قال أصحاب مزارع قطرية إن القطاع تمكن خلال السنوات القليلة الماضية من تحقيق تطور ملفت أفضى لزيادة قدرته على توفير الإنتاج اللازم للسوق المحلي. وأكد أولئك لـ «العرب» أن هذا التطور مرتبط بشكل جزئي بسياسة التوسع في تحويل المزارع الترفيهية إلى تجارية، وهو ما يسهم في تغطية العجز الذي قد يترتب على حصول أزمات إقليمية.لفتوا إلى المساهمة التي حققها عدد المزارع المحلية في تلبية الطلب عبر تعزيز كميات الإنتاج المطروحة في السوق، الأمر الذي أسهم في تقليل نسبة المستورد من الخارج، بما يصب في صالح السياسة الرامية لتحقيق الأمن الغذائي. كما أعلنوا أن التقنيات الحديثة المستخدمة في الزراعة تشجع على دخول مستثمرين جدد في هذا القطاع من أجل اتساع الرقعة الزراعية، وزيادة الكميات من الإنتاج لاستيعاب الطلب اليومي من المستهلكين على هذه المنتجات، وهو ما يساعد في النهاية على تخفيض نسبة المستورد. تطور أكد علي الكعبي -صاحب المزرعة العالمية التي تنتج الخضراوات والورقيات والفراولة- أن كل عام يشهد القطاع الزراعي تطوراً كبيراً للغاية، خاصة في ظل حرص الكثير من أصحاب المزارع الترفيهية على تحويلها إلى تجارية. وأشار إلى أن هناك أيضاً الكثير من رجال الأعمال والمستثمرين القطرين بدؤوا الدخول بكل قوة في الاستثمار الزراعي من خلال إنشاء مزارع جديدة في الشمال والخور وأم صلال، وهو ما يؤكد أن الرقعة الزراعية في قطر تتسع من عام إلى آخر، وهو ما يؤكد وجود رغبة حقيقية في الوصول بالقطاع الزراعي لأفضل مستوى خلال السنوات القليلة المقبلة. دعم من وزارة البلدية وقال الكعبي: «وزارة البلدية والبيئة وتحديداً إدارة الشؤون الزراعية تقدم كل الدعم والعون لأصحاب المزارع على مدار العام؛ وذلك من أجل المساهمة في تنفيذ خطط برنامج الأمن الغذائي بمفهومه الواسع خلال السنوات المقبلة لتحقيق أهداف رؤية قطر 2030». كما أشار إلى أن السوق القطري نظراً لما يضمه من عدد سكان كبير ومستهلك بشكل يومي يحتاج إلى المزيد من المزارع الجديدة لكي يتم الاكتفاء الذاتي من الخضراوات والفواكه، وقال: «أعتقد أنه في خلال سنوات قليلة سيكون للقطاع الزراعي في قطر دور هام جداً في إشباع السوق من الخضراوات وعدم الحاجة إلى المستورد، خاصة في ظل الدعم الكبير الذي تقدمه الدولة من أجل النهوض بهذا القطاع بشكل كبير». التكنولوجيا الحديثة كما أعلن أن الحرص الكبير على استخدام التكنولوجيا الجديدة في الزراعة داخل قطر يساهم بشكل كبير في زيادة الإنتاج المطروح في السوق من الخضراوات المحلية، وأيضاً يشجع الكثيرين من رجال الأعمال على الدخول في هذا القطاع بكل قوة بعد التأكد من أن هذه التقنيات الحديثة تتغلب على أي صعوبات خاصة بالتربة أو الطقس. واختتم الكعبي مؤكداً على أن المزارع القطرية نجحت خلال السنوات الثلاث الماضية في التأثير بشكل إيجابي على السوق المحلي، وأسهمت في تخفيض نسبة الاستيراد للخضراوات والفاكهة، وهو ما يؤكد أن عملية التوسع والنهضة في هذا القطاع تسير على الطريق الصحيح من أجل تحقيق برنامج الأمن الغذائي. الإنتاج يتضاعف أما الدكتور ماهر نجيب -مدير قسم الخضراوات بمجمع السليطين الزراعي والصناعي- فأكد أن الإنتاج من المزارع القطرية للخضراوات على وجه الخصوص يتضاعف تقريباً من عام إلى آخر بفضل التوسعات المستمرة للمزارع المحلية الموجودة بالفعل، ووجود مزارع جديدة دخلت في النشاط التجاري. وأشار إلى أن فترة الصيف من يونيو إلى أغسطس ربما تكون هي الفترة الصعبة على مدار العام في عملية الإنتاج للمزارع المحلية بسبب استغلال المزارع هذه الفترة من التجهيز للموسم الجديد وقال: «هناك مزارع تعمل على مدار العام وتنتج بشكل مستمر، حيث تعتمد على الزراعة المائية بشكل أساسي». وأوضح أن تحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضراوات والفاكهة يحتاج إلى مزيد من التوسع في المزارع المحلية، وهو ما يحدث بالفعل خلال هذه الفترة، والدليل على ذلك أن السوق المحلي يستوعب كل المنتجات المحلية وأسهم بشكل كبير في تخفيض الاستيراد للكثير من المنتجات، بالإضافة إلى السعر التنافسي الذي فرضه المنتج المحلي سواء في السوق المركزي أو في المجمعات التجارية. دعم ومشورة وأوضح أن مجمع السليطين يقدم كل العون والدعم والمشورة لأي مستثمر قطري يرغب في الدخول بالقطاع الزراعي لما له من خبرات طويلة في هذا المجال وقال: «تشجيع رجال الأعمال والمواطنين على تحويل مزارعهم من ترفيهية إلى تجارية أمر مهم للغاية للتوسع في القطاع، ولكن الأهم من ذلك هو التوسع في إيجاد مزارع جديدة غير الموجودة خاصة في مناطق الشمال والخور وأم صلال لما تتميز به من وجود مساحات كبيرة صالحة لذلك». واختتم معترفاً بأنه كلما اتسعت رقعة الزراعة داخل المزارع المحلية كلما ارتفعت كميات الإنتاج للخضراوات وقال: «المزارع المحلية القطرية مثلما كانت قادرة خلال الفترة الماضية على التأثير بشكل إيجابي على السوق فهي أيضاً قادرة على مواجهة أي أزمات طارئة بمرور الوقت في حالة زيادة عدد المزارع المحلية المنتجة للخضراوات بشكل خاص والفواكه بشكل عام».;