لوس أنجلوس تايمز: واشنطن لن تسامح قطر إذا كانت تمول الإرهاب

  • 6/11/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن: «الخليج» قطعت خمس دول عربية علاقاتها مع قطر بسبب الإرهاب وإيوائها متشددين. وفي إطار ما عرف باسم«الشرق الأوسط الجديد» المصطلح الذي أطلقته كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، ظهرت قطر لاعباً مؤثراً على صعيد المنطقة وهي واحدة من دول العالم الغنية. وقد وطدت نفسها كواحد من اكبر داعمي «الربيع العربي» ومؤيد لـ «الديمقراطية» خارج حدودها. لكن وراء كل ناطحات سحابها ومراكز تسوقها الحديثة تكمن حقيقة مظلمة وهي أن هذه الدولة بقيادة عائلة آل ثاني باتت أكبر ممول للإرهاب، بحسب صحيفة «لوس أنجلوس تايمز».فبعد أسبوع واحد من استقبالها وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس في إبريل/ نيسان الماضي استضافت الدوحة مؤتمراً لزعماء حركة حماس، وأسرة آل ثاني تغدق المال على هذه المنظمة الإرهابية كل عام حيث حولت لها العام الماضي 31 مليون دولار وسوف تحول 100 مليون أخرى لقطاع غزة.ويدير زعماء الغرب عموماً ظهورهم لهذه الأنشطة ولتجاوزات قطر في مجال حقوق الإنسان. ومن بين المستفيدين من الدعم المالي القطري أيضا جماعة الإخوان المسلمين الحاضنة الشرعية لحماس. وقد أمدت قطر هذه الجماعة بمليارات الدولارات ومنحت الملاذ الآمن لقