انمار نزار الدروبي يقول نابليون بونابرت في السياسة لاتشكل الأمور غير المنطقية عقبة!! ان ماوصل إليه العمل السياسي في الشرق الأوسط هو تخبط وعلاقات متناقضة ومتضاربة..كل هذه الأحداث المتواترة التي تشهدها المنطقة العربية بالتحديد تأتي في زمن العهر والدعارة السياسية وأخص بالذكر العلاقات الإيرانية_ القطرية. عادة مايكون التقارب بين الدول ضمن لغة المصالح المشتركة وحماية الأمن القومي، لكن فجأة وبدون سابق إنذار ينتحر المنطق ونكون أمام هذا الحب العظيم والعلاقات الأخوية الحميمة بين طهران والدوحة التي أقل مانطلق عليها بالعهر السياسي خاصة في هذا التوقيت القاتل الذي تمر به المنطقة والتدخلات الإيرانية في العراق وسوريا ولبنان واليمن.. بالأضافة إلى ان الإرهاب الإيراني يضرب مملكة البحرين والسعودية العربية. لايختلف إثنان على حقيقة مهمة مفادها أينما وجدت إيران توجد المشاكل، حيث أستطيع ان أصف التقارب الإيراني القطري عبارة عن غباء سياسي وسذاجة سياسية قطرية تحرفهم عن جادة الصواب وتتركهم لقمة سائغة للتدخل الإيراني وحكومة الملالي المجرمة من خلال مليشياتها وعصاباتها المنتشرة في أكثر من دولة عربية، حيث ستشكل هذه العلاقة الشاذة انعطافا خطيرا في العلاقات الخليجية. في الحقيقة هناك أمثلة صارخة لم يراها فاقدو نعمة البصر قبل المبصرين على التقارب الإيراني القطري. 1. بتاريخ 25/مارس 2017 نشرت بوابة الفجر مقال يفضح فيه أسرار خطيرة عن التقارب الإيراني القطري خلال الفترة الأخير..حيث أكد المعارض القطري والمسؤول السابق بالمخابرات القطرية المستشار (علي آل دهنين) ان حمد بن خليفة الأمير السابق هو الحاكم الفعلي لقطر ويعمل من خلف الستار وليس تميم، وان العلاقات الإيرانية القطرية هي من أجل الاستقواء ضد السعودية قائلا(لو خيرت قطر بين علاقتها بدول الخليج وإيران ستختار إيران طبعا..منوها ان إيران دعمت قطر بمعلومات سرية عن الأسرة الحاكمة في السعودية)!! 2. لقد كانت قطر من الأوائل التي رحبت بالاتفاق النووي..حيث صرح في حينها خالد العطية وزير خارجية قطر ان هذا الاتفاق يجعل المنطقة أكثر أمنا. 3. بتاريخ 18 تشرين الاول/أكتوبر من عام 2015 أعلنت إيران انها وقعت مع قطر اتفاقية أمنية لمكافحة الجرائم في المياه الحدودية للبلدين. 4. في عام 2007 دعت قطر الرئيس الإيراني السابق أحمد نجادي لحضور مؤتمر قمة الخليج في الدوحة كضيف شرف. 5. عام 2006 كانت قطر العضو الوحيد بين 15 عضو في مجلس الأمن الذي صوت ضد قرار مجلس الأمن 1696 حول الملف النووي الإيراني. 6. في أيلول 2009 تصريحات أمير دولة قطر التي نفى فيها وجود مشاكل بين إيران ودول الخليج بأستثناء الخلاف الإيراني الإماراتي حول الجزر الثلاث. بعد كل هذه التطورات في الأزمة الخليجية وتداعياتها نسأل ماهي الخيارات المتاحة أمام قطر؟ أولا..بعد ان أرتمت قطر في الحضن الإيراني ضاربة بعرض الحائط كل الخلافات الطائفية التي زرعها المجوس في جسد الأمة العربية وبعد هذه العزلة الخليجية والعربية تقريبا..يجب على قطر الانصياع للبيان الخليجي المصري. ثانيا..لابد ان تعترف قطر ان هذه المشكلة تمثل الأساس في استراتجية دول الخليج وهي حق حماية الأمن القومي لهذه الدول. أما بالنسبة للجولات المكوكية لوزير الخارجية القطري والتدخل الروسي التركي لحل القضية الخليجية..كانت روسيا قد أكدت على أنها مستعدة للتدخل لحل المشكلة القطرية مع دول الخليج.. ذلك لأن مصالح مصالح روسيا وإيران مشتركة مع قطر ، ولكن أتمنى ان لاتتدخل روسيا في هذه المشكلة لأنها ستزيده توترا والدليل التدخل الروسي في سوريا وست سنوات عجاف. وفيما يخص تركيا وهل يمكن أن تلعب تركيا دورا مهما في حل هذه الازمة؟ هناك مشكلة إيواء الحكومة التركية لبعض الأسماء المطلوبة والمذكورة في البيان الخليجي عن بعض الجماعات المتطرفة. أخيرا..إلى متى سيبقى التعنت القطري..وهل ستتمكن قطر بعيدة عن الحضن الخليجي لفترة طويلة؟ في تقديرنا أن الارهانات خاسرة وسوف تعود قطر إلى الحضن الخليجي والعربي بأسرع وقت.
مشاركة :