عادة ما يتجاهل الأشخاص تنميل الأيدي من وقت إلى آخر، إلا أن مثل هذه الأعراض قد تشير إلى الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي؛ حيث يتعرض العصب المتوسط في النفق الرسغي للانضغاط. وإذا لم يتم علاج هذه المتلازمة، فإنها قد تؤدي إلى حدوث أضرار مستديمة بالعصب، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى إصابة إصبع الإبهام بالشلل. وأوضح البروفيسور فيت براون، من الجمعية الألمانية لجراحة المخ والأعصاب، أن أعراض متلازمة النفق الرسغي تبدأ ليلا، وتظهر في صورة تنميل أو ألم أو خدر في الإبهام والسبابة والوسطى. وتؤدي هذه الأعراض إلى استيقاظ المرء من النوم ليلا عدة مرات، وفي وقت ما تظهر هذه الأعراض خلال النهار، مثلا عند قيادة الدراجات الهوائية أو عند قيادة السيارة. ويرجع سبب هذه الأعراض إلى وجود موضع ضيق في الرسغ؛ حيث يعتبر النفق الرسغي نفقا بين عظام الرسغ على الجانبين وشريط يوجد عليها مثل الغطاء، وتمر الأوتار والأعصاب خلال العصب المتوسط، الذي يعتبر واحدا من الأعصاب الرئيسية لليد. ومن جانبه، أوضح أوليفر كاستروب، من الجمعية الألمانية لطب الأعصاب، قائلا: "العصب المتوسط يعمل على تغذية أصابع الإبهام والسبابة والوسطى". وإذا تعرض العصب للضغط، فإن ذلك يؤدي إلى تورم الأوتار المنثنية في النفق الرسغي، ومن ضمن الأسباب الأخرى حدوث تغييرات هرمونية، ولذلك فإن 70% من المرضى من النساء الأكبر من 50 عاما، علاوة على أن حدوث كسر في المعصم قد يؤدي إلى تحريك النفق الرسغي، وظهور أعراض متلازمة النفق الرسغي. وبدوره، أضاف البروفيسور يورج فان شونهوفن، الأمين العام للجمعية الألمانية لجراحة اليد، قائلا: "تحدث متلازمة النفق الرسغي في حالات نادرة بسبب التحميل الزائد"، غير أن مسألة الإجهاد المزمن قد يكون سببا من أسباب متلازمة النفق الرسغي لم تخضع لنقاش علمي حتى الآن. وإذا كانت الأعراض لا تزال بسيطة يستخدم المرضى جبيرة أثناء الليل، حتى لا ينثني المعصم، وأضاف أوليفر كاستروب قائلا: "قد تساعد هذه الجبيرة المرضى في التغلب على الأعراض، إلا أنها تكون غير مريحة". ويتم اللجوء إلى التدخل الجراحي لعلاج متلازمة النفق الرسغي عند تعرض الأصابع للتنميل أو حدوث ضمور في العضلات، ومن خلال العملية الجراحية يتم شق الشريط، الذي يمثل غطاء للنفق الرسغي، وبالتالي يتم توسيع النفق وتخفيف الضغط عن العصب. ومثل أي عملية جراحية أخرى تعتبر جراحة النفق الرسغي محفوفة بالمخاطر؛ حيث قد يتعرض العصب للإصابة أو يتعرض للقطع في حالات نادرة جدا، وهذا ما ينطبق على عمليات الجراحية بالمناظير؛ حيث لا يزيد القطع في كف اليد على واحد سنتميتر ونصف، وقد تظهر آلام لدى بعض الأشخاص بعد التدخل الجراحي بالمنظار؛ نظرا لأنه تم الضغط على العصب. وبعد أربعة أسابيع تتساوى نتائج الجراحة بالمنظار مع الجراحة التقليدية؛ حيث يتم إجراء العمليتين في العيادات الخارجية وباستخدام تخدير موضعي، ويتم شفاء الجرح بعد أسبوعين في أغلب الأحيان وتختفي معه الأعراض، ولكن إذا كان العصب قد تعرض لتلف بالفعل أو حدث ضمور في العضلات فلا يمكن التراجع عن هذه الحالة، ولذلك يتعين على المرء أخذ أغراض متلازمة النفق الرسغي على محمل الجد والبحث عن علاج في أسرع وقت. ك.ف;
مشاركة :