أسف رئيس كتلة «المستقبل» النيابية اللبنانية الرئيس فؤاد السنيورة، في محاضرة له في عمّان بدعوة من جمعية «الشؤون الدولية» في ذكرى النكسة الى أن «بعد أكثر من 50 سنة على النكسة و70 سنة على النكبة، لا يزال الشعب الفلسطيني يرزح تحت الاحتلال والاستيطان. والفلسطينيون، على صورة العرب جميعاً، منقسمون، والقدس تستغيث لمنع تهويدها، وتكاد تضيع تماماً القضية الفلسطينية برمتها». ولفت الى أن «الدول العربية المستقلة الناهضة التي كان يفترض بها أن تنعم بالحكم الرشيد، استولى في الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي على عشرة من أقطارها عسكريوها الذين ساموها الخسف والهوان، وضيعوا المصالح الوطنية والقومية». وشدد على أن «الطريق الوحيد لمواجهة الأخطار التي تتهددنا يكون حتماً بالعودة إلى العروبة المستنيرة والمنفتحة وبالإصرار على انتمائنا العربي الجامع وأولوية قضيتنا الكبرى فلسطين. وعلى أساس الاعتراف المتبادل ببعضنا بعضاً والابتعاد عن سياسات التدخل والسيطرة والتقدم على مسارات التكامل والتعاون الاقتصادي بما يساهم أيضاً في استعادة التوازن الاستراتيجي في المنطقة العربية». ورأى «ان كل عنف باسم الدين أو القومية أو السلطة الغاشمة مرفوض ومدان. وإذا لم نحرص على سلام وسلامة العقيدة والمجتمع، فلن تبقى لنا شعوب وأوطان وأديان أيضاً». وأشار السنيورة الى أن «القمة الإسلامية - الدولية التي شهدتها الرياض أخيراً في حضور عدد غير مسبوق من قادة الدول العربية والإسلامية، وإن لم تتطرق إلى جوهر القضية الفلسطينية، وهي القضية العربية الأم، إلا أنها توصلت الى اتخاذ مواقف مهمة، خصوصاً تجاه قضية أساسية تعاني منها المنطقة العربية والعالم وهي قضية التطرف والإرهاب، وفي ما يتعلق بمواجهة الأطماع ومخططات التوسع والتدخل ومحاولات السيطرة التي تقوم بها إيران وتنفذها على حساب الدول والشعوب والمجتمعات في المنطقة العربية». وتوقف عند «إنشاء إيران تنظيماً مسلحاً في لبنان ساعده على إنجاز التحرير في العام 2000 ليتحول بعدها إلى تنظيم مسلح يعمل بتوجيه من الحرس الثوري الإيراني على تنفيذ مخططات إيران في المنطقة. وعندما رأت إيران أن التجربة نجحت، شجعت على تكوين ودعم ميليشيات مسلحة في بلدان عربية عدة كان لها دور معلوم في أصل الحروب المنتشرة من لبنان إلى سورية والعراق واليمن والبحرين». وحض على «العمل من أجل حماية الأردن ولبنان من التهديد الذي يمثله الأتون السوري. وينبغي أن تكون للبلدين سياسة واحدة أو سياسات منسقة في الحد الأدنى في معالجة مسألة النزوح السوري وإيجاد الحلول اللازمة لها، لا سيما في ما خص الدفع باتجاه إنشاء المناطق الآمنة في سورية ريثما تتأمن الحلول الدائمة». ودعا الى «تعزيز خطاب المواطنة في كل من البلدين وتشجيع الممارسة الديموقراطية لتجاوز عوامل التصدع الداخلي».
مشاركة :