خسائر الخطوط القطرية تختزل قسوة مقاطعة الدوحةتشير التطورات المتسارعة للمقاطعة الشاملة لقطر التي فرضتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر وتبعتها دول كثيرة إلى أن قطاع الطيران يمكن أن يختزل حجم التداعيات الاقتصادية الكبيرة على قطر وخاصة الخطوط القطرية التي أصبحت من أكبر الخاسرين.العرب [نُشر في 2017/06/08، العدد: 10657، ص(11)]شلل نشاط الخطوط القطرية حتى إشعار آخر لندن - صدرت أمس العديد من الإجراءات الجديدة التي ستعمق الآثار القاسية للحصار الجوي المفروض على قطر، والذي أدى إلى توقف العشرات من رحلات الخطوط القطرية إلى الدول المقاطعة وفقدان جدوى الكثير من الرحلات الأخرى بسبب قلة المسافرين. ولا تقتصر خسائر الخطوط القطرية على فقدان عدد كبير من الرحلات الكثيفة إلى أكبر أسواقها في السعودية والإمارات والبحرين ومصر، بل يرجح أن تتأثر جميع رحلاتها الأخرى لأن الدوحة لا تمثل وجهة نهائية لمعظم المسافرين على رحلات الشركة. وأكد مندوبون شاركوا في اجتماعات الاتحاد الدولي للنقل الجوي المنعقد حاليا في المكسيك أن شركتي طيران الإمارات والاتحاد في الإمارات ستستفيدان من أزمة الطيران في قطر وكذلك شركات طيران أوروبية أخرى. واضطرت الخطوط القطرية لتحويل مسار العشرات من الرحلات بحيث تمر عبر المجال الجوي الايراني بعد أن وجدت نفسها محاصرة بقيود تمنع طائراتها من الطيران. وكان هذا تحولا شديد الوطأة للشركة التي كانت تشهد نموا كبيرا وأنفقت عشرات المليارات من الدولارات على شراء طائرات لرحلات لا تعتمد على السوق القطري.جون ستريكلاند: الخطوط القطرية تخسر مصدرا رئيسيا للمسافرين من الأسواق الاقليمية وقال جون ستريكلاند مستشار الطيران البريطاني “نموذج العمل كله قائم على كونها مركزا لحركة الطيران. فقد استثمروا في المطار واستثمروا في شراء أحدث طائرات. وهم يخسرون مصدرا رئيسيا لحركة الطيران من الأسواق المحلية الرئيسية”. وأضاف “أن تحويل مسار بعض الرحلات لا يسبب صداعا فقط بل إنه يجعل الرحلات أطول بسبب المسارات الأكثر التفافا. وهو يزيد الوقت والتكلفة ويحدث اضطرابا في جدول الطيران من حيث ترتيب الربط بين الرحلات”. وصدرت أمس الكثير من التطورات الجديدة حيث ألغت الخطوط الملكية المغربية رحلات عبر الدوحة إلى الإمارات والسعودية واليمن ومصر بعد أن قطعت تلك الدول العلاقات الدبلوماسية مع قطر. وأعلن الرئـيس التنفيـذي لشــركة كوانتاس الأسترالية أن المواطنـين القطريين لن يسمح لهم بركوب رحلات الشركة إلى دبي لأن دولة الإمارات تمنعهم من العبور من مطاراتها. ونصحت مجموعة أو.بي.أس وهي خدمة لعمليات الرحلات الجوية، شركات الطيران بفرض سلسلة من القيود على المواطنين القطريين بما في ذلك منع العبور من خلال الإمارات والبحرين والسعودية ومصر. وألغت الهيئة العامة للطيران المدني السعودية رخصة الخطوط القطرية وأمرت بغلق مكاتبها خلال 48 ساعة وذلك بعد يوم من إغلاق السعودية والإمارات والبحرين مجالاتها الجوية أمام الرحلات التجارية القطرية. وقال محللون إنه سيكلف الشركة خسائر بملايين الدولارات. وحولت إندونيسيا أمس رحلات عمرة من الخطوط القطرية إلى شركات طيران أخرى، وهو ما سيزيد من خسائر الخطوط القطرية. وقالت شركة الاتحاد للطيران أمس إن المواطنين القطريين غير مسموح لهم بالسفر جوا عبر الإمارات التي منعتهم من المرور عبر مطاراتها حتى وإن كان لتغيير الطائرة. وتعتمد الخطوط القطرية بشكل أساسي على رحلات الترانزيت في خطط التوسع الجامح في السنوات الماضية بسبب الحجم الصغير للبلاد كوجهة نهائية للمسافرين حيث لا يدخل أو يخرج من مطارها الدولي سوى نسبة ضئيلة من المسافرين. ويشكل المسافرون إلى الدول الخليجية المجاورة من رجال الأعمال والسياح والعمال العرب والآسيويين والأفارقة نسبة كبيرة من زبائن الخطوط القطرية، حيث يسافرون بين الدول المجاورة عبر الدوحة إلى الوجهات الكثيرة التي أطلقتها الشركة في السنوات الأخيرة. كما أن إيقاف رحلات شركات الطيران السعودية والإماراتية والمصرية والبحرينية لرحلاتها إلى الدوحة، يمكن أن يقطع تدفق معظم المسافرين الذين يصلون إلى الدوحة للانتقال عبر الخطوط القطرية إلى دول الخليج الأخرى وأوروبا وأفريقيا وأستراليا ودول الأميركيتين.
مشاركة :