انتخابات تشريعية وسط إجراءات أمنية مشددة في بريطانيا

  • 6/8/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

لندن: «المجلة» يدلي البريطانيون بأصواتهم الخميس للاختيار بين الاستمرارية الممثلة بتيريزا ماي أو الثورة مع جيريمي كوربن، في انتخابات تشريعية مبكرة تجري وسط إجراءات أمنية مشددة وقبل المفاوضات حول خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي. فتحت مراكز الاقتراع في الساعة السابعة على أن تغلق في الساعة 22:00 (06:00 إلى 21:00 ت غ) في المملكة المتحدة التي هزتها ثلاثة اعتداءات أسفرت عن 35 قتيلاً خلال أقل من ثلاثة أشهر. وقالت السلطات إنها ستفرض إجراءات أمنية «بالغة المرونة» في لندن ليتاح نشر قوات للشرطة بالسرعة القصوى، بعد خمسة أيام على اعتداء أسفر عن سقوط ثمانية قتلى في العاصمة البريطانية. ولن تصدر أي أرقام عن استطلاعات الرأي عند خروج الناخبين من مراكز الاقتراع قبل انتهاء التصويت. أما النتيجة النهائية فيفترض أن تعلن فجر الجمعة. يجري هذا الاقتراع الذي دعي أكثر من 47 مليون بريطاني للمشاركة فيه، قبل ثلاث سنوات من انتهاء ولاية رئيسة الوزراء المحافظة تيريزا ماي التي تأمل في تعزيز أغلبيتها في مجلس العموم لتتمكن من التفاوض من موقع قوة بشأن «بريكست» مع الدول الـ27 الأخرى في الاتحاد الأوروبي. ووفقاً لوكالة (أ.ف.ب) الإخبارية تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم المحافظين، لكنها تكشف عن تقلص الفارق بينهم وبين العماليين بقيادة جيريمي كوربن بمقدار النصف على الأقل، بعدما كان أكثر من عشرين نقطة عند الإعلان عن الانتخابات المبكرة في أبريل (نيسان) الماضي. ويصعب معرفة تأثير الاعتداءات على الاقتراع. ويرى المحللون أن المحافظين الذين يعتبرون «أكثر صلابة» في القضايا الأمنية يواجهون انتقادات لأنهم لم يتمكنوا من منع وقوع هذه الهجمات ولأنهم ألغوا عشرين ألف وظيفة في أجهزة الشرطة منذ 2010. يتجاوز رهان الانتخابات إلى حد كبير حدود البلاد بما أن الاتحاد الأوروبي يريد أن يبدأ في أقرب وقت ممكن المفاوضات حول «بريكست». وتأمل تيريزا ماي التي تولت رئاسة الحكومة خلفاً لديفيد كاميرون بعد الاستفتاء حول الخروج من الاتحاد الأوروبي في 2016، في تعزيز الأغلبية التي تتمتع بها في البرلمان بفارق 17 صوتاً لتتجنب أي تمرد في معسكرها عند التفاوض حول بريكست «قاس». وطلبت من الناخبين طوال حملتها «امنحوني تفويضاً واضحاً للتفاوض حول أفضل اتفاق ممكن للمملكة المتحدة». أما خصمها العمالي جيريمي كوربن أحد أعمدة الجناح اليساري في حزب العمال ولم يشغل في الماضي أي منصب وزاري، فلا يشكك في «واقع بريكست»، لكنه يريد تبني موقف أكثر تصالحاً مع المفوضية الأوروبية والمحافظة على منفذ إلى السوق الأوروبية الواحدة. ومع أن سبب التصويت هو «بريكست»، الذي يشكل إحدى القضايا الرئيسية للبريطانيين، فقد غاب الموضوع عن المناظرات. وباستثناء الجدل حول المسؤول الأفضل لقيادة المفاوضات حول «بريكست»، لم يقدم كوربن ولا ماي رؤية مستقبلية للمرحلة التالية. وحدهم وسطيو الحزب الليبرالي الديمقراطي والقوميون الاسكوتلنديون في الحزب الوطني الاسكوتلندي وضعوا القضية في صلب الحملة. لكن الليبراليين الديمقراطيين لا يشغلون سوى نحو عشرة مقاعد بينما الحزب الوطني الاسكوتلندي هو حزب جهوي يبقى هدفه الرئيسي استقلال اسكوتلندا. على الصعيد الوطني، تناولت الحملة التي سادها توتر وكانت قصيرة جدا وتخللتها اعتداءات، قضايا مثل الدفاع عن النظام الصحي الوطني الذي يعزز عادة موقع العماليين بقيادة كوربن. وبدا كوربن مرتاحاً على الأرض بعدما أدهش حزبه الذي حاول ثمانون في المائة من نوابه الإطاحة به وهم على قناعة بأن الحزب لا يملك أي فرصة للفوز إذا بقي «جيز» على رأسه. وبرهن داعية السلام البالغ من العمر 68 عاماً على براغماتية دون أن يتردد في مهاجمة ماي في الملف الأمني، مشيراً إلى الاقتطاعات التي فرضتها على ميزانية أجهزة الشرطة عندما كانت وزيرة للداخلية. من جهتها، واجهت ماي صعوبة في شحذ حماسة مؤيديها واكتفت بتكرار خطبها في تجمعات صغيرة.

مشاركة :