تماسكت أسعار النفط في الأسواق العالمية أمس، وسط ترقب تداعيات قرار عدد من الدول العربية قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، فيما أكد وزير النفط الكويتي عصام المرزوق، أن الدوحة ملتزمة بقرار تمديد خفض الإنتاج لمدة 9 أشهر حتى مارس/ آذار 2018.وهبطت أسعار النفط لتواصل انخفاضها عن 50 دولاراً للبرميل بفعل المخاوف من أن شقاقاً دبلوماسياً بين قطر ودول عربية من بينها السعودية قد يقوض جهود منظمة أوبك لإعادة الاستقرار إلى السوق.وتراجع خام القياس العالمي برنت 15 سنتاً إلى 49.32 دولار للبرميل لتصل نسبة الانخفاض منذ 25 مايو/ أيار إلى 8%.وفي 25 مايو مددت أوبك ومنتجون مستقلون سياسة خفض إنتاج النفط حتى نهاية الربع الأول من العام القادم.وانخفض الخام الأمريكي الخفيف 15 سنتاً إلى 47.25 دولار للبرميل.وقطعت دول عربية بارزة على رأسها الإمارات العربية المتحدة والسعودية ومصر العلاقات مع قطر أمس الاثنين واتهموها بدعم «الإرهاب».وقال وزير النفط الكويتي عصام المرزوق إن قطر تشارك في اتفاق خفض إنتاج النفط الذي بدأ العمل به في أول يناير/ كانون الثاني الماضي بكمية تبلغ 30 ألف برميل يوميا «وهي ملتزمة بقرار خفض الإنتاج».وأضاف المرزوق الذي ترأس بلاده لجنة مراقبة التزام الدول بالاتفاق في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الكويتية الرسمية أن نسبة التزام قطر بقرار الخفض دارت بين 93 و102%.وقالت وكالة ستاندرد آند بورز جلوبال بلاتس لتسعير النفط إنها أطلقت بأثر فوري مراجعة بشأن إمكانية تسليم الخام الذي يتم تحميله من الموانئ القطرية، وذلك على خلفية قطع دول عربية كبرى العلاقات التجارية والدبلوماسية مع قطر.ارتباك مؤقتوكانت قد أصيبت أسعار النفط بالارتباك فور إعلان قرار مقاطعة قطر، حيث هبطت 1% متأثرة بمخاوف من أن المقاطعة قد تعرقل اتفاق أوبك لخفض الإنتاج، غير أن أسعار برنت عاودت الصعود بما يصل إلى 1.6 %، كما انخفضت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 26 سنتا أو 0.55 % لتبلغ عند التسوية 47.40 دولار. وقادت عقود البنزين الأمريكي مجمع الطاقة للانخفاض مع هبوطها حوالي 2.5 % لتسجل عند التسوية 1.5381 دولار للجالون بفعل مبيعات لأسباب فنية حسبما قال سماسرة.وقفز انتاج النفط في الولايات المتحدة بأكثر من 10% منذ منتصف 2016 ليصل إلى 9.34 مليون برميل يومياً مقترباً من مستويات السعودية وروسيا أكبر المنتجين في العالم.وارتفاع انتاج النفط الأمريكي قادته الزيادة للأسبوع العشرين على التوالي في أعمال الحفر النفطي، وهي سلسلة زيادات قياسية، مع ارتفاع إجمالي عدد الحفارات قيد التشغيل بمقدار 11 حفاراً في الأسبوع المنتهي في الثاني من يونيو/ حزيران ليصل إلى 733 حفاراً وهو الأعلى منذ ابريل/ نيسان 2015.وبدورها قالت ميرسك أويل إن الخلاف الدبلوماسي بين قطر ودول عربية لم يؤثر في إنتاج النفط والعمليات في البلاد، وأنها تتابع التطورات في قطر عن كثب«، منوهة إلى أن أولويتها الحد من مخاوف وقلق موظفيها وأسرهم ومورديها في قطر».وتابعت: «عمليات الإنتاج لم تتأثر ونعمل عن كثب مع قطر للبترول والسلطات الأخرى المعنية ونراقب ونُقَيم تطورالموقف». وتنتج ميرسك أويل نحو 300 ألف برميل يومياً من حقل الشاهين النفطي في قطر. تعديل التوقعاتإلى ذلك نقلت وكالة تاس للأنباء عن نائب وزير المالية الروسي فلاديمير كوليتشيف قوله إن وزارة الاقتصاد ستعدل حزمة من توقعاتها للاقتصاد الكلي بعد تمديد اتفاق خفض انتاج النفط مؤخرا.وأبلغ كوليتشيف الوكالة أن أسعار النفط من المتوقع أن تهبط إلى 40 دولاراً للبرميل بعد انتهاء الاتفاق الحالي لخفض الإنتاج.وقال أيضا إن اعتماد الروبل الروسي على أسعار النفط يتراجع حاليا. ( وكالات)
مشاركة :