مواقف دول جنوب شرق آسيا من قطع العلاقات مع قطر

  • 6/7/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كانت مواقف بعض دول جنوب شرق آسيا محايدة وحذرة في قرار المملكة العربية السعودية وحلفاؤها بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر بسبب الإرهاب، يوم أمس، لاسيما تلك الدول التي تربطها علاقات وطيدة مع دول الشرق الأوسط مثل ماليزيا واندونيسيا والفلبين وتايلاند، إلا أن دول أخرى لم تصدر أي بيان رسمي بهذا الشأن. الموقف الماليزي الموقف الماليزي كان حذرا، إلا أنه يبدو أنها ستحذو حذو الدول التي قطعت العلاقات مع قطر، حسب ما صرح به رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبدالرزاق، حيث أفاد بأن بلاده ستراقب الوضع في هذه الخلافات، قبل أن تقرر ما إذا كانت ستحذو حذو بعض الدول العربية التي قطعت العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر. وذلك يوضح مدى أهمية السعودية بالنسبة لماليزيا، بحكم العلاقات الوطيدة معها سياسيا وتجاريا واستثماريا مقارنة بالجانب القطري، حيث عززت تلك العلاقات بشكل أكبر خلال الزيارة الأخيرة للعاهل السعودي الملك سلمان لماليزيا، وهو مايشير إلى أن كوالالمبور تتجه نحو قطع العلاقات ربما بطلب من الرياض، لتنضم الى دول الامارات ومصر والمالديف وليبيا واليمن. إلا أن رئيس الوزراء الماليزي قال “سننتظر ونترقب الوضع القائم هناك، لأن علاقاتنا مع دول الخليج العربي وطيدة، ونحن لا نعرف حقيقة القضية في الوقت الحالي، وسنراقب تطوراتها”. وفي السياق نفسه، نقلت الصحف الماليزية الرسمية أخبارا وتقارير عديدة عن وكالات أنباء عالمية حول قرار قطع العلاقات مع قطر، أبرزها تصب في الجانب السعودي، حيث تركزت الأخبار المنقولة في الحصار التجاري على قطر، وخسائر قطر في مرحلة مابعد قطع العلاقات، وتعليق حركة خطوط الطيران القطرية، وهو ما يعني وقوف ماليزيا مع التحالف السعودي في هذا الشأن. الموقف الاندونيسي من جانبها، دعت الحكومة الاندونيسية المجتمع الدولي إلى تعزيز الحوار والمصالحة في الأزمة الدبلوماسية الخليجية بعد أن قطعت عدة دول علاقاتها مع قطر، حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاندونيسية ارماناثا ناصر في بيان “ان اندونيسيا تتوقع من جميع الاطراف تعزيز الحوار والمصالحة لحل هذه المشكلة”. وحسب وسائل إعلام عالمية، فقد أجرى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريفي اتصالا هاتفيا مع نظريته الاندونيسية رينتو مارسودي تباحثا فيه آخر التطورات في منطقة الخليج، عقب قطع العلاقات مع قطر، حيث عبرت إيران عن قلقها من هذه التطورات، مبدية مخاوف من تدخلات عسكرية في قطر أو دعم الانقلاب ضد حكومة الدوحة. ورغم أن الجانب الاندونيسي لم يتطرق إلى المكالمة الهاتفية التي أجراها ظريفي، إلا أن إندونيسيا -التي تربطها علاقة قوية بإيران- حثت في بيانها جميع البلدان على احترام مبادئ العلاقات الدولية، مثل احترام سيادة كل بلد وعدم التدخل في الشؤون الداخلية الأخرى. الموقف التايلندي وبصفتها منسقة الاجتماع المقبل لدول آسيان ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، أبدت تايلاند مخاوفها في تأجيل هذا الاجتماع المقرر عقده في وقت لاحق من هذا العام، حيث قال وزير الخارجية التايلاندي دون برامودويناي في بيان صادر عنه، أن بلاده تترقب بكثب تداعيات قرار قطع العلاقات مع قطر. وأعرب الوزير عن أمله في التخفيف من حدة الخلافات، موضحا أن الأمر قد سيستغرق بعض الوقت مستشهدا بحادثة سحب السفراء في عام 2014 حيث استغرق 9 أشهر على الأقل لتسوية الأوضاع. وأكد بأن هذه التطورات لن تؤثر على العلاقات بين تايلاند وقطر، ولكنها سوف تؤثر على الصادرات التايلاندية، مفيدا أن حكومته ستراقب عن كثب الوضع، مؤكدا بأن قطر ستسعى جاهدة لإيجاد حل للمشكلة، والبقاء على اتصال مع الدول الاخرى. الموقف الفلبيني الفلبين كان همها الأكبر هو رعاياها المقيمين في قطر، حيث عبرت حكومتهم عن قلقها بشأن قطع العلاقات مع قطر، قائلة إن هذا الإجراء ربما يكون له تداعيات على العمال الفلبينيين في الخارج. وقال إرنستو أبيلا المتحدث الرئاسي الفلبيني في بيان صادر عنه ان “الوكالات الحكومية المعنية تبحث الأمر وستقدم المساعدة وأشكال الدعم الأخرى للعمال الفلبينيين في الخارج الذين ربما تأثروا بتحرك من هذا القبيل”. من جانبه ذكر وزير العمل الفلبيني سيلفستر بيلو الثالث، بأن قطر “تبقى واحدة من أفضل الوجهات للعمال الفلبينيين”، مفيدا أنه من المجدول زيارته لقطر في سبتمبر القادم، إلا أن حكومته مازلت تراقب الوضع في الشرق الأوسط بعد قطع العلاقات مع قطر. وأكد الوزير الفلبيني في تصريح صحفي بأن بلاده ستحتفظ بعلاقاتها الدبلوماسية مع قطر، على الرغم من التحركات التي تبذلها الدول المجاورة لها لتوطيد العلاقات مع الفلبين حول قضايا الارهاب، قائلا “لا شيء يدعو للقلق”. بقية دول المنطقة بقية دول جنوب شرق آسيا لم تصدر أي بيان رسمي بشأن قطع العلاقات مع قطر، إلا أن مراقبين لاحظوا أن الخطوط الجوية القطرية -التي طالها حظر بالتحليق في أجواء الدول التي قاطعتها- قامت قبل أشهر بتكثيف وفتح رحلات جديدة لعواصم بعض دول جنوب شرق آسيا، وكأنها على علم مسبق بقرار قطع العلاقات، وذلك لتفادي خسائر كبيرة جراء الخلافات الخليجية. فقد أعلنت الخطوط الجوية القطرية للشحن الجوي في أبريل الماضي تسيير أولى رحلاتها إلى العاصمة الكمبودية بنوم بنه، ووقعت اتفاقية مع الهيئة السياحية التايلندية لرفع عدد الرحلات الجوية في يونيو الماضي. كما تخطط الخطوط الجوية القطرية رفع عدد رحلاتها إلى جزيرة بالي الاندونيسية، ابتداءا من يوليو المقبل، وسترفع أيضا عدد رحلاتها من الدوحة إلى العاصمة الفلبينية مانيلا ابتداء من أكتوبر المقبل. أما سنغافورة فلم يصدر منها بيان رسمي بشأن قطع العلاقات مع قطر، إلا أن وسائل الإعلام العالمية نقلت التعاملات الآسيوية في النفط والغاز الصادرة من سنغافورة، حيث اشارت الى مخاوف من استمرار تراجع انتاج الغاز الطبيعي المسال الذي تعتبر قطر أكبر بلد مصدر له في العالم، وهو ما قد يذكى مخاوف من تعطيلات في إمدادات الغاز المسال إلى دول مجاورة لقطر ربما تمتد إلى أسواق الغاز العالمية.

مشاركة :