«الامتحانات قبل المسلسلات».. شعار الأسر في رمضان

  • 6/9/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: مها عادل في رمضان.. تحرص الفضائيات العربية على تقديم وجبة دسمة من الأعمال الدرامية الجديدة والمتنوعة، بالإضافة إلى البرامج الترفيهية، التي ينطلق بثها مع مدفع الإفطار مروراً بالسحور ووصولاً إلى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، هذا بخلاف ما يحفل به الشهر الكريم من طقوس التجمعات العائلية والمشاركة في متابعة المسلسلات وجلسات السمر.هذا العام يتقاطع شهر الصيام مع موسم الامتحانات لعدد كبير من الطلاب، ومعسكرات الطوارئ التي يقوم بها الأبناء للمراجعات النهائية والتحصيل الدراسي وفق جداول الامتحانات، وهو ما يؤثر في أوقات خروج واستقبال العائلة للضيوف أو متابعتها للبرامج المفضلة أو المسلسلات الدرامية.ونسعى من خلال التحقيق التالي إلى التعرف إلى تجارب الأسر والطلاب في هذا الإطار، والأساليب التي يتم اتباعها لمواجهة كل هذه التحديات.تتحدث الطالبة الجامعية نانسي إبراهيم عن تجربتها في مقاومة إغراء مشاهدة برامج التلفاز خلال فترة الامتحانات، وتقول: «من أهم عاداتنا في رمضان أن تتجمع الأسرة حول مائدة الإفطار العامرة يومياً، ولا يحلو لنا تناول وجبتنا بدون مشاهدة مراسم إطلاق مدفع الإفطار بمنطقة المجاز في الشارقة، والذي يقترن في ذهني دائماً بمراحل تنظيم المائدة وتحضير الأطباق وأكواب العصير والرتوش الأخيرة في إعداد طبق السلطة.. وبعد الاستماع للأذان نبدأ في تناول الطعام ونحن نبحث عبر جهاز التحكم عن المسلسل الذي سنتفق على مشاهدته معاً، وعادة ما نفضل أن يكون كوميدياً أو برنامج منوعات، ورغم انشغالي وإخوتي في المذاكرة إلا أننا لم نتنازل عن هذه العادة، وأصبحنا نقصرها على فترة ما بعد الإفطار فقط ثم بعد ذلك يغلق جهاز التلفاز نهائياً وننصرف للدراسة ويذهب والدي ووالدتي لصلاة العشاء والتراويح، ثم نعود لنجتمع حول الشاشة الصغيرة مرة أخرى أثناء اجتماعنا للسحور».أما جنة خالد (14 عاماً) فتروي تجربة مختلفة، وتقول: «بالتأكيد تؤثر الامتحانات كثيراً في قدرتي على متابعة الفضائيات خلال رمضان، إلا أنني أتابع أخبارها عن طريق آراء أسرتي في المسلسلات التي يتابعونها يومياً ثم أتابع الحلقات بشكل مجمع فيما بعد عبر مواقع الإنترنت المتخصصة.. وحالياً أقوم بجمع المعلومات من أختي الصغرى ووالدتي عن الأعمال التي سأقوم بمتابعتها فور انتهائي من الامتحانات منتصف شهر يونيو، وفي بعض الأحيان أشارك أسرتي مشاهدة أحد برامج المقالب الكوميدية من أجل التفريج عن نفسي واستعادة نشاطي وحماسي للدراسة.. ومن البرامج التي أتابعها «رامز تحت الأرض» ومسلسل «في اللالا لاند» وباقي المسلسلات والحلقات التي فاتتني أحصل على ملخص لها من أختي وأحتفظ بنسخة مسجلة لمشاهدتها لاحقاً».يفاجئنا ضياء الدين أحمد (طالب جامعي) بوجهة نظر أخرى، ويقول: «لا يعنيني كثيراً عدم مقدرتي على متابعة المسلسلات وبرامج رمضان بسبب الدراسة والامتحانات، لأنني في الأساس لا أحرص على متابعة الكثير منها.. إلا أن مشكلتي تتلخص في صعوبة مشاهدة مباريات كرة القدم.. وللأسف الشديد يتزامن شهر رمضان وموسم الامتحانات مع الأدوار الحاسمة لمباريات الدوري الأوروبي التي أتابعها بشغف خاصة الإنجليزي والإسباني والمباريات النهائية في دوري أبطال أوروبا، وكلها هامة وممتعة لعشاق كرة القدم وغالباً ما يكون موعد إقامتها في وقت متأخر بعد أذان العشاء وتنتهي بعد منتصف الليل، وهو التوقيت الذي أخصصه عادة للمذاكرة أو للنوم لأتمكن من الاستيقاظ بعد منتصف الليل لتناول السحور وصلاة الفجر ومراجعة دروسي قبل الذهاب للامتحان.. وبالنسبة لي المشكلة ثلاثية وهي الامتحانات والمباريات وخوض صراع مع شقيقاتي لمتابعتها بدلاً من برامجهن أو مسلسلاتهن المفضلة.. وعلى كل حال فقد أصبحت مشاكلي اليوم أقل بكثير بعد حسم الدوري في أهم المسابقات الأوروبية وتتويج ريال مدريد ببطولة أوروبا لأبطال الدوري.. وقريباً سينتهي الضغط تماماً بعد أن أنتهي من امتحاناتي الجامعية».تبتسم خديجة عبد الله وهي تتحدث عن تجربتها، وتقول: «تسببت في حظر فتح جهاز التلفاز في غرفة المعيشة نهائياً حتى أنتهي من فترة الامتحانات لأنني في المرحلة النهائية من دراستي الجامعية بكلية الهندسة.. وأخوتي الصغار الذين انتهوا من امتحاناتهم أصبحوا مطالبين (بأمر من الوالد) بمشاهدة الفضائيات من خلال الشاشات الموجودة في غرفهم الخاصة، مع التنبيه عليهم بعدم رفع الصوت حتى لا يتسبب ذلك في تشتيت انتباهي أو إغرائي بترك الدراسة ومتابعة ما تقدمه القنوات من برامج ومسلسلات، ولذلك فمنذ بداية شهر رمضان أصبحت مشاهدة التلفاز بشكل جماعي محظورة على الجميع بل أصبحنا نصوم عنه أيضاً ولا يتم تخفيف هذه الإجراءات إلا وقت الإفطار لمتابعة القرآن وطقوس مدفع الإفطار وأذان المغرب ثم نتابع بعض البرامج الخفيفة والكوميدية، ورغم اشتياقي لمتابعة برامج ودراما رمضان إلا أنني وجدت قرار والدي صائباً ووفر لي الكثير من الوقت للدراسة والراحة».أما أريج حمد (ربة بيت بالشارقة)، فتعلق قائلة: «تعودنا منذ العام الماضي على تقليص وقت مشاهدة البرامج والمسلسلات الرمضانية لأنها كانت تشكل لنا نوعاً من الإدمان، وكانت تشغل أبناءنا حتى عن مواقيت الصلاة والعبادات، ونحن نحرص على تكريس فكرة أن رمضان شهر للطاعة والعبادة، أما هذا الكم الهائل من المسلسلات والبرامج فيمكن متابعته في وقت الفراغ على يوتيوب أو غيره من مواقع شبكة الإنترنت».

مشاركة :