يبذل مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض جهوداً كبيرة رغم الصعوبات التي يواجهها ورغم قلة الإمكانات المتاحة أمامه وقام خلال الفترة الماضية بتنفيذ برامج جديدة، وتطوير برامج قائمة، وإدخال التأهيل لمنظومة العلاج، والعمل على زيادة السعة السريرية، وإيجاد حلول للمرضى المزمنين طويلي الإقامة، وتحمل مسؤولية دار الإخاء الاجتماعي لناقهي الأمراض النفسية، وتقديم نجاحات كبيرة في مستوى العلاج والتأهيل كما حققت خدمة الطب المنزلي التي تعتبر الأولى على مستوى الصحة النفسية في المملكة نقلة نوعية في خدماته من خلال الوصول للمريض في منزله وتقديم الرعاية التي تقدم للمرضى في المجمع من خلال فريق علاجي متكامل، حيث تعتبر الخدمة من البرامج المهمة في نجاح الخطط العلاجية للمرضى النفسيين والذين تكون حالاتهم في الغالب مزمنة ومستمرة وتحتاج للمتابعة الدائمة بهدف استمرار تحسن حالتهم الصحية وعدم انتكاستها. ويضطلع البرنامج بتقديم الرعاية الطبية والتمريضية والخدمة الاجتماعية والنفسية للمرضى النفسيين في منازلهم عبر فرق متخصصة في المجال النفسي، حيث تضاهي الخدمة ما يقدم داخل المجمع للمرضى المنومين. وتخدم المرضى المستقرين والذين تم إقرار خروجهم من المجمع حيث يقوم الفريق بمتابعتهم بشكل مستمر للحفاظ على استقرارهم، كما يخدم المرضى الذين لا يستطيعون الحضور للمجمع بسبب معاناتهم اقتصاديا واجتماعيا. تقليل الانتكاسة وكشفت النتائج الدور الفعلي للبرنامج ومساهمته في أداء الدور المطلوب من المجمع كجهة علاجية وتأهيلية في تقديم رعاية متكاملة للمرضى النفسيين كما كان له أبلغ الأثر على المرضى خصوصا في ظل تعاون الأسر الذي يغلب على تعاملهم مع الفرق العلاجية. كما أنه ساهم في تفادي إشكالية قلة عدد الأسرة في المجمع والذي يواجهه زيادة كبيرة في عدد المراجعين. وكذلك قلة دوران السرير في أقسام التنويم النفسية لوجود مرضى مزمنين من طويلي الإقامة والذين لم يستطع المجمع التوصل لأسرهم من أجل استلامهم. وساهم البرنامج في تقليل نسبة الانتكاسة وهو ما يؤكد أهمية تعاون الأسرة مع الفرق العلاجية في كل ما يصب في مصلحة المريض ومتابعة علاجه. إقبال متزايد وشهد برنامج الطب المنزلي إقبالا متزايدا من المستفيدين حيث كان عددهم في بداية انطلاق الخدمة 11 مستفيدا فقط فيما وصل عددهم حتى النصف الأول من هذا العام 1435ه إلى 450 مريضا ومريضة ممن يعانون من أمراض واضطرابات نفسية نفذت لهم أكثر من 3200 زيارة منزلية. إقناع مريض انتكس 15 مرة بالعلاج.. وآخر طرد الفريق الطبي أربع مرات نتائج إيجابية وحقق برنامج الطب المنزلي نتائج إيجابية وانجازات كثيرة من ذلك نجاحه في تغيير العديد من المفاهيم المغلوطة لدى بعض الأسر وحل المشاكل التي تواجه المرضى نتيجة هذه المفاهيم والتي كانت تمثل عائقا في تجاوبهم مع العلاج المقدم وصعوبة تحسن الحالة لديهم. ومن أبرز النجاحات مساهمة البرنامج من خلال الفرق العلاجية التي يضمها في تحسن الكثير من الحالات والتي كان يفقد ذووها الأمل في علاجها أو حتى استقرارها وكانت هذه الحالات تواجه إهمالا من الأسر إما لعدم معرفتها بكيفية التعامل مع المريض النفسي وأهمية المتابعة الدوائية له أو لعدم المقدرة الاقتصادية، فحمل البرنامج على عاتقه القيام بهذا الدور حتى تنجح برامجه وخططه وهو ما تحقق ولله الحمد. من مريض نفسي إلى عريس وبحسب رئيس