عمان - قال معارضون وشهود إن مسلحين تدعمهم تركيا خاضوا قتالا في ما بينهم الأحد في مدينة الباب السورية في أول اقتتال بين مسلحي المعارضة منذ انتزاعهم في فبراير/شباط السيطرة على المدينة هذا العام من تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد. ويأتي الاقتتال بين الفصائل التي تدعمهم تركيا بعد ايام من اشتباكات دموية في معرة النعمان بين جماعات متشددة تدعمها قطر. ولم تتضح أسباب الاقتتال، لكن مصادر ترجح أن يكون الأمر على علاقة بالتقارب التركي القطري في الوقت الذي تواجه فيه الدوحة عزلة غير مسبوقة وفي ظل اتهامات لقطر بالتسبب في انقسامات بين فصائل المعارضة بسبب ازدواجية موقفها حيث تقيم علاقات سرا مع إيران الداعمة الرئيسية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد وتدعم ايضا جماعات اسلامية سنّية متطرفة تقاتل الأسد والفصائل السورية المعتدلة. كانت تركيا أرسلت طائرات حربية ودبابات ومدفعية إلى سوريا في اغسطس/اب لدعم مقاتلي المعارضة من العرب السنّة في عملية وصفت باسم درع الفرات والتي استهدفت إبعاد الدولة الإسلامية والقوات الكردية عن حدودها. وقال ساكن جرى الاتصال به إن المجلس العسكري الذي يسيطر عليه الأتراك ويدير المدينة أقام نقاط تفتيش في المدينة التي بدأ آلاف الأشخاص يعودون إليها في الشهور الماضية مع عودة الخدمات الأساسية تدريجيا. وقال مصدر آخر بالمعارضة إن الاشتباكات العنيفة أسفرت عن سقوط عدد من القتلى وعشرات الجرحى. ويمثل الاقتتال بين مسلحي المعارضة نقطة ضعف كبيرة في الثورة ضد حكم الرئيس بشار الأسد منذ أيامها الأولى إذ انقسمت فصائل المعارضة على أساس فكري والصراع المحلي على النفوذ. وخلال الأيام القليلة الماضية اندلعت اشتباكات مميتة أيضا في بلدة معرة النعمان في محافظة إدلب بشمال غرب البلاد بين جماعة تحرير الشام التي تضم جماعات متشددة بقيادة جناح سابق لتنظيم القاعدة وبين جماعة تابعة للجيش السوري الحر المدعوم من الغرب. ويعتقد أن التمويل القطري لجماعات متشددة في سوريا أربك حسابات المعارضة السورية المعتدلة التي فقدت الكثير من مناطق سيطرتها ازاء تقدم الجيش السوري النظامي المدعوم من إيران وميليشيات شيعية أبرزها حزب الله اللبناني الذي يقيم علاقات جيدة مع الدوحة. كما أن انحياز قطر لإيران الذي تكشف في الفترة الأخيرة قد يكون أثر على قدرة الفصائل المعتدلة في مواجهة دمشق وحلفائها.