نيجيريا الاتحادية أو عملاق أفريقيا، من دول الغرب الأفريقي، يتمركز المسلمون في ولاياتها الشمالية، ويتجاوز عدد سكانها 170 مليون نسمة يشكل المسلمون منهم 66%. ويعتمد مسلمو نيجيريا على رؤيتهم الخاصة لهلال رمضان، فهم لا يتبعون أو يقلدون أي دولة أخرى ثبت لديها شهر رمضان ما لم تثبت رؤية الهلال عندهم، فيتهيأون له ماديا وروحيا ويجهزون طلبات الشهر قبل حلوله حتى يصوموا نهاره ويقيموا ليله وهم في راحة بال ويستقبل النيجيريون شهر رمضان استقبال ضيف عزيز ويحتشدون ويطوفون شوارع المدن الرئيسية عند ثبوت رؤية هلال رمضان، ويدقون الطبول ابتهاجًا بقدوم شهر الخير. ويختلف رمضان في نيجيريا عن أي بلدان اخرى، فالكل يحرص فيه على زيارة أهله وأقاربه تقربا إلى الله تعالى واستكمالا لما يتطلبه الصيام من المسلم. هو شهر البر وصلة الرحم. وفي نيجيريا عادة تبادل أطباق الطعام التي تنتشر بشكل كبير في رمضان حيث تبدأ الأسر قبيل أذان المغرب بتبادل وجبات الإفطار والأطباق النيجيرية، ومن العادات الشائعة عند مسلمي نيجيريا أن تتناول الأسر المتجاورة وجبة الإفطار معًا؛ فتجمع الصواني والأواني من البيوت وتوضع في أماكن قريبة من المساجد وعند الإفطار فالنيجيريون يحبون شراب الحوم أو الكوكو وهو مصنوع من الذرة ولونه أصفر ويضاف إليه السكر، وبعد الإفطار على هذا العصير يذهبون لصلاة المغرب ثم يعودون لتناول طعام الإفطار ويضم اللحم والأرز والبطاطس، ثم يشربون الشاي، ويهتمون في نيجيريا بصلاة التراويح وفي وقتها يذهب الكبار إلى المسجد للصلاة.. ومن العادات عند مسلمي نيجيريا في صلاة التراويح تخصيص كل ليلة من ليالي رمضان بصلوات خاصة، وأذكار معينة، إضافة إلى الاجتماع لقراءة أذكار فضائل كل ليلة من ليالي الشهر المبارك، ويعودون إلى منازلهم قرب منتصف الليل ويعظم المسلمون النيجيريون ليلة القدر، وهم يميلون إلى الاعتقاد بأنها ليلة السابع والعشرين من رمضان، اما الأطفال فيقومون بالترويح عن أنفسهم بالأناشيد، أما النساء فينشغلن بإعداد طعام السحور.. ومن الأكلات المشهورة في وجبة السحور (التو) وهي عبارة عن صلصة الأرز والخضار، و(العصيدة) وهي أكلة تصنع مع اللحم وتعد من أفخر الأكلات التي تعد خلال هذا الشهر الكريم، ثم اللبن والشاي، وفي السحور كذلك يتناول النيجيريون الأطباق المحتوية على البقول مضافا إليها المرق واللحم، كذلك يتناولون الأسماك ويشربون العصير، ووجبة السحور اسمها «ساري» وهي كلمة مشتقة من العربية بينما تسمى وجبة الإفطار (استيو). وفي فترة العصر تكثر المواعظ في المساجد وقراءة القرآن وتفسيره..
مشاركة :