نفسيون يطالبون ببرامج علاجية لمسيئي استخدام شبكات التواصل

  • 6/5/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

دعا مختصون في مجال علم النفس السريري إلى ضرورة استحداث برامج علاجية ودورات توعوية لبعض مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي خاصة لفئة المراهقين الذين قد يسيئون التعامل مع هذه التقنية الحديثة من خلال إطلاق الفاظ غير لائقة أو التعدي على الآخرين بغير حق. وقال استشاري علم النفس السريري في مدينة الملك فهد الطبية الدكتور سعيد وهاس، إن ظاهرة انتشار الألفاظ غير اللائقة في شبكات التواصل الاجتماعي تنتشر بين المراهقين بنسب عالية، لفقدان التوعية والإرشاد من الأسرة في سن مبكرة من العمر التي يعوّل عليها كثيرًا في بناء شخصية الإنسان. وأشار إلى أن تنامي هذه الظاهرة يعود لضعف الوازع الديني لدى المسيئين في استخدام شبكات التواصل، وعدم الثقة بالنفس في مناح متعددة من حياة الشخص، ما ينم عنه عدم السيطرة على كبح جماح الجرأة غير اللائقة في الإساءة بالقول أو بالفعل لمستخدمي هذه الشبكة. وأوضح في ذلك السياق أن الفرد يسعى للظهور والبروز لتحقيق ذاته المضّطربة من خلال قاعدة "خالف تعرف"، كما أن الصراعات بين الأفراد والاضطرابات النفسية والرهاب الاجتماعي قد تلعب دوراً لا يستهان به في نشأة السلوك وتطوره، لذلك يجد الفرد الفرصة مواتيه للنيل من خصومه من غير مواجهة حقيقية خاصة عند ضعف الجانب الرقابي. وأضاف أن هذه الظاهرة السلبية قد تكتسب في البداية من خلال التعلم من الآخرين الذين يطلقون مثل هذه الألفاظ السيئة ويروجون لها في حواراتهم عبر شبكات التواصل، حيث يعتاد الشخص ارتكاب مثل هذه السلوكيات التي يرفضها الدين والمجتمع، معتقدا أنه ينتصر على الآخرين عندما يبادلهم بالكلام السيئ. وبين أن هذه الظاهرة قد يكتسبها المراهق من خلال التعلم الاجتماعي التي تتم عن طريق الملاحظة والقدوة داخل الأسرة والمجتمع الذي يعيش فيه، حيث قد يرغب تقليد العبارات التي يطلقها أفراد الأسرة أو المجتمع من خلال التعبير بها لفظا عبر شبكات التواصل، دون أن يدرك مدى خطورتها الإنسانية وأبعادها على دينه ثم نفسه. ومن جهته، فسّر استشاري الطب النفسي الإكلينكي في مدينة الملك فهد الطبية الدكتور طالب خفاجي، ظاهرة انتشار الألفاظ السيئة عبر حوارات بعض مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي إلى الجمود اللفظي للشخص في مراحل عمره المبكرة، وذلك بحسب مدرسة التحليل النفسي. وقال إن الفرد في المرحلة اللفظية من مراحل عمره الأولية لا يتشبع من عبارات والديه الإيجابية التي تُربي فيه روح القدوة الحسنة، والارتقاء بالنفس عن مواطن الحديث السلبية، فيحصل لديه الجمود في هذه المرحلة، ثم يقوم في مراحل متقدمة من عمره بالتعويض عنها بواسطة الحديث الكثير مع رفاقه سواء بشكل مباشر أو عن طريق شبكات التواصل، علاوة على الميل في سلوكه إلى الحيل والمواربة.

مشاركة :