"العتوم": طهران تسعى إلى توظيف التفجيرات لتلميع صورتها بأنها تقف ضد الإرهاب

  • 6/8/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أكد المحلل السياسي الأردني "الدكتور نبيل العتوم"، أن طهران تسعى لتوظيف التفجيرات التي حدثت بها أمس لمحاولة تلميع صورتها على اعتبار أنها دولة تقف ضد الإرهاب ولا تدعمه، كما تدعي بعض الدول الإقليمية والدولية، وهي بالأساس إستراتيجية إيرانية لإعادة الترويج لنفسها مجددًا، وهو أمر بات مكشوفًا أمام العالم. وأبدى "العتوم" استغرابه من توقيت التفجيرات الذي يثير كثيرًا من التساؤلات في وقت كان من المفروض أن تتم أثناء وجود خامنئي هناك قبل أيام، مما يثير كثيرًا من التساؤلات واحتمالية تعمد النظام تحقيق اختراق لتحقيق أهداف أخرى مثل مزيد من الإقالات بين قادة الأجهزة الأمنية وتصفية حسابات بين رموز النظام، إلى جانب تعزيز قبضتها الأمنية في مناطق الأقليات التي تشهد حالات من الحراك غير المسبوق ردًا على سياسات إيران التعسفية والقمع إزاءها. وقال الدكتور العتوم لـ"سبق": "بات واضحًا أن هذه التفجيرات كشفت عن حجم ما تعانيه إيران على الرغم من محاولاتها السابقة بالتعتيم عليه من تمكن تنظيم داعش من تحقيق اختراقات أساسية مهمة داخل إيران، وما حدث يعكس عمق وحجم المشكلة بالنسبة لإيران التي تشهد تجاذبات سياسية داخلية وخارجية." وأضاف: "هذه الأحداث التي عصفت بالإيرانيين ولاسيما أن المسؤولين الإيرانيين تعهدوا أكثر من مرة بإبعاد شبح التنظيمات الإرهابية التي تعانيها المنطقة عمومًا ؛ لكن التوقيت لهذه العمليات يثير الكثير من التساؤلات حول وجود حالة تورط داخلي من جانب الجناح المحافظ الذي يمسك بخيوط القرار الأمني لإحراج حكومة روحاني وحشرها في الزاوية الضيقة عن طريق إظهارها بالعجز والضعف للحفاظ على الأمن الإيراني وإن خيار اختيار الجناح المحافظ لرئاسة الدولة كانت هي الأسلم لحماية الشعب الإيراني هذا عدا عن أن هذا الشكل من العمليات غير المسبوقة سوف تسهم في إطلاق يد إيران في الخارج لممارسة المزيد من إثارة الفوضى والتخريب والاتجاه نحو المزيد من التدخل في مداخل الأزمات الإقليمية ولا سيما في سوريا والعراق وأفغانستان بذريعة مكافحة الإرهاب وداعش." وأكد "العتوم" أن التفجيرين اللذين تعرضت لهما إيران أمس أعطيا دلالات واضحة ومؤشرات على استهداف المواقع السيادية الإيرانية، سواء كانت مذهبية أو سياسية، كما أعطيا مؤشرات على تحقيق اختراق كبير لرموز مذهبي عادة ما يكون محجًا للشيعة من جنسيات دول مختلفة، مما سيُسهم في إثارة ضجة إعلامية غير مسبوقة حول ما يجري في إيران على الصعيد الداخلي، ولفت الأنظار إلى ما تعانيه الشعوب والأقليات من بطش السلطة وممارسة سياسات الإقصاء والتهميش. وتابع: كذلك يمكن فهم هذا التفجير عند مرقد الخميني ضمن إطار قدرة هذه التنظيمات على استهداف قيادات سياسية وعسكرية وأمنية عادة ما تتوافد إلى هناك وكان آخرها زيارة خامنئي إلى مرقد خميني وإلقاء خطاب هدد فيه السعودية وتعهد بالحفاظ على سياسات إيران الدموية من خلال الأزمات الإقليمية متناسيًا ما تعانيه إيران . وأكد أن إيران باتت ثمنًا باهظًا لسياساتها القائمة على نشر العنف ودعم إنشاء الميليشيات والتنظيمات الإرهابية التي تعيث فسادًا ودمارًا في المنطقة ، كذلك فإن استهداف موقع سيادي مثل مجلس الشورى الإيراني له دلالة واضحة بأنه بات من السهل اختراقه واستهداف عددٍ من المسؤولين الإيرانيين. وأردف: "سيحقق تعبئة شعبية خلف قرارات الدولة الإيرانية كما تسعى له دولة الولي الفقيه وفي تقديري أنها محاولة لتعزيز قوة النظام الإيراني التي تآكلت شرعيته أصلاً بفعل سياسات إيران المدمرة وغير الإيجابية ومضيها في مشروعها التوسعي ومحاولتها بناء مجال حيوي على حساب تنمية الدولة وحقوق الإنسان والأقليات والشعوب التي ذاقت نتيجة السياسات الهوجاء للنظام الإيراني".

مشاركة :