«أنوار الأندلس» اختتمت موسم الأوبرا السلطانية

  • 6/5/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لطالما حلمت بالأندلس وعكستها في موسيقاها. جسّدت هبة القواس حلمها العتيق الذي من أجله ألّفَت العمل الموسيقي الضخم «أنوار الأندلس»، وقدّمته على خشبة دار الأوبرا السلطانية في عُمان، ختاماً للموسم الخامس لدار الأوبرا في ثلاث حفلات متتالية كعرضٍ أول قبل أن تتحضّر لتدور به عواصم العالم بدءاً من بيروت. أكثر من 150 شخصاً شاركوا في العمل تصميماً وتنفيذاً وأداءً من مختلف الجنسيات، راسمين فسيفساء موسيقية غنائية راقصة، تتجاذبها خيوط سحرية تشدّ الرماح في الأوتار والأجساد والأصوات، لتحكي قصة نجمة (هبة القواس) تغني حبّها المتأرجح بين ضفّتين، تتقاذفها أمواج الأنغام العربية الأندلسية تارةً وتجذبها طوراً إيقاعات الفلامنكو، وهي تغني العالمين بشغف يعكس مرايا روحها التائقة إلى المطلق. تمتزج عناصر الموسيقى المتفجّرة بالعواطف والحنين المتأجج بلهب الشرق وغلالات المشاعر المتناقضة وأصوات الكورال المنبعثة من صميم التاريخ مع الغناء والرقص بحيوية مكهرِبة على خشبة المسرح، حيث يختلط نبض الفنانين المتنافسين على قلب النجمة بلهيب النار، بين عازف الغيتار الإسباني (خوسيه ماريا غياردو دل ري) الذي غلّف روحها بموسيقاه، وعابر السبيل (محمد عبد الرحمن) الذي حرّك أشجانها بصدى صوته الشجيّ، والراقص الإسباني (خوسيه مالدونالدو) الذي جذبها بخلجات جسده. أما هي، فتبحث عن الحب الأمثل الذي تكتشف سرّه في كلّ خطوة ترسم الطريق إليه... من الحاضر انتقلنا إلى الزمن الخارج عن المألوف بالموسيقى التي حملتنا بين أروقة الأندلس على مدى ساعتين، حيث بنت القواس من خلال تأليفها الموسيقي عالماً من الفانتازيا في التصويتات الموسيقية التي تداخلت وتنوعت بين أصوات الأوركسترا الفلهارمونية والكورال، والتي ملأت فضاء الدار بدرامية البناء من جهة وبتنويع وقع تداخل الإيقاعات العربية والإسبانية من جهة أخرى، ما أضاف إلى العمل الموسيقي تميزاً ندر في حالات الكتابات الأوركسترالية، وهو أمر يتطلب دقة في التنفيذ أجادته أوركسترا وكورال ترانسيلفانيا الفلهارمونية بقيادة الأميركي العالمي جون أكسيلرود، الذي أمسك بقوة زمام الموسيقى المتنوعة بمختلف مشاربها من دون تشرذم، واستطاع إبراز الهوية الأندلسية التي رسمتها القواس. تألَّق حضور الموسيقى الأندلسية بشقيها العربي والإسباني بتحاورٍ أصيل بين المجموعتين العربية الأندلسية من جهة والفلامنكو الإسبانية من جهة أخرى غناءً وعزفاً وتطريباً، وتداخلتا بالنغم مع مواويل حجازية من أشعار قديمة لطرفة بن العبد والحلاّج بصوت عبد الرحمن محمد، الذي حبس بإحساسه المرهف وحنان صوته أنفاس الصالة الحاضرة بجمهورها وعازفيها، فبرهنت القواس عن إيمانها بموهبته وهو يشارك للمرة الأولى في عمل موسيقي غنائي من هذا النوع. وألّفت القواس مقدمة موسيقية من وحي الأندلس افتتحت بها العرض معلنةً طلوع فجر الزمن الذهبي، لتنشقّ منه باقة أغان جديدة ألّفتها خصيصاً للعمل على أشعار عبد العزيز خوجة، كمال جنبلاط، هدى النعماني، زاهي وهبي وندى الحاج، انسجاماً مع الفكرة والقصة اللتين وقّعتهما ريما كريمه وندى الحاج. كما عزفت الأوركسترا الحركة الثانية من كونشرتو الغيتار للقواس، الذي رافقته كما رافقت المقدمة الموسيقية لوحات راقصة تنسج سياق القصة بتعبير جسدي ملتصق بأطياف الروح. دار الأوبرامنوعات

مشاركة :