قسم الطب المنزلي الأخصائي فهد السبر فإن الفريق ساهم في تعافي واستقرار الكثير من الحالات ومنها مريض أصيب بالمرض النفسي بعد تعاطيه المخدرات وكانت أسرته ترفض وجوده بينها وفي زيارة الفريق الأولى له كان في حال سيئة جدا ومتدهورة بشكل مخيف وكانت أسرته تحتفظ بمقاطع فيديو لتصرفاته خلال مرضه. وبعد التحاقه بالخدمة قام الفريق بعمل العديد من التدخلات الطبية والنفسية والاجتماعية وبدأت حالته تتحسن تدريجيا وعلاقته مع أسرته بدأت تعود لمجراها الطبيعي وشهد مظهره وسلوكه تغييرا ملحوظا للأفضل وأصبح يعمل أعمالا بسيطة، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تم عقد قرانه مؤخرا. يتيم تخلى أشقاؤه عنه مريض آخر وهو (يتيم) مصاب بالمرض النفسي ويسكن بمفرده بعد تخلي أشقائه عنه وزواج شقيقاته، ومن المظاهر السلبية عليه أن علاقته مع أشقائه كانت سيئة جدا، وكذلك تركه الدراسة في المرحلة الثانوية، وللمريض مراجعات كثيرة للمجمع وشهدت جميعها انتكاسات لعدم وجود المتابعة والاهتمام من الأسرة، وبعد التحاقه بالخدمة تم في بادئ الأمر عمل التدخل الاجتماعي معه من خلال تحسين علاقته بأشقائه، ومن ثم المعالجة الدوائية والسلوكية اللازمة والتنسيق مع أحد أفراد أسرته ليكون متابعا رئيسيا لحالته، وشهدت حالته تحسنا ملحوظا وعلاقته بأشقائه تحسنت كذلك ومن النجاحات التي تحققت مساهمة الفريق في تسجيله العام المقبل في مدرسة ليلية لإكمال دراسته كما أصبح يعمل حاليا في شركة وبدأت حالته تستقر ولم تشهد انتكاسات. تحسين سلوكياته ومريض آخر يسكن مع والدته وهو كثير المشاكل ولديه سلوكيات سيئة لفظية وحركية ودائما ما يهدد والدته بإنهاء حياته والانتحار، وقد كان يعاني من وضع اجتماعي ضعيف، وبعد انخراطه في البرنامج تحسنت سلوكياته بعد المتابعة الطبية والاجتماعية المستمرة وزالت عنه رغبته في الانتحار ويهتم بمواعيده العلاجية وأصبح ينظر للمستقبل بشكل أفضل. ومن القصص أيضاً قصة مريض آخر يرفض بشكل قاطع العلاج سواء داخل المجمع أو في أي عيادة ولديه أخ يتعاطى المخدرات ولا يتابع حالتهما إلا والدتهما، وفي أول زيارة للمريض في منزله قام بالتهجم على أعضاء الفريق وتلفظ عليهم بألفاظ سيئة وطردهم من المنزل ولكن حرصهم عليه جعلهم يكررون الزيارة اربع مرات وفي المرة الأخيرة انتهت بإقناعه بالعلاج. واستمرت متابعته من الفريق المعالج وأخذه للعلاج بانتظام واستقرت حالته وتحسنت علاقته مع والدته وقلّت حدة عصبيته بعد تخلصه من الأفكار والضلالات التي كانت تأتيه. منع الانتكاسة وتهدف إدارة مجمع الأمل من تقديم الخدمة إلى ضمان التزام المرضى المزمنين غير المتعاونين بالعلاج لمنع الانتكاسة، والتخفيف من الدخول المتكرر لأقسام التنويم أو التردد على الطوارئ أو العيادات الخارجية، ومساعدة أسر المرضى في رعاية ذويهم من المرضى ودعمهم للاستمرار في متابعة علاج مرضاهم. وتتم إحالة المريض للخدمة عن طريق قسم الإسعاف والطوارئ أو العيادات الخارجية أو بعد خروجه من أقسام التنويم النفسية. ويضم فريق الطب المنزلي طبيبا نفسيا وأخصائيا اجتماعيا أو أخصائية وممرضا أو ممرضة، ومن أبرز النتائج التي تحققت للمرضى من تقديم الخدمة هو مواجهة تكرار تنويم المرضى بسبب انتكاسة حالتهم حيث أن هناك حالات تم تنويمها أكثر من 15 مرة وبعد انضمامها لبرنامج الزيارات المنزلية لم يحتج أي منها للتنويم مرة أخرى.
مشاركة :