آراء المغردين الخليجيين حول الأزمة

  • 6/8/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تصدرت مواقع التواصل الإجتماعي الأزمة الراهنة بين دول الخليج حيال إعلان كل من السعودية والامارات والبحرين ومصر وغيرها قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر لحماية أمنها من مخاطر الإرهاب والتطرف على حد قولها، واثر قرار إغلاق كل المنافذ البرية والبحرية والجوية، ومنع العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية لتلك الدول. وكانت العلاقات القطرية – السعودية قد شهدت تدهورا في الماضي، الا ان التصريح الأخير الذي بثته وسائل الإعلام القطرية لكلمة للشيخ تميم بن حمد أمير قطر قد ساهم في تدهور العلاقات بين البلدين بشكل كبير، على الرغم من إزالة التصريح والإعلان بان وكالة الانباء القطرية تعرضت للاختراق. كما اتهمت دول الخليج المقاطعة لقطر الدوحة بانتهاكات جسيمة سراً وعلناً وشق الصف الداخلي والمساس بسيادة الدول واحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة. وأتى قرار المقاطعة كالصاعقة على الشعوب الخليجية، وتجسد ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي بين المغردين، حيث تباينت المواقف والآراء حول الأزمة في البيت الخليجي والمصير واحد. قامت القبس بتحليل آراء المغردين في الخليج، حيث بينت النتيجة ان %54 من التغريدات تحدثت عن ضرورة التضامن الشعبي الخليجي والاخوة التي تربط دول الخليج، فيما ناقش %26 الازمة السياسية وتبادل الاتهامات بين الطرفين، و%12 تحدثوا عن التدخلات الاميركية والضغوطات الخارجية و%8 من المغردين كانوا يؤكدون على ضرورة الابتعاد عن الخوض في السياسة. أما فيما يتعلق بأبرز القضايا التي ناقشها المغردون حول الازمة فكان الحظر الجوي بنسبة %43 و%18 كانت تغريدات هزلية ونكتا تصف حال البيت الخليجي بعد المقاطعة و%21.5 تحدثوا عن الشق السياسي للقضية، و%13 كانت دعوات لحل النزاع وأدعية وآيات قرآنية لتهدئة النفوس و%4.5 عن الجماعات المتطرفة والإرهابية. من ناحية أخرى، أشارت الدراسة إلى أن مشاعر الخوف ومشاعر الأمل بالانفراج القريب سيطرت على المغردين. البيانات الضخمة غطت الدراسة نشاط المستخدمين خلال يومين، وذلك منذ أن قامت السعودية والإمارات والبحرين ومصر بإعلان قطع العلاقات مع قطر، وتم استخلاص جميع التغريدات في تويتر التي ناقشت موضوع قطع العلاقات، سواء باستخدام الهاشتاغ الخاص أو بالتغريد عن الموضوع بطريقة علمية حديثة، بحيث يتم استخراج جميع التغريدات، ومن ثم عينة يتم تحليلها واستخلاص اتجاهات الرأي العام في تويتر من دون استبيان الأشخاص أو مقابلتهم. وهذا النوع من الدراسات المبنية على تحليل المضمون الإلكتروني يعد آخر تطورات البحث العلمي، حيث يتم البحث والتحليل بناء على البيانات الضخمة. وتم تقسيم المواضيع الأكثر شيوعاً، والمرتبطة بقطع العلاقات مع قطر منهجياً إلى خمسة محاور أساسية: الأول: المواضيع التي تتعلّق بالسياسة الدولية والعلاقة بين حكام الخليج وكل ما يتعلّق بالعلاقات السياسة بين دول الخليج. الثاني: المواضيع التي تتعلّق بالإرهاب ودعم الجماعات المتطرفة وتمويل الجماعات الدينية المتطرفة. الثالث: المواضيع المتعلّقة بالحظر الجوي القطري وحركة سير الطيران. الرابع: المواضيع التي احتوت على أدعية للم الشمل وآيات قرآنية عن الأخوة والتسامح. الخامس: المواضيع التي أخذت قطع العلاقات بطريقة طريفة وبالمزح. الحظر الجوي أعلى القائمة بيّنت الدراسة أن أغلبية المواضيع التي تمت مناقشتها في موضوع قطع العلاقات مع قطر كانت الحظر الجوي بنسبة %43، حيث سيطر على أجواء تويتر بين الخليجيين، فمنهم من قام بنقل صورة الملاحة القطرية بعد الحظر الجوي، ومنهم من استغرب أن الحال تصل إلى هذا الحد من قطع العلاقات. وبيّن العديد من المغردين، وبينهم من السعودية والإمارات والبحرين، خوفهم وانزعاجهم من الحال التي وصلت إليها العلاقات، وأن الشعوب لا دخل لها بالسياسة. كما تحدث العديد من المغردين عن الرحلات القطرية ومرورها بالأجواء الإيرانية كبديل. وقام %21.5 من المغردين بالتعليق على الموضوع من الجانب السياسي، ومحاولة تحليل القضية سياسياً، حيث تم نقل التقارير والأفلام الوثائقية التي تدين الطرفين، فيما ذهبت مجموعة أخرى إلى تحليل الوضع وعلاقة زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للرياض وعلاقة تلك الزيارة بالأحداث الأخيرة. دراسة جامعة يوتاه 2014 أما %18 من المغرّدين فقد ناقشوا الموضوع بالطرائف والمزح و«النكت»، وذلك لتخفيف وطأة الأزمة، وكان ذلك من خلال وصف حال الخليجيين بعد المقاطعة والطرائف التي تتعلّق بالأسر وأبناء العم الذين لا يستطيعون زيارة بعض بعد ذلك وغيرها. ويرى باحثون من جامعة يوتاه الأميركية في دراسة عن استخدام السخرية في تويتر للتعبير عن الرأي نشرت عام 2013 ان السخرية عادة ما تكون تعبيرا عن أمور سلبية يصعب التعبير عنها بشكل مباشر او يجد المغرد صعوبة في شرح وتفسير رأيه فيستخدم الألفاظ الايجابية بمعانٍ أقرب إلى السلبية. اللجوء إلى الله ولجأ %13 من المغرّدين إلى الأدعية والآيات القرآنية والابتهال الى الله تعالى لحل الأزمة والبعد عن الفتن؛ فقاموا بالدعاء للمّ الشمل وتأليف القلوب في شهر رمضان المبارك. أما %4.5 من المغردين فتناولوا موضوع الإرهاب والتطرف وربطوا ما حدث من قطع العلاقات بجماعات التطرف الإسلامي التي تدعمها قطر. وتناولت هذه الفئة على الرغم من انها الأقلية مواضيع خطيرة واتهامات لتورط دولة شقيقة بدعم الجماعات الإرهابية والمتطرفة. وحدة خليجية وحللت الدراسة آراء المغردين حول قطع العلاقة مع قطر، وبيّنت النتائج أن الغالبية (%54) تحدثت عن أهمية الوحدة الخليجية والبقاء على مجلس التعاون الخليجية والابتعاد عن الفتن وشق الصف.  وتشير هذه النتيجة إلى ان الشعوب الخليجية ترفض الخوض في الأمور السياسية وتؤكد على وحدتها وترابطها. كما بيّنت النتائج أن %26 من المغردين تبادلوا الاتهامات ووجهوا أصابع الاتهام إما لقطر وإما للدول المقاطعة. وكانت آراء %12 من المغرّدين مع التدخلات الخارجية التي أدت إلى الأزمة؛ فمنهم من اتّهم ترامب بإشعال فتيل الأزمة في المنطقة خلال زيارته الأخيرة، خصوصا بعد تغريدة جدلية له يوم الثلاثاء 6 يونيو، تحدث فيها عن قطر، في حين ذهب آخرون إلى أبعد من ذلك، واتهموا إسرائيل بالتدخّل لتحسين العلاقات السياحية والاقتصادية مع المنطقة. أما %8 من المغردين فكانت آراؤهم واضحة بأن الشعوب لا دخل لها في القضايا السياسية بين الحكام والساسة، واتجهوا إلى ضرورة عدم زج المواطنين الخليجيين في الموضوع. آمال كبيرة على دور الأمير تبين من التحليل أن %33 من المغردين يشعرون بالأمل في نجاح وساطة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، الذي يقوم بجولات خليجية لمحاولة حل الأزمة. وتبين من التحليل أن المغردين، خصوصاً القطريين، يعقدون الكثير من الآمال على نجاح وساطة الأمير. أما %25 من المغردين فكانت تغريداتهم تحمل مشاعر الخوف والريبة من المستقبل، خصوصاً الذين كانوا يتحدثون عن مستقبل المنطقة وما سيترتب على المقاطعة من تأثيرات وإرهاصات مستقبلية وجروح قد لا تندب. وأشار التحليل إلى شعور %12 من المغردين بالإحباط وخيبة الأمل. من جانب آخر، بين %15 من المغردين مشاعر غضب تجاه ما يحدث، فيما سيطرت مشاعر الحزن على %9 من المغردين. وبين التحليل شعور %6 من المغردين بالسعادة، وهنا قد لا تكون سعادة بمعناها المجرد، بل انهم عبروا بشكل إيجابي عن المقاطعة وان هذه نتيجة حتمية لما عانته دولهم والمنطقة. دراسة ماكنيير ولوور ورووبلمان 1971 في ما يتعلق بتحليل المزاج العام حول قطع العلاقات مع قطر، تم استخدام تحليل المزاج العام للأشخاص لدراسة مشاعر الرأي العام باستخدام دراسة الملف الشخصي للمشاعر من دراسة ماكنيير ولوور ورووبلمان 1971، التي تقسم المزاج العام للاشخاص الى 65 شعوراً بين غضب وسعادة وإحباط.. وغيره، ومن ثم استخلصت أهم ستة مشاعر، وبتطبيق دراستهم على الدراسة الحالية التي قمنا بها، فقد استخدمنا الملف الشخصي ذاته واستنتجنا ستة مشاعر أساسية يتمحور حولها معظم حديث الاشخاص حول الازمة الخليجية الراهنة، وهي الشعور بالإحباط والغضب والخوف والحزن والسعادة والامل.

مشاركة :