لشهر رمضان الكريم طعم خاص ومختلف في إمارة الشارقة، حيث تتزين فيه معالم الإمارة بالمصابيح، وتقام فيه العديد من الطقوس التي تميز الشارقة عما سواها من المدن العربية، ويعتبر «مدفع الإفطار» من أبرز هذه الطقوس والمشاهد، التي حافظت عليها الإمارة، وتناقلتها الأجيال عبر المراحل التاريخية المختلفة للإمارة.ونظراً لأهمية هذا التقليد الشعبي والديني الموروث، الذي يحمل في طياته عبق الماضي الأصيل، درجت قناة الشارقة طوال السنوات الماضية، على تخصيص برنامج ديني ذي صبغة جماهيرية، تبثه يومياً في تمام الساعة 6:30 مساءً طوال أيام الشهر الفضيل، من أمام ساحة مسجد النور بواجهة المجاز المائية بالشارقة، أحد المواقع التسعة الرئيسية التي يطلق فيها مدفع الإفطار في الإمارة.واستطاع برنامج «مدفع الإفطار» أن يبني قاعدة جماهيرية كبيرة، داخل الإمارة والإمارات، والتي تتجلى في حضور الأسر والأفراد من أنحاء إمارة الشارقة، ومن بقية الإمارات في ساحة مسجد النور لمعايشة أجواء روحانية، تمتزج بروح الألفة والتسامح.ولا يقتصر الاهتمام الجماهيري ب «مدفع الإفطار» على حدود الدولة، حيث يمتد إلى خارجها، ليشمل كل دول العالم العربي والإسلامي، والذي تعكسه العديد من المشاهد، من بينها حرص الأسر والزوار على التفاعل مع كاميرا البرنامج من خلال التلويح بالأيدي، وإرسال التحيات إلى الأهل والأحباب في بلدانهم الأم، وكلهم ثقة بأن شاشة قناة الشارقة كفيلة بإرسال هذه التحيات والأشواق عبر أثيرها الواسع الانتشار.ويتضمن البرنامج العديد من من الفقرات المتنوعة، من بينها مسابقة دينية تطرح على الجمهور وبشكل مباشر العديد من الأسئلة الدينية المنوعة التي رصدت لها جوائز قيمة، وتشهد الفقرات المصاحبة للبرنامج تفاعلاً كبيراً من قبل الأسر، التي تحرص على الاستمتاع بمشاهدة لحظات الغروب وسماع دوي إطلاق مدفع الإفطار من موقع بث البرنامج بواجهة المجاز المائية.وقالت عايدة بطي، مديرة إدارة البرامج بتلفزيون الشارقة: «أصبح برنامج «مدفع الإفطار» من أبرز المشاهد التي تشكل ملامح وهوية الشارقة في شهر رمضان الكريم، وأصبح بمثابة تقليد ديني واجتماعي، تترقبه الأسر والجاليات من مختلف أنحاء العالم، للمشاركة فيه والاستمتاع بفقراته المتنوعة والشائقة، التي يخرج البرنامج من خلالها في لوحة جمالية عنوانها الأبرز المحبة والسلام».
مشاركة :