ماي عن اعتداءات لندن: حان الوقت لنقول طفح الكيل

  • 6/6/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

طالبت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم (الأحد) برد أقوى على التطرف بعدما دهس ثلاثة مهاجمين مارة على جسر لندن بعربة «فان» الليلة الماضية قبل أن يطعنوا آخرين في شوارع قريبة ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 48 آخرين. وقالت شرطة العاصمة لندن إنها اعتقلت 12 شخصاً في حي باركينغ شرق لندن في ما له صلة بالهجوم وإن حملات الدهم مستمرة هناك. وهذا الهجوم الثالث يستهدف بريطانيا في أقل من ثلاثة أشهر ووقع قبل خمسة أيام من انتخابات برلمانية. وقالت الزعيمة «المحافظة» في بيان تلفزيوني خارج مكتبها في داونينغ ستريت حيث نكست الأعلام «حان الوقت لكي نقول طفح الكيل». وأضافت «ليس بوسعنا ويجب ألا ندعي أن الوضع يمكن أن يستمر على ما هو عليه» داعية إلى استراتيجية معززة لمكافحة الإرهاب قد تشمل أحكاماً أطول بالسجن لبعض الجرائم وقواعد جديدة في مجال الفضاء الإلكتروني. وقبل أقل من أسبوعين فجر انتحاري نفسه فقتل 22 شخصاً بينهم أطفال في حفل للمغنية الأميركية أريانا غراندي في مانشستر شمال إنكلترا. وتشبه هجمات السبت هجوم آذار (مارس) عندما قتل رجل خمسة أشخاص بعد أن دهس المارة عند جسر وستمنستر وسط لندن وطعن شرطياً. وقتلت المهاجمين الثلاثة بالرصاص في منطقة بورو ماركت قرب جسر لندن بعد ثماني دقائق من تلقيها أول مكالمة طارئة بعد الساعة العاشرة مساء مباشرة بالتوقيت المحلي. ووصف الشهود مشاهد مفزعة بعد أن انحرف المهاجمون بسيارتهم «الفان» البيضاء نحو ممر المشاة على الجسر فأصابوا أشخاصاً على طول الطريق ثم اقتحم الرجال الثلاثة منطقة تعج بالحانات والمطاعم ونفذوا عمليات طعن عشوائية. ووردت روايات عن أشخاص حاولوا الاحتماء داخل حانة بينما حاول آخرون إلقاء الطاولات ومقذوفات أخرى لإبعاد المهاجمين. وأعلنت حكومة ماي دقيقة صمت على مستوى البلاد في العاشرة بتوقيت غرينيتش الثلثاء حداداً على ضحايا الهجوم وأن الأعلام ستظل منكسة على المباني الحكومي حتى مساء الثلثاء. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها بعد عن هجوم جسر لندن. لكن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، الذي يفقد أراضي في سورية والعراق مع تقدم قوات مدعومة من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، كان وجه أمس دعوة على خدمة التراسل «تيليغرام» حضّ فيها أتباعه على شن هجمات بشاحنات وسكاكين وبنادق ضد «الصليبيين» خلال شهر رمضان. * لا علاقة بهجومي مانشستر ووستمنستر قالت ماي «نحن نعتقد أننا نشهد اتجاهاً جديداً في التهديد الذي نواجهه إذ أن الإرهاب يولد الإرهاب، وما يدفع هؤلاء إلى شن هجمات ليس فقط التحرك على أساس خطط مدبرة بعناية بعد سنوات من التخطيط والتدريب وليس حتى العمل كمهاجمين منفردين تحولوا إلى التشدد من طريق الإنترنت وإنما تقليد بعضهم البعض وغالباً باستخدام أشد وسائل الهجوم بدائية». وقالت إن سلسلة الهجمات ليست متصلة في ما يتعلق بالتخطيط والتنفيذ ولكنها مستلهمة مما وصفته «بالفكر الشرير للتطرف الإسلامي» الذي مثل انحرافاً عن الإسلام والحقيقة. ونادت بضرورة مواجهة هذا الفكر داخلياً وخارجياً. وأضافت «في الوقت الذي حققنا فيه تقدماً كبيراً في السنوات الأخيرة فإن هناك... ولنكن صريحين... تسامحاً أكثر مما ينبغي تجاه التطرف في بلدنا» وحضّت البريطانيين على أن يكونوا أكثر قوة في استئصال شأفته في القطاع العام وفي المجتمع الأوسع. وحضّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب العالم على «تويتر» اليوم بأن يكف عن «الاستقامة السياسية» من أجل ضمان الأمن العام ضد الإرهاب. وعلق معظم الأحزاب السياسية حملاتها الانتخابية اليوم لكن ماي قالت إنها ستستأنف غداً. لكن زعيم حزب «استقلال المملكة المتحدة» بول نوتال، قال اليوم إنه لن يعلق الحملة الانتخابية للحزب. وقال على «تويتر»: «تعطيل ديموقراطيتنا هو ما يريده المتطرفون». ويعتبر جسر لندن مركز رئيس لحركة المواصلات وتشتهر منطقة بورو ماركت القريبة بالحانات والمطاعم التي عادة ما تكتظ بالرواد مساء أيام السبت. ولا تزال المنطقة مغلقة وتجوبها دوريات من الشرطة المسلحة وشرطة مكافحة الإرهاب وأغلقت السلطات أيضاً محطات القطار. ويمكن رؤية خبراء الطب الشرعي يعملون عند الجسر بينما وقفت الحافلات وسيارات الأجرة خالية من الركاب. ومن المقرر أن تشارك غراندي وفنانون آخرون في حفل خيري في «أولد ترافورد» في مانشستر مساء اليوم لجمع تبرعات لضحايا هجوم مانشستر وعائلاتهم. وقالت الشرطة إن الحفل سينظم مثلما هو مقرر مع تشديد الإجراءات الأمنية. * أحزمة ناسفة وهمية كان المهاجمون مساء أمس يرتدون ما يشبه الأحزمة الناسفة لكن ثبت لاحقاً أنها غير حقيقية. وقالت ماي إن هدف المهاجمين هو إظهار الفزع. وعرض تلفزيون «هيئة الإذاعة البريطانية« (بي بي سي) صورة تظهر اثنين من المهاجمين المحتملين بعد أن قتلتهما الشرطة وكانت هناك عبوات مربوطة على جثة أحدهما. وقالت «هيئة إسعاف لندن» إنها نقلت 48 مصاباً إلى خمسة مستشفيات في العاصمة البريطانية بينما عالجت عدداً آخر من إصابات طفيفة في موقع الهجمات. وقال رئيس بلدية لندن صادق خان، إن بعض المصابين في حال خطرة. وأضاف أن المستوى الرسمي للتهديد الأمني ما زال عند مستوى «حاد» ما يعني أن وقوع هجوم أمر مرجح بشكل كبير. وتم رفع مستوى التحذير إلى حاد بعد هجوم مانشستر ثم جرى خفضه بعد ذلك بأيام. وقال خان إنه يعتقد أنه لا يجب تأجيل الانتخابات المقررة الخميس المقبل بسبب الهجوم. وأضاف «من الأمور التي يمكن أن نقوم بها حتى نثبت أننا لن نذعن للخوف هو التوجه إلى صناديق الاقتراع الخميس والتأكيد على أننا نعي أهمية ديموقراطيتنا وحرياتنا المدنية وحقوق الإنسان». وعبر الشرطي روي سميث الذي كان في موقع الهجمات وقت حدوثها عن صدمته على «تويتر». وكتب: «بدأت نوبة العمل بالتقاط صور مع أطفال يلعبون في ساوث بانك وأنهيتها وأن أقوم بمحاولات الإنعاش القلبي لضحايا أبرياء تعرضوا لهجوم على جسر لندن». وعرض ترامب في تغريداته مساعدة بريطانيا لكنه أيضاً وجه انتقاداً لخان لقوله إنه ليس هناك ما يدعو إلى القلق. وكان خان قال في وقت سابق أن سكان لندن سيشهدوا وجوداً متزايداً لرجال الشرطة في المدينة بعد الهجوم الدامي لكن ليس هناك ما يدعو إلى القلق. وانتخب خان العام الماضي رئيساً لبلدية لندن ليصبح أول مسلم يتولى هذا المنصب في عاصمة غربية. وأبدت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل تعاطفها. وقالت «نتحد جميعاً اليوم عبر الحدود في فزع وحزن ولكن بإصرار. أؤكد أن ألمانيا تقف بثبات وحزم إلى جانب بريطانيا في الحرب ضد كل أشكال الإرهاب». وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على «تويتر» إن «فرنسا تقف أكثر من أي وقت مضى إلى جانب المملكة المتحدة». وقال مسؤؤلون فرنسيون إن هناك أربعة فرنسيين بين المصابين. وذكرت أستراليا أنه تأكد نقل أحد رعاياها إلى المستشفى بعد إصابته في الهجوم في حين تسعى السلطات الأسترالية إلى معرفة مصير شخص آخر. وفي القاهرة دان الأزهر الهجوم بشدة. وقال في بيان: «من حق جميع البشر العيش في سلام وأمان بغض النظر عن دينهم أو لونهم أو جنسهم أو لغتهم» مطالباً بتضافر جهود المجتمع الدولي «للقضاء على الإرهاب». وكان تفجير مانشستر الذي وقع في 22 أيار (مايو) هو الأعنف في بريطانيا منذ تموز (يوليو) 2005 عندما قتل أربعة بريطانيين 52 شخصاً في هجمات انتحارية منسقة على شبكة النقل في لندن.

مشاركة :