التغذية السليمة عامل ضروري لنمو الانسان واستمرار حياته والحفاظ على صحته، بل وحمايته من الأمراض المختلفة. وتزداد اهمية التغذية اكثر بالنسبة للمسنين وكبار السن، بشكل خاص، ولذا فإن الهدف اليوم هو ليس أن نكبر في عدد السنين فقط، بل ان تكون السنين ذات جودة عالية. ويقول اخصائي التغذية في مستشفى الولادة والاطفال بالدمام وليد القحطاني: إن الإنسان يستطيع من خلال التغذية السليمة، أن يتحكم بشكل كبير بوضعه الصحي وأن يمنع إصابته بأمراض معينة أو يقاوم انواعاً أخرى من الأمراض، فالتغذية تعتبر اليوم وقاية وعلاجا للأمراض. وهنا تكمن أهميتها البالغة.وينصح باتباع عادات غذائية صحية والمحافظة عليها خلال صوم رمضان لضمان التغذية الملائمة لاحتياجات المسن وضمان عدم إصابته بحالة من سوء التغذية.ويفضل أن تكون هناك وجبات متقاربة خلال الفترة ما بين الإفطار والسحور لضمان تزويد الجسم بكمية السعرات الحرارية التي يحتاج إليها. ومعنى ذلك إنه لا يفضل تناول وجبات كبيرة على فترات متباعدة، بل وجبات صغيرة على فترات متقاربة، ومراعاة ملاءمة ليونة الطعام لضمان سهولة المضغ والبلع، عن طريق سلق الطعام او طحنه او تقسيمه إلى قطع صغيرة.وينصح بأن تكون الخضراوات جزءا أساسيا من جميع الوجبات الرمضانية وعدم التنازل عنها، لأنها غنية بالألياف الغذائية التي تسهل بدورها عملية الهضم. وإذا كان المسن يعاني مشاكل في الأسنان، فينصح بتقسيم الخضراوات إلى قطع صغيرة أو تقديمها مطبوخة لينة سهلة للمضغ، كما ينصح بأن تشكل الأطعمة الغنية بالحديد جزءا من البرنامج الغذائي الرمضاني، نظرا لأهمية الحديد لهذه الفئة العمرية، وذلك من مصادر مثل: حبوب الكتان، ستيك لحم البقر المطبوخ، السبانخ، سمك المشط المطبوخ، الطحينة من سمسم كامل، الفاصولياء البيضاء، العدس، كبد الدجاج أو البقر والتونا. ويجب ان يشمل البرنامج الغذائي الرمضاني الأطعمة الغنية بفيتامين«B12» وهي من مصادر مثل كبد الدجاج والبقر، سمك السلمون، سمك التونا والبيض، وتعويض السوائل والماء: من المهم شرب الماء والسوائل خلال الأوقات المسموح تناولها فيها. وللتأكد من فعل ذلك، دون الاعتماد على الإحساس بالعطش ينصح بإبقاء قنينة ماء قريبة من المسن لتذكره بضرورة الشرب. وتجنب الامتناع عن شرب القهوة والشاي، وخاصة في ساعات المساء المتأخرة، لأنها مدرة للبول، وذلك خوفا من الجفاف والاستيقاظ خلال النوم من اجل الدخول إلى المرحاض، مما يؤثر على ساعات النوم. ويشير القحطاني الى اهمية المحافظة على تناول وجبات عائلية جماعية، وهذه من مميزات الشهر الكريم. فلقاء العائلة، الأبناء، الأحفاد الأصدقاء والأقارب له تأثير إيجابي كبير على الرغبة في تناول الطعام، وخاصة لدى المسنين، إذ إن للعوامل الاجتماعية تأثيرا مباشرا على مستوى التغذية لدى المسنين.