليرسم يوميات تلك الحرب وتداعياتها على البشر حتى أولئك الذين هم كانوا بعيدون عنها، والذين كان يمكن ألا تصيبهم شرارتها، لكنها الحرب تخرّب كل شيء، حتى الأنفس، فالشاب عابر ليطاني الذي عاش حياة هادئة في ضيعته وكان شخصاً طيباً بريئاً اضطر إلى الهرب إلى بيروت حتى لا تلصق به جريمة قتل كان بالصدفة شاهدا عليها، وتضطره الظروف لأن يتجند في فصيل ويشارك في الحرب الأهلية، ثم عمل حارس موتى في المستشفى فمارس الغش والسرقة والخداع.يرى أحد القراء على موقع good reads موضوع الرواية فرأى فيه جدة، وأن الكاتب كان موفقاً في اختياره، وقال: «تتخذ الرواية من الحرب اللبنانية مدخلًا وأساسًا لها، الأحداث لا تدور بشكل كامل عن هذا الموضوع ولكنه يمثل القاعدة التي انطلق من خلالها الكاتب لكتابة تلك الرواية، وتتوازى مع نغمة الحرب داخل الرواية نغمة أخرى وهي نغمة الخوف وتأثيره على الحياة، فهي تحكي عن شخص عادي تحولت حياته 180 درجة نتيجة خوفه.. ويتورط في أشياء عدة ليجد نفسه في النهاية محاصراً ذهنياً بسؤال لا يعلم له إجابة، من يريد قتلي ولماذا؟».لكن قارئاً آخر ينظر إلى الموضوع بحذر، لأنه موضوع مكرر في روايات سابقة، فيقول: «المادة التاريخية تم استهلاكها وتوظيف عمليات الخطف والسرقة والقتل والاغتصاب والطائفية وإرهاصات نهايات الحرب، كل هذا تم توظيفه فأصبحت الكتابة في الأمر مخيفة ومربكة، فإن لم تأت بجديد فستقع في مصيدة الكتابة عن المستهلك»، ثم يضيف هذا القارئ: أكثر ما شدني للعمل، ثيمة «الخوف والموت والحياة» الذي يجعل الناس أداة قتل غير مدركة لما تفعل نتيجة أمور سياسية وجدوا أنفسهم بين فكيها فكان جلهم أدوات)، ويركز قارئ ثالث على موضوع المستشفى قائلا: «المستشفى عالم آخر، عالم مجنون، عالم أسود غير البياض الذي نعرفه، شياطين غير الملائكة (الأطباء) الذين نتعامل معهم، هناك أمور لا تخطر على بال، سرقات من الأموات، اختلاسات ورشوات، عمليات لا داعي لها، مؤامرات، وممارسات منحرفة. ومع هذا كله يدخل صاحبنا هذا العالم ليصير جزءًا منه، جزءا أساسيا، يتعامل بكل الأمور».وركز بعض القراء على الطابع التسجيلي للرواية مثمنين قدرة الكاتب على الوصف وتصوير المشاهد، ما جعل قلمه كأنه عين كاميرا، وذلك يغذي خيال القارئ ويجعله قادرا على تصور بيئة وظروف الحدث، يقول أحد القراء: «من الروايات العربية القليلة التي قرأتها تعتني بالتفاصيل وسرد الأحداث مشهدياً وكأنك في أحد دور عرض للأفلام، اتسمت الرواية برفع وتيرة التشويق، فالصدفة كانت أحد الأعمدة التي استند إليها الكاتب.. عبر بطل الرواية الذي سيأخذنا في عين العاصفة في معمعة الحروب الأهلية في لبنان، خلف جدران الملاجئ وداخل ثكنات الميليشيات حتى في ثلاجات الموتى في المستشفيات، فهو على امتداد الرواية سيكون قريبا جدا من الموت وكأنه هو الموت.. الجميل في الرواية أن المشاهد تغلب على الوصف»، لكن قارئاً آخر يرى أن «سرده جميل، ولكنها ليست عميقة وهي باردة كبرادات الموتى».وأشار آخر إلى ضعف الحبكة قائلا «تقسم الرواية إلى ثلاثة أجزاء ترتبط ببعضها ارتباطا ضعيفا، فعند تنقلك من الجزء الأول إلى الثاني تجد نفسك في رواية ثانية ونفس الحال مع الجزء الأخير».من خلال جولة مع القراء يمكن استخلاص ثلاث نقاط مهمة في هذه الرواية هي: أهمية موضوع الحرب وصعوبة كتابته فنيا، سلاسة السرد وجمال المشهدية، وتفكك الحبكة الروائية.

مشاركة :