أطلق المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي اليوم الثلاثاء 6 يونيو 2017م تقرير "طبيعة 2" الهادف إلى الترويج لصون التراث الطبيعي في المنطقة العربية، بحضور معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي، والدكتور محمد بن مبارك بن دينة الرئيس التنفيذي للمجلس الأعلى للبيئة، وممثلين عن الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، وسفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى مملكة البحرين وعدد من الخبراء والمهتمين. وكان المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي قد تعاون في إنجاز هذا التقرير مع الاتحاد الدولي لصون الطبيعة والسفارة الألمانية لدى البحرين، حيث يقدّم مجموعة من التوصيات لتعزيز الحفاظ على المواقع الطبيعية في دول الوطن العربي مما يتيح تقدّما أكبر نحو التنمية المستدامة طويلة الأمد في المنطقة. وبهذه المناسبة توجّهت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بالشكر إلى كل الداعمين لمشروع تقرير طبيعة، قائلة إن إطلاق التقرير يأتي استكمالا لمشاريع المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في حفظ وصون المكونات الثقافية والطبيعية العربية والتي يتم تنظيمها بالتعاون مع العديد من المنظمات الدولية المعنية، وأشارت إلى تميّز مملكة البحرين بمنجزات حضارية إنسانية وبيئة طبيعية تستحق أن تحفظ للأجيال القادمة، متمنية أن تسجل جزر حوار كموقع طبيعي عالمي. أما الدكتور محمد بن مبارك بن دينة فأعرب عن سعادته لإطلاق تقرير طبيعة 2، مشيداً بجهود المركز الإقليمي في هذا المجال على الصعيدين المحلي والإقليمي، متطلعا إلى مزيد من التعاون مع المركز بما يحفظ البيئة البحرينية ويصونها للأجيال القادمة. بدوره قال السيد محمد هانز السكرتير الثاني لدى السفارة الألمانية إن السفارة تتطلع دائما للمشاركة في الفعاليات التي من شأنها الارتقاء بالتراث الثقافي والطبيعي في الوطن العربي، داعيا كل الأطراف للعمل بجد من أجل حماية الطبيعة. ويشكل تقرير طبيعة 2 نتاجا معرفيا هاما يوثق التقدم في برنامج "طبيعة" (البرنامج الإقليمي للتراث العالمي الطبيعي في منطقة الدول العربية) والذي يستضيفه المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي حاليا. ويرتبط التقرير بشكل كبير باستراتيجية الاتحاد الدولي لصون الطبيعية كما يقدم تفاصيل دقيقة عن حالة صون المواقع الطبيعية العربية المسجلة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو وهي 6 مواقع: الحديقة الوطنية بإشكل في تونس، الحديقة الوطنية لتاسيلي نجار في الجزائر، الحظيرة الوطنية لحوض أرغين في موريتانيا، وادي الحيتان في مصر، أرخبيل سقطرى في اليمن ومحمية وادي رم في الأردن. ومن المتوقع أن يصدر تقرير طبيعة 3 خلال عام 2018م وسيضم في تقييمه موقعين طبيعيين عربيين مسجلين على قائمة التراث العالمي لليونيسكو مؤخرا وهما: الأهوار العراقية وموقع سانجنب دنقوناب في السودان. وفي السياق نفسه، صرحت معالي الشيخة لوكالة أنباء البحرين (بنا) بأن وزارة الثقافة لا تألوا جهداً من ناحية الاهتمام بالبيئة، والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي يهتم بالجانب الثقافي والعمراني والبيئي. ويأتي الاهتمام بالبيئة من الأولويات المهمة لهذا المركز ويتجسد ذلك في تقرير الطبيعة 2 بحيث يسلط الضوء على الجهود التي بذلت، ويبرز المواقع التي تم تسجيلها منها العربي وفندت كمواقع للتراث العالمي البيئي. وأضافت معاليها بأن مملكة البحرين تسعى لضم المزيد من تلك المواقع لقائمة مواقع التراث العالمي البيئي. وبالنسبة لأهمية تقرير الطبيعة 2 في حماية البيئة، فقد أكدت معاليها: "بأن هذا التقرير يأتي إيماناً منا بضرورة التوعية بأهمية البيئة والمحافظة عليها، والتنبية لأهمية حماية البيئة على الأرض ومد جسور التعاون مع الجهات المختصة." وكان لوكالة أنباء البحرين (بنا) حديث مع مدير برنامج طبيعة وعضو فريق التقرير، هيفاء عبدالحليم فأشارت إلى أن برنامج طبيعة مختص بحماية البيئة في الدول العربية من خلال تنفيذ اتفاقية التراث العالمي. وأضافت بأن (تقرير طبيعة 2) يصدر كل ثلاث سنوات وهو تقرير أساسي للبرنامج ويهدف لتقييم حالة الحماية والصون للمواقع الطبيعة في المنطقة العربية. وقد تضمن التقرير ستة مواقع مسجلة، وسيتم متابعة حالة الحماية بشكل دوري لهذه المواقع. وأكدت بأن التقرير يتضمن عدة جوانب منها صون وحماية المواقع الطبيعية، وبرامج المركز المقدمة في هذا المجال وهي كبناء القدرات، وتحديد الاحتياجات التدريبية للدول، والمواقع التي ستصنف كمواقع تراث عالمي في المنطقة العربية. وعن الفترة التي تمت فيها إعداد التقرير، فقد أشارت هيفاء بأن التقرير استغرق إعداده من ستة إلى سبعة شهور، وتحضير المعلومات يستغرق أكثر من سنة. ويعتمد التقرير على التواصل بينهم وبين الدول والحصول على رؤيتهم في هذا المجال، حيث أن هذا التقرير تفاعلي بين أطراف عدة. وهو معد من قبل الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة بسويسرا والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، والحصول على دعم السفارة الألمانية في طباعة التقرير باللغة العربية. وعن دور السفارة الألمانية في هذا التقرير فقد أكد القنصل في السفارة الألمانية، السيد محمد هانس بأن دعمهم لـ (تقرير الطبيعة 2) يأتي ضمن برنامجهم الثقافي والتعاون مع المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي والجهات المعنية من أجل حماية البيئة من خلال عدة مشاريع وأنشطة متنوعة تؤدي لتوعية المجتمع بضرورة الحفاظ على التراث البيئي العالمي. وأكد هانس على ضرورة العمل المتواصل لحماية التنمية المستدامة للدول، والمركز العربي لهو خير مثال على ذلك. وأضاف هانس: "الفائدة من هذا التقرير تتمثل في عرض المواقع العالمية التي تصنف ضمن مواقع التراث العالمي البيئي. وقراءة هذا التقرير تتضمن العديد من المعلومات في مجال البيئة والتراث العالمي التي قد لا يكون الفرد على علم بها." المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي هو مؤسسة عامة بحرينية، ويعمل المركز برعاية اليونسكو، وقد تأسس بموجب اتفاقية وقعت في العام 2010م بين حكومة المملكة واليونسكو. ورسالة المركز تتمثل في تعزيز تنفيذ اتفاقية التراث العالمي لعام 1972م في منطقة الدول العربية من خلال دعم تطبيق قرارات وتوصيات لجنة التراث العالمي لفائدة مواقع التراث العالمي في المنطقة .
مشاركة :