دعم مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي دعوةَ الرئيس الإيراني حسن روحاني «الحرسَ الثوري» إلى الابتعاد عن التجاذبات السياسية الداخلية، امتثالاً لتوصيات مؤسس الجمهورية الإمام الخميني. وقال خامنئي، خلال لقائه كبار قادة «الحرس» أمس، إنه «ليس ضرورياً أن يمارس الحرس الثوري نشاطات سياسية»، من دون أن يعني ذلك «ألا تكون له مراقبة واعية للتيارات الانحرافية أو العميلة أو سائر التيارات السياسية». وهذه المرة الأولی التي تدعو فيها القيادة الإيرانية «الحرس» إلى الابتعاد عن التجاذبات السياسية الداخلية، إذ يحظر القانون على العسكريين (من حرس وجيش) التدخل في القضايا السياسية الداخلية، استناداً إلی تعاليم الخميني. ويأتي هذا الطلب بعد الاتهامات التي ساقها الإصلاحيون ضد متطوعي «الحرس» المعروفين بـ «الباسيج» بالمشاركة في قمع الاحتجاجات التي اندلعت العام 2009، إثر الإعلان عن فوز الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد بالانتخابات الرئاسية ضد منافسيه مهدي كروبي ومير حسين موسوي. وأتت مواقف المرشد منسجمة مع مطالبة روحاني «الحرس الثوري» بأن يكون لكل أبناء الشعب الإيراني، إذ أكد خامنئي علی عدم نزول «الحرس» إلى مستوى «مواجهات فئوية وفردية بين هذا وذاك»، وضرورة تركيزه علی «التحدي الرئيسي لرسالة الثورة الإسلامية في مواجهة نظام الهيمنة». وتزامن ذلك مع نشر الصحف الإيرانية تفاصيل اللقاء بين روحاني وكبار قادة «الحرس» أول من امس، إذ أكد قائد هذه القوات محمد علي جعفري دعم حكومة روحاني. ووضعت تصريحات خامنئي حداً لجدل نشب في أوساط «الحرس» عقب خطاب روحاني الذي دعاهم في الوقت ذاته إلى المساهمة في إغلاق المرافئ غير الشرعية المطلة علی الخليج «لدعم صورتهم الناصعة لدی المواطنين والتي يجب ألا تشوبها شائبة». من جهة أخرى، بدا أن خامنئي أعطى الضوء الأخضر لروحاني للحوار مع الدول الغربية، إذ قال مرشد الجمهورية: «إنني مؤيد لقضية وصفتها قبل أعوام طويلة بليونة الأبطال، ذلك لأن هذه الحركة جيدة جداً وضرورية في بعض الأحيان». واضاف ان «معرفة الطرف الآخر والإدراك الصحيح لأهدافه، يُعد شرطاً أساسياً لاستخدام تكتيك الليونة»، لافتاً إلی أن «المصارع يبدي الليونة أحياناً لسبب فني إلا أنه لا ينسى من هو خصمه وما هو هدفه الأساسي». في الوقت ذاته، أكدت مصادر إيرانية صحة تقارير تحدثت عن «استعداد روحاني لوقف عملية تخصيب اليورانيوم في منشأة فردو» في قم، في مقابل «تخفيف العقوبات المفروضة على إيران». وأشارت المصادر إلى أن الرئيس الإيراني يعتزم «اقتراح إخراج أجهزة الطرد المركزي من هذه المنشأة تحت إشراف دولي، على أن تسمح الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي لإيران بتصدير نفطها وترفع القيود عن المصرف المركزي الإيراني». وأوضحت أن «روحاني قد يطرح هذا الاقتراح في الكلمة التي سيلقيها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية الشهر الجاري». الى ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول ايراني نفيه رفع الحظر الذي تفرضه الحكومة على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال المسؤول ان عطلا فنيا هو الذي سمح لمستخدمين ايرانيين بالدخول مباشرة الى موقعي «فيسبوك» و«تويتر» للمرة الاولى منذ أربع سنوات.
مشاركة :