تبوأت الأسواق الناشئة المراكز الأولى عالمياً لجهة نمو أسواق السلع الفاخرة، إذ إن نسبة إنفاق المستهلكين في كل من أسواق الصين وروسيا والإمارات، التي تعتبر ناشئة، زادت خلال السنوات الخمس الماضية إلى 70 في المئة مقارنة بـ53 في المئة في الأسواق الأكثر نضجاً، أي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واليابان. جاء ذلك في تقرير أصدرته «ديلويت» وتضمن أكبر 100 شركة للسلع الفاخرة عالمياً بناء على بيانات عن المبيعات المجمعة للسلع الفاخرة خلال السنة المالية 2015 التي تنتهي في 30 حزيران (يونيو) 2016، والتوجهات الرئيسة التي تشكّل سوق السلع الفاخرة، كما قدم توقعات اقتصادية عالمية. وقال الشريك المسؤول عن الزبائن والقطاعات في «ديلويت الشرق الأوسط» جايمس باب: «لا يزال قطاع السياحة والسفر يشكل فرصة نمو مهمة لسوق السلع الفاخرة، إذ إن 31 في المئة من مشترياتها تعود إلى المسافرين خارج بلادهم أو خلال تواجدهم في المطار، ما يزيد نسبة شراء المستهلكين إلى 60 في المئة في الأسواق الناشئة». وأضاف: «تستمر السوق في الشرق الأوسط باستقطاب العلامات التجارية الفاخرة، وتبوأ كل من أسواق أبو ظبي ودبي مراكز مهمة على لائحة وجهات التسوق المرغوبة التي يقصدها السياح، كما حققت العلامات التجارية ذات الأسماء اللامعة نمواً جيداً في المنطقة، في وقت شكلت السياحة المحرك الرئيس للمبيعات في دبي». وتابع: «على رغم ذلك، شهدت سوق الشرق الأوسط تباطؤاً كبيراً عام 2016 بسبب انخفاض أسعار النفط وارتفاع أسعار الذهب وزيادة كلفة المعيشة، ويُرجح أن تتأثر المنطقة بالاضطرابات السياسية، وعدم استقرار الاقتصاد العالمي، على أن يستمر النمو مع استمرار دبي وأبو ظبي في جذب السياح المتسوقين». واستناداً إلى المعلومات المنشورة من قبل الشركات، حققت أكبر 100 شركة للسلع الفاخرة مبيعات بـ212 بليون دولار في السنة المالية 2015، بينما يبلغ متوسط مبيعات السلع الفاخرة السنوي لهذه الشركات حالياً 2.1 بليون دولار. وقال باب إن «جوهر الفخامة في نظر المستهلك بدأ يتغير من التركيز على المادة إلى التركيز على التجربة وما تتركه من انطباع لدى الشاري، إلا أن الجودة المميزة لهذه السلع الفاخرة تبقى أمراً جاذباً للزبائن الحريصين على أدق تفاصيل هذه المنتجات الحرفية واليدوية». وأشار التقرير إلى «نمو مبيعات السلع الفاخرة لأكبر 100 شركة عالمياً أكثر من 3 في المئة خلال السنة المالية 2015، في حين سجل معظم العملات انخفاضاً ملحوظاً في مقابل الدولار، ما أفاد الكثير من الشركات المتعددة الجنسية في مناطق أخرى والتي تأثرت إيجاباً، ما أدى إلى ارتفاع نسبة مبيعاتها». ومن بين هذه الشركات، سجلت 6 شركات فقط انخفاضاً في مبيعاتها خلال السنة المالية 2015، نصفها في قطاع المجوهرات الذي يشهد تقلبات مستمرة في الطلب. وبقيت إيطاليا الرائدة في السلع الفاخرة لجهة عدد الشركات، في حين تملك فرنسا أعلى حصة من المبيعات، ومع وجود 26 شركة إيطالية ضمن أكبر 100 شركة للسلع الفاخرة، تتفوق إيطاليا بضعف عدد شركاتها على فرنسا. ولكن الشركات الإيطالية العائلية أصغر بكثير في الغالب، إذ بلغ متوسط قيمة السلع الفاخرة 1.3 بليون دولار، ما يمثل نحو ربع متوسط مبيعات السلع الفاخرة التي تبلغ قيمتها 5.1 بليون دولار للشركات الفرنسية. ولفت التقرير إلى «زيادة نمو مبيعات الشركات في قطاع السلع الفاخرة المتعددة إلى نحو الضعف مقارنة بالعام السابق، ما أدى إلى زيادة الأرباح، في حين لا تزال سلع الحقائب والاكسسوارات أسرع القطاعات نمواً».
مشاركة :