أوضح مدير عام وكالة «شانغان» في شركة القرين لتجارة السيارات، سالم المطوع، أن الحصة السوقية للسيارات الصينية، تنمو عاماً بعد عام، متوقعاً أن تنجح في المنافسة الشرسة على صعيد السوق الكويتي.وقال المطوع في مقابلة له مع «الراي» إن «شانغان» تمكنت خلال 3 سنوات من بيع 3000 باص للاستخدام التجاري في الكويت، فضلاً عن بيع 200 مركبة متنوعة خلال سنة واحدة، ما يعكس الإقبال الكبير والثقة الكبيرة التي باتت تحظى بها بين أوساط العملاء في الكويت.وأضاف أن ندرة المساحات التخزينية، والقسائم الصناعية، من أبرز العوائق التي يواجهها قطاع السيارات في الدولة، وأن الشركات تضطر إلى استئجار مساحات لتخزين سياراتها بأسعار كبيرة للمتر المربع الواحد، لإنشاء مراكز خدمة، ومراكز خدمات ما بعد البيع لخدمة العملاء بشكل أفضل، وتلبية الطلب المتنامي على السيارات على مدار العام.وذكر المطوع أن الكويت تحتاج إلى تطوير البنية التحتية من جسور وطرقات لتتماشى مع الزيادة في التعداد السكاني من مواطنين ومقيمين، وهي تفتقد إلى خدمة نقل عام بمعايير ذات رفاهية عالية (Luxury Public Transport)، منوهاً بأن توفيرها سيساهم إيجاباً في تقليل الكثافة المرورية خلال الفتره الصباحية على الأقل.وهنا نص المقابلة:● كم تبلغ الحصة السوقية لعلامات شانغان في السوق الكويتي؟- إن الحصه السوقية لقطاع السيارات الصينية بشكل عام مازالت في نمو وازدياد عاماًَ بعد عام، إذ بدأت تستحوذ على حصص سوقية جيدة من المنافسين في السوق المحلي.وأتوقع هنا وخلال فتره قياسية قصيرة، أن يكون المارد الصيني منافساً شرساً في السوق الكويتي، مع الإشارة إلى أننا في «شانغان» فقط استطعنا بيع اكثر من 3000 مركبة تجارية من فئة الباصات(Commercial Vehicles) خلال السنوات الثلاث المنصرمة.أما بالنسبه لقطاع سيارات الركاب (Passenger Vehicles)، فقد بدأنا الانطلاقة مطلع عام 2016 واستطعنا بيع ما يزيد على 200 مركبة في السنة الأولى.● كيف تنظرون إلى المنافسة في السوق المحلي؟ وهل ترون أن «شانغان» قادرة على حصد ثقة العملاء بالسوق؟- لا شك في أننا لا ننظر إلى وجود وكالات لسيارات أخرى في السوق على أنه أمر سلبي، بل على العكس فقد ساهم هذا الأمر بشكل إيجابي في نشر الوعي والثقة لدى المستهلك حول السيارات الصينية، ولذلك فإن دورنا مكمل لبعضنا البعض.ونتيجة لذلك نجد أرقام مبيعات السيارات الصينية في ازدياد كل عام، نظراً لثقة المستهلك بمتانة المركبة.وبالنسبه لعلامة «شانغان»، فهي تتميز من بين العلامات الاخرى بتفوقها البيعي وحصولها على المركز الاول في كسر سقف الـ 3 ملايين مركبة في العام الماضي، فضلاً عما تتميز به من شراكات قوية مع كبرى الشركات حول العالم.● ما أبرز التحديات التي يواجهها قطاع السيارات في الكويت؟- بالرغم من ان قطاع السيارات يعد من القطاعات الحيوية في الكويت، إلا أنه هناك تحديات تواجهها الشركات والوكالات التجارية ومن أهمها ندرة المساحات التخزينية، فكما تعلم مخزون السيارات يحتاج لمساحات شاسعة وبمواصفات ومعايير تخزينية معينة وهذا ما نفتقده لدينا، فتضطر الشركات إلى اسـتئجار مساحات تخزين بسعر متر يصل إلى أرقام فلكية.ونعاني أيضاً من ندرة القسائم الصناعية لإنشاء مراكز خدمة، ومراكز خدمات ما بعد البيع لخدمة العملاء بشكل أفضل.ونشير هنا إلى أننا بحاجة إلى مناطق جديدة نقدم من خلالها خدمات صناعية وحرفية، فالقسائم الصناعية في الري والشويخ والجهراء والفحيحيل والأحمدي محدودة، و يصعب علينا خدمة العملاء في ظل الأعداد المتزايدة للسيارات في الكويت.● ما أبرز أهداف الشركة في الفترة المقبلة؟- لا بد من التنويه بأن عالم السيارات في السوق الصيني عالم واسع، ونحن نطمح في المرحلة المقبلة إلى التوسع وتوفير ما يلزم العملاء من خدمات ومنتجات تتناسب مع احتياجاتهم.ولهذا السبب نحرص على المشاركه في كبرى المعارض المتخصصة في عالم السيارات وخدمات ما بعد البيع، وعلى التواجد في معرض شانغهاي للسيارات، ومعرض اوتوميكانيكا في دبي وغيرها من الفعاليات، التي قد تخلق لنا فرصاً أوسع لخدمة عملائنا بشكل أفضل.● نرى أنه يتم إطلاق العديد من العلامات الصينية في السوق الكويتي على فترات متقاربة، ما الهدف من ذلك؟- أعتقد أنه أمر بدهي فقبل عقود من الزمن اقتحمت العلامات اليابانية السوق، وسحبت البساط من العلامات الأميركية، ومن ثم دخلت العلامات الكورية واقتطعت حصة مؤثرة من السوق وباتت منافساً شرساً.ونحن نرى أن العصر الحالي هو عصر العلامات الصينية، إذ إن أكثر التقارير تشير إلى المارد الصيني وقدرته على اقتطاع حصة مؤثرة في السوق، ولعل أهم ما يميزه أنه بدأ من حيث انتهى الآخرون إليه، واستطاع التميز في التكنولوجيا والتصميم المميز وأداء المحرك، في الوقت الذي تصل فيه ضمانة المحرك إلى 5 سنوات بعد بيع المركبة.ولذلك أرى أن توجه وكلاء السيارات في الكويت ومنطقة الخليج إلى العلامات الصينية، يأتي للتجاوب مع طلب السوق المتزايد لمركبات ذات كفاءة وتصميم وسعر تنافسي جيد.● هل ترون أن السوق الكويتي قد وصل إلى حد الإشباع؟- يتميز العملاء في السوق الكويتي بثقافة عالية في مجال السيارات، ومتابعة آخر ما توصلت إليه كبرى شركات السيارات، ويبهرك العميل بمدى المعلومات المتوافرة لديه عن ما هو جديد في عالم السيارات، لشغفه ومتابعته لأخبار السيارات عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.ونحن نرى أن العميل في السوق الكويتي يتوق دائماً لما هو جديد ومميز، وبما يتناسب مع احتياجاته، وسط إقبال ملحوظ من الجيل الجديد على الإكسسوارات المرفقة للمركبة والمتعلقة بتكنولوجيا السيارات بشكل خاص.● هل أثر رفع سعر الوقود على مبيعات السيارات؟- سيساهم ارتفاع سعر الوقود حتماً في توجه العملاء وتفضيل المحركات الاقتصادية والصغيرة، وقد يكون له أثر إيجابي على العلامات الصينية وغيرها من العلامات التي توفر محركات 4 سيلندرات ذات كفاءة اقتصادية.وقد بدأنا نلحظ توجه الشركات لتجنب المحركات الكبيرة مثل 6 أو 8 سيلندرات، وتفضيل المحركات الصغيرة لتقليص كلفة استهلاد الوقود.والجدير بالذكر أن هناك الكثير من العلامات التجارية العالمية الأوروبية والأميركية، قد بدأت في التوجه نحو تقليص حجم المحرك واعتماد محركات 4 سيلندرات، تماشياً مع ارتفاع سعر الوقود، ومراعاة لظروف البيئة لديهم، وأعتقد أن هذه الثقافة ستبدأ بالانتشار في أسوق المنطقه لدينا قريباً.● ما السبيل الأفضل لحل الأزمة المرورية التي تعاني منها الكويت؟- إن البنية التحتية من جسور وطرقات بحاجة الى تطوير، لتتماشى مع الزيادة في التعداد السكاني من مواطنين ومقيمين، ونلحظ أن هناك تطويرا وتوسعة لبعض الشوارع والجسور ولكنها لا تسير وفق السرعة المطلوبة.وأرى كذلك أننا نحتاج إلى تنسيق بين الجهات المعنية، من حيث عدم إقامة المباني الحكومية الخدمية في مناطق مكتظة بالسكان ومزدحمة، كا أننا في الكويت نفتقد إلى خدمة نقل عام بمعايير ذات رفاهية عالية (Luxury Public Transport)، مع أننا نمتلك شريحة واسعه متقبلة لفكرة استخدام النقل العام إن كان بمعايير عالية تتناسب مع احتياجاتها، ما سيساهم إيجاباً في تقليل الكثافة المرورية خلال الفترة الصباحية على الأقل.● هل تطمحون للمشاركة في مشاريع خطة الكويت 2035 الجديدة؟ وكيف؟- بشكل عام، فإن القطاع الخاص مستعد في المشاركة في خطط ذات طابع تنموي للدوله متى ما أتيحت له الفرصة، وأعتقد أن قطاع السيارات من القطاعات التي سيكون لها دور فاعل في المساهمة الإيجابية، لتوفير آخر ما تم التوصل إليه في تكنولوجيا السيارات، وهي السيارات ذاتية القيادة (Autonomous car)، وغيرها من المبادرات التقنية وأنظمة الأمان، والتي ستساهم بشكل إيجابي و فعال في سلوك قيادة المركبات، والحد من الحوادث المروريه بشكل إيجابي.ونشير هنا إلى أن علامة «شانغان» تمتلك مراكز بحث لاختبار وتطوير موديلاتها في كل من إيطاليا وبريطانيا، فضلاً عن الشراكات الإستراتيجية مع كبرى شركات السيارات مثل فورد الأميركية ووكالة بوش الألمانية المتخصصة في قطع غيار السيارات، وأؤكد أنها ستضع إمكاناتها كافة للمساهمة في خطة «الكويت 2035» الجديدة.
مشاركة :