علمت «الحياة» من مصادر رسمية أن الرئيس اللبناني ميشال سليمان عرض الوضع في لبنان مع الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني مؤكداً له «الحاجة الى دعم كل الدول لدعم استقرار البلد والحفاظ على تماسكه ووحدته في الظروف الدقيقة التي تعيشها المنطقة». وأوضحت المصادر لـ «الحياة» أن سليمان الذي التقى روحاني أول من أمس على هامش حضوره احتفال قسم اليمين الذي أداه الرئيس الإيراني الجديد، شرح للأخير «تطورات الأوضاع في لبنان والأزمة السياسية التي يعيشها والخيارات التي تطرحها الدولة اللبنانية لتحصين الوضع ومنها سياسة النأي بالنفس عن الأزمة السورية التي تضمنها إعلان بعبدا الذي وافق عليه جميع الفرقاء السياسيين في هيئة الحوار الوطني وتحييده عن الأزمات الإقليمية». وذكرت المصادر «أن الانطباع الذي خرج به سليمان من لقائه مع روحاني هو أنه مطّلع على أوضاع البلد، وأن الرئيس اللبناني شرح له التوجهات التي يعتمدها لحفظ الاستقرار والمواقف التي يعلنها في هذا الصدد والتي يبلغها الى جميع الفرقاء اللبنانيين من باب حرصه على درء الأخطار عن لبنان وعلى المقاومة وكل الجهات الفاعلة فيه، وعلى أدوار الجميع». وعلمت «الحياة» أن نتائج محادثات سليمان مع نظيره الإيراني لا تعني أن ثمة نتائج عملية واضحة في الموقف الإيراني تنعكس على الساحة اللبنانية وأن هذه المحادثات كانت جولة تسنى للجانب اللبناني أن يعرض وجهة نظره خلالها. والتقى سليمان صباح أمس غداة عودته من طهران رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ثم عرض المعطيات مع رئيس الحكومة المكلف تمام سلام في شأن جهود الخروج من الجمود والمراوحة في عملية التأليف، لا سيما بعد مواقف سليمان الأخيرة التي طرح فيها خيار اللجوء الى حكومة حيادية إذا تعذر تشكيل حكومة يتمثل فيها الجميع. وأشارت المصادر الرسمية الى أن المستجدات، في بعض ردود الفعل على مواقف سليمان، لا سيما ما أعلنه رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط في دفاعه عن طرح رئيس الجمهورية خيار الحكومة الحيادية، ثم مبادرة زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الى حكومة يكون «المستقبل» (وقوى 14 آذار) و «حزب الله» خارجها فرضت جولة جديدة من التشاور بين سليمان وسلام ستستكمل في الأيام المقبلة مع فرقاء آخرين، فيما ينتظر أن يتواصل سلام مع جنبلاط أيضاً. وكان البيان الرئاسي عن اجتماع سليمان وسلام أشار الى أن البحث تناول «تضافر الجهود وتقديم التضحيات والتنازلات لحسم تشكيل الحكومة». وترافق ذلك مع إعلان جنبلاط في موقفه الأسبوعي لموقع «الأنباء» التابع لـ «الحزب التقدمي الاشتراكي» أن جبهته النيابية «قد تدرس الخيارات الممكنة للخروج من الأفق المغلق حكومياً نحو خطوات جديدة بعيدة من نظريات المؤامرة التي تكتب عنها بعض الأقلام»، معتبراً أن «الواقع (الحكومي) المأزوم لا يمكن أن يستمر الى ما لا نهاية». ولفت أن جنبلاط ثمّن «مبادرة الرئيس الحريري بالقبول بالحوار مع أو من دون حكومة للبحث في هدوء في القضايا الخلافية». كما جدد مساندة سلام مذكراً بأنه «وضع نفسه كضمانة سياسية وشخصية في حال استقالة مجموعة من الوزراء، عند طرحه صيغة 8+8+8 للتمثيل في الحكومة»، معتبراً أنها «كانت الصيغة الأمثل... من دون إعطاء أي طرف حق التعطيل». إلا أن رموزاً في «قوى 8 آذار» اعتبرت أمس أن لا حكومة حيادية في لبنان، فيما قالت مصادر مطلعة على موقف جنبلاط أن تأييده ما طرحه الرئيس سليمان لجهة الحكومة الحيادية يقترن أيضاً بحرصه على التواصل مع صديقه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في شأن هذا الخيار، إذ يبدي حرصاً على استمرار التفاهم معه في شأن المخارج من التأزم الحاصل في البلد.
مشاركة :