المؤمنون خرجوا من حصار شُعب أبي طالب أقوى إيماناً وتمسكاً بدينهم

  • 6/10/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - الراية: قال الداعية محمد يحيى طاهر إن القصص والسير يقصد منها العظة والعبرة، مشيراً إلى صورة الحصار الذي تعرض له بنو هاشم وبنو المطلب في شعب أبي طالب على يد الكفار، وإن كانت صورة جاهلية من اختراع أهل قريش في ذلك الوقت، إلا أنها -وللأسف- تكررت بعد ذلك كثيرًا، وللأسف أيضًا فإنها في كل مرة كانت تتكرر مع المسلمين فقط. وتساءل في خطبة صلاة الجمعة أمس بجامع الأخوين سحيم وناصر أبناء الشيخ حمد بن عبدالله بن جاسم آل ثاني رحمهم الله: أيأتي على المسلمين زمان نرجو فيه أن تكون أخلاقهم كأخلاق الكافرين؟. وأكد أن المؤمنين خرجوا من هذا الحصار أعمق إيمانًا وأقوى تمسكًا بدينهم وعقيدتهم، حيث وقع الابتلاء والامتحان، ونجح المؤمنون فيه، مشدداً على أنه لا بد أن يثبت الصادقون صدقهم بالتعرض للبلاء والثبات على الحق، وأنه لا بد أن يُصهر المؤمنون في نار الابتلاء للتربية وللتزكية وللتنقية؛ للتربية على الثبات والتضحية في سبيل الله، وللتزكية لتطهير النفوس من الذنوب والخطايا، وللتنقية من الكاذبين والمنافقين مبيناً أنه هنا تتميز الصفوف، ويمحص المؤمنون. قصة الحصار وروى خطيب الجمعة قصة حصار أهل قريش لبني هاشم وبني عبدالمطلب في شعب أبي طالب، فأشار إلى أن الكفار على زمن بداية بعثة النبي صلى الله عليه وسلم عقدوا اجتماعًا طارئًا وعاجلاً في مكة بعدما رأوا من اجتماع بني عبد مناف للدفاع عنه صلى الله عليه وسلم وقد خرجوا منه في نهاية الأمر بقانون جديد، وقرروا بالإجماع أن ينفذوا هذا القانون، كان هذا القانون هو «المقاطعة». وأوضح أن بنود قانون المقاطعة التي وضعها الكفار تضمنت أنه على أهل مكة بكاملها في علاقتهم مع بني عبد مناف أن لا يناكحوهم ولا يتزوجون منهم، وأن لا يبايعوهم ولا يشترون منهم، وأن لا يجالسوهم، ولا يخالطوهم، ولا يدخلوا بيوتهم، ولا يكلموهم، وأن لا يقبلوا من بني هاشم وبني المطلب صلحًا أبدًا، ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يُسلموا رسول الله لهم للقتل. قانون العقوبات وأشار إلى أن الكفار صاغوا قانون العقوبات في صحيفة، ثم علقوها في جوف الكعبة، وتقاسموا بآلهتهم على الوفاء بها، وبالفعل بدأ تنفيذ هذا الحصار الرهيب في أول ليلة من ليالي المحرم في السنة السابعة من البعثة، ودخل بنو هاشم وبنو المطلب مؤمنهم وكافرهم إلى شُعب أبي طالب وتجمعوا فيه، ومعهم رسول الله؛ وذلك ليكونوا جميعًا حوله كي يحموه من أهل مكة. ونوه بأن بني هاشم وبني المطلب مؤمنهم وكافرهم عاشوا مرارة المعاناة والألم، فقد قُطع الطعام بالكلية عن المحاصرين، لا بيع ولا شراء، وبلغ الجهد بالمحاصرين حتى كان يسمع أصوات النساء والصبيان يصرخون من شدة وألم الجوع وحتى اضطروا إلى أكل أوراق الشجر، بل وإلى أكل الجلود، وظلت هذه العملية وتلك المأساة البشرية طيلة ثلاث سنوات من الظلم والقهر والإبادة الجماعية. الجوع والعطش وقال إنه مرت الأيام والسنوات عصيبة على المحاصرين حينها شعر أحد المشركين بشيء حاك في صدره وهو هشام بن عمرو، وهو ليس من بني هاشم ولا بني المطلب، إذ كيف يأكل ويشرب وهؤلاء المحاصرون لا يأكلون ولا يشربون؟ وكيف ينام أطفاله شبعى وينام أطفال هؤلاء عطشى وجوعى؟، ثم رأى أن يجمع رجالاً كي ينقضوا هذا الميثاق الباطل، فاهتدى إلى زهير بن أبي أمية المخزومي والمطعم بن عدي من بني نوفل وأبي البختري بن هشام وزمعة بن الأسود واجتمع الرجال الخمسة واتفقوا على القيام بنقض الصحيفة، وهنا أوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم أن الأرضة (دودة الأرض) قد أكلت الصحيفة التي دونوا فيها بنود المقاطعة ولم تترك فيها إلا ما كان من اسم الله. نقض الصحيفة ولم يعد أمام زعماء مكة أي خيار من نقض الصحيفة وإنهاء المقاطعة بعد ثلاث سنوات كاملة كانت قد مرت من الحصار والتجويع. وأشار إلى العمل الرجولي والبطولي الذي قام به الخمسة وهم على الكفر، وكانت الحمية هي الدافع والمحرك الرئيسي له، لافتاً إلى أنها حمية النخوة التي لم نرها من مسلمين كثيرين.

مشاركة :