المسجد منظومة متكاملة لازمة لبناء الدولة القوية

  • 6/8/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

المسجد مكان لقيادة الأمة، ومدرسة لتعليم المسلمين أمور حياتهم كلها، فزعماء الأمة الإسلامية كانوا جميعاً في زمان ازدهارها مرتبطين بالمسجد ارتباطاً قوياً، وكلما تعلقوا بالمسجد وعرفوا له مكانته في رسم سياسة الأمة، ازدادت إسهاماتهم في بناء دولة الإسلام، وظل عملهم مسجلاً في قلب تاريخ أمتنا الإسلامية. إن سياسة الأمة الإسلامية كلها، منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، كانت تدار من المسجد، فتسيير الجيوش من داخل المسجد، وقرارات الحرب تتخذ في المسجد، والمعاهدات تعقد في المسجد، واستقبال الوفود داخل المسجد، والقضاء يحكم في المسجد. ولم يكن المسجد مقراً للحكم والسياسة والقضاء فحسب، بل كان أيضاً مكاناً لإعلان أفراح المسلمين، ومواساة جراحهم، وتربية أطفالهم وتعليمهم، وكان المسجد مأوى للفقراء والمستضعفين وعابري السبيل. باختصار، هو منظومة متكاملة من القواعد والتقاليد التي تمثل الركائز الأساسية لبناء الدولة القوية المتماسكة، ومعينا لا ينضب من الزاد اللازم لمسيرة الدعوة إلى الله، منذ بناء المسجد النبوي الجامع الذي حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على بنائه منذ اليوم الأول له في المدينة، لإدراكه -صلى الله عليه وسلم- قيمة المسجد في بناء الفرد والمجتمع. لكن في العصر الحديث ظهر الكثير من الدعوات التي تقزم دور المسجد في حياة الأمة، وتجعله قاصراً على أداء الصلوات في الأوقات المقررة، ولا يسمح له بأداء أدواره المنوط بها التي شرعها الله تعالى. ويزداد الأمر مع الدول الشمولية، التي لا ترى في المسجد إلا مكاناً للتعبد والصلوات، لأن رسالته الحقة تتعارض مع رغبات هذه الأنظمة.;

مشاركة :