مدفع الإفطار.. صوت الذكريات على واجهة المجاز

  • 7/13/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تسود في شهر رمضان أجواء مميزة في مختلف مناطق الدولة عموماً، وإمارة الشارقة خصوصاً، ويلاحظ الجميع اختلاف أيام الشهر في مختلف التفاصيل، وبرنامج مدفع الإفطار الذي يبثه تلفزيون الشارقة على مدار أيام الشهر الفضيل وعلى الهواء مباشرة قبل موعد الإفطار، حيث يتجمع جمهور كبير يومياً في ساحة النافورة بواجهة المجاز المائية، ليشاهدوا المدفع والبرنامج على الهواء، ويحظون بفرصة المشاركة في المسابقة التي تعتبر واحدة من أهم فقرات البرنامج، ويمثل مدفع الإفطار بشكله التقليدي في الإمارات، أهم ملامح الطقوس الرمضانية، حيث يضفي على أيام وليالي رمضان مذاقاً خاصاً، وذلك على الرغم من كل التطور التكنولوجي وحضور وسائل الاتصال الحديثة في مختلف مجالات الحياة. يرتبط مدفع رمضان لدى كثيرين بذكريات جميلة ومواقف إنسانية رائعة ملأى بالمحبة والتآلف بين سكان المجتمع الإماراتي، وجاء اختيار واجهة المجاز المائية لتكون مقراً للبرنامج ولمدفع رمضان، نظراً لما تمثله من وجهة جاذبة للجمهور. ويعتقد بأن تاريخ إطلاق مدفع رمضان يعود إلى عهد المماليك، حيث أراد السلطان المملوكي خشقدم تجريب مدفع جديد وصل إليه، وصادف إطلاق المدفع وقت موعد الإفطار، فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى حلول وقت الإفطار، وتوجهت وفود منهم إلى مقر الحكم لشكر السلطان على هذا العمل، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذاناً بالإفطار. وبالنسبة لإمارة الشارقة، فهي تتميز بقصتها التاريخية مع مدفع الإفطار، فمنذ ثلاثينات القرن الماضي، ارتبطت الإمارة بصوت دوي مدفع رمضان، ليتحّول إلى تقليد متبع ينتظره سكان الإمارة وأهلها بشغف وحنين، فتستبشر به جموع الصائمين، في تلك الأيام كانت الحياة تتسم بقلة وسائل الرفاهية والتقنيات الحديثة، ما دفع الناس للاعتماد على ضرب المدفع ودويه الصادح في العديد من المناسبات والاحتفالات الشعبية، سواء كانت للتهليل بمواسم النصر والفرح، أو للتذكير بموعد أذان الإفطار خلال الشهر الفضيل، مع التبشير بهلة العيدين. حينها كان المدفع في رمضان والعيدين والمناسبات العامة المهمة، ومع مرور السنين استمر المدفع التقليدي في الحضور والتواجد في حياة أهل الشارقة كتقليد إسلامي مرتبط ارتباطاً وثيقاً بشهر رمضان الكريم، معززاً مكانته في المشاعر والوجدان، وممارساً لدوره ودلالاته الإيمانية والروحانية عند الصائمين، ليمتد هذا الموروث الشعبي والتاريخي ويظهر بشكل رسمي مع بدايات تأسيس شرطة الإمارة عام 1967. وبعد أن أصبحت الشارقة مدينة زاخرة بالمساجد والجوامع، وأصبح الأذان يسمع من مكبرات الصوت ومحطات التلفزة، لا يزال هناك حنين لدوي مدفع الإفطار، حيث إن له وقعاً مختلفاً عند معظم الناس، وتبقى الحاجة لسماعة خصوصية وتفرد، لذا حرصت الإمارة على استمراره وحضوره. يقول مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة بالإنابة في القيادة العامة لشرطة الشارقة الرائد إبراهيم مير عبد الرحمن: حددت القيادة مواقع عدة لإطلاق مدفع رمضان في الإمارة، وفي مقدمتها واجهة المجاز المائية، حيث يقوم تلفزيون الشارقة ببث حي وعلى الهواء مباشرة برنامجه الرمضاني اليومي مدفع الإفطارمن هناك. وأضاف: تحرص شرطة الشارقة على إطلاق مدفع رمضان إيذاناً بموعد الإفطار وإحياءً لتخليد المدفع الذي اختفى من أغلب الدول العربية الأخرى بصورة نهائية، أو أصبح فكرة رمزية أو صوتاً مسجلاً تتم إذاعته في محطات الراديو والتلفزيون، بعكس ما يحدث في الشارقة، إذ يلتف الأطفال والعائلات الذين يحرص بعضهم على التحدث إلى ذويه في دول أخرى هاتفياً، ليروه عبر إذاعة وتلفزيون الشارقة الذي يقوم بدوره بنقل حي ومباشر لفعالية مدفع الإفطار من كل عام، من أمام واجهة المجاز المائية بمدينة الشارقة، كما تقوم الشرطة بتوزيع وجبات إفطار على الحاضرين، ويتقاسم الجميع على اختلاف ثقافاتهم لحظات إيمانية. قال سالم علي الغيثي، مدير إدارة البرامج في تلفزيون الشارقة التابع لمؤسسة الشارقة للإعلام: يعتبر برنامج مدفع الإفطار أحد برامج رمضان المميزة منذ 12 سنة، وهو جماهيري بامتياز، يعرض يومياً على الهواء من واجهة المجاز المائية، بالتعاون مع القيادة العامة لشرطة الشارقة، وهيئة الشارقة للاستثمار والتطويرشروق، ويتضمن معلومات مفيدة وجيدة، سواء من خلال أسئلة المسابقات، والجوائز المترتبة عليها، أو من خلال المعلومات التي يبثها البرنامج في مختلف فقراته المتنوعة والغنية. يقول محمد فاضل المزروعي، مدير واجهة المجاز المائية: الواجهة واحدة من أهم الوجهات التي تستقطب الجمهور من مواطنين ومقيمين وزوار، نظراً لما تتميز به من خدمات وتسهيلات ومساحات ومناظر خضراء خلابة، وعليه نحرص على استضافة برنامج مدفع الإفطار. وتابع: تضم الواجهة تشكيلة واسعة من المطاعم والمقاهي المميزة المطلة على نافورة الشارقة الخلابة وتقدم مجموعة من الفعاليات والأنشطة على مدار العام، بما فيها شهر رمضان، وفيها الخدمات والألعاب الترفيهية المميزة للأطفال والكبار ولكافة أفراد العائلة، فهناك مسار المشي، والانطلاق في رحلة بحرية على متن قارب خاص، عدد عن المطاعم المتنوعة والمميزة في مختلف خدماتها وأطعمتها ومشروباتها، بالإضافة إلى مركز ألوان، وحديقة مرايا للفنون، والحديقة المائية، وملعب الغولف المصغر، وكل ما يساهم في جذب الزائر والمقيم والمواطن، فهي وجهة عائلية ترفيهية بامتياز.

مشاركة :