انتخابات تشريعية وسط إجراءات أمنية مشددة في بريطانيا

  • 6/9/2017
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

فتحت مراكز الاقتراع في الانتخابات التشريعية الساعة السابعة صباحا، وأغلقت في الساعة العاشرة في المملكة المتحدة، التي هزتها 3 اعتداءات أسفرت عن 35 قتيلا خلال أقل من 3 أشهر. اثنان من التفجيرات تما قبل أسبوعين من بدء العملية الديمقراطية، الثاني منها قبل أيام معدودة، ما أدى إلى تعليق الحملات الانتخابية للأحزاب الرئيسية احتراما للضحايا. وأدلى البريطانيون بأصواتهم، الخميس، للاختيار بين الاستمرارية الممثلة في تيريزا ماي، أو الثورة مع جيريمي كوربن، في انتخابات تشريعية مبكرة جرت وسط إجراءات أمنية مشددة، وقبل المفاوضات حول خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي.وقالت السلطات إنها فرضت إجراءات أمنية «بالغة المرونة» في لندن، ليتاح للناس ممارسة حقهم الديمقراطي. ولم تصدر أمس أي أرقام عن استطلاعات الرأي عند خروج الناخبين من مراكز الاقتراع قبل انتهاء التصويت في العاشرة مساء. وجرى هذا الاقتراع الذي دعي أكثر من 47 مليون بريطاني للمشاركة فيه، قبل 3 سنوات من انتهاء ولاية رئيسة الوزراء المحافظة تيريزا ماي، التي تأمل في تعزيز أغلبيتها في مجلس العموم لتتمكن من التفاوض من موقع قوة بشأن «بريكست» مع الدول الـ27 الأخرى في الاتحاد الأوروبي.وبالأمس أدلت ماي وزوجها فيليب بصوتيهما في مسقط رأسيهما قرية سونينغ غرب لندن. وتردد أن ماي وصلت لمركز الاقتراع حاملة بطاقة تعريف الناخب الخاصة بها، والتي يستخدمها كثيرون للتعريف بأنفسهم في مراكز الاقتراع. وهذه البطاقة ليست مطلوبة من الناحية القانونية ليدلي الناخب بصوته. وتأمل ماي في توسيع الأغلبية البرلمانية لحزبها «المحافظين» من خلال هذه الانتخابات.وطلبت ماي من الناخبين طوال حملتها: «امنحوني تفويضا واضحا للتفاوض حول أفضل اتفاق ممكن للمملكة المتحدة». لكنها واجهت صعوبة في شحذ حماسة مؤيديها واكتفت بتكرار خطبها في تجمعات صغيرة.تناولت الحملة التي سادها التوتر وكانت قصيرة جدا وتخللتها اعتداءات، قضايا مثل الدفاع عن النظام الصحي الوطني الذي يعزز عادة موقع المعارضة العمالية. ومع أن الدعوة لانتخابات عامة كان سببها هو «بريكست» الذي يشكل إحدى القضايا الرئيسية للبريطانيين، فقد غاب الموضوع عن المناظرات. وباستثناء الجدل حول المسؤول الأفضل لقيادة المفاوضات حول «بريكست»، لم يقدم كوربن ولا ماي رؤية مستقبلية للمرحلة التالية، وكلاهما قال إنه من الصعب التكهن لأن المفاوضات تعتمد أيضا على موقف الطرف الآخر، أي الاتحاد الأوروبي. وحدهما، حزب الديمقراطيين الأحرار والحزب الوطني الاسكوتلندي، وضعا القضية في صلب الحملة. لكن لا يشغل الأول سوى نحو 10 مقاعد، بينما الحزب الوطني الاسكوتلندي هو حزب جهوي يبقى هدفه الرئيسي استقلال اسكوتلندا.وكانت استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم المحافظين في بداية الحملة الانتخابية، لكن تقلص الفارق بينهم وبين المعارضة العمالية، بعدما كان أكثر من 20 نقطة عند الإعلان عن الانتخابات المبكرة في أبريل (نيسان) الماضي. لكن مع إعلان النتيجة اليوم بدأت تتضح الصورة بشأن تأثير الاعتداءات على الاقتراع.وبالأمس أدلى جيريمي كوربن زعيم حزب العمال منافس ماي بصوته في الانتخابات، في مدرسة ابتدائية بشمال لندن. وقال كوربن للصحافيين لدى خروجه من مركز الاقتراع في منطقة هولوواي في العاصمة: «إنه يوم ديمقراطيتنا. لقد أدليت بصوتي، وإنني فخور بحملتنا الانتخابية». وبدا كوربن مرتاحا بعدما أدهش حزبه الذي حاول 80 في المائة من نوابه الإطاحة به وهم على قناعة بأن الحزب لا يملك أي فرصة للفوز إذا بقي على رأسه. كوربن (68 عاما) لم يتبوأ أي مركز وزاري سابقا، رغم وجوده عضوا في البرلمان عن منطقة أزلينغتون في شمال لندن لأكثر من 30 عاما. ظل طيلة حياته السياسية بعيدا عن السلطة بسبب مواقفه اليسارية الاشتراكية، ومعاداته للأسلحة النووية، ونهج حزبه في السياسة الخارجية. بالأمس لم يتردد في مهاجمة ماي في الملف الأمني، مشيرا إلى الاقتطاعات التي فرضتها على ميزانية أجهزة الشرطة عندما كانت وزيرة للداخلية. ويرى المحللون أن المحافظين الذين يعتبرون «أكثر صلابة» في القضايا الأمنية، يواجهون انتقادات لأنهم لم يتمكنوا من منع وقوع هذه الهجمات؛ ولأنهم ألغوا 20 ألف وظيفة في أجهزة الشرطة منذ 2010.

مشاركة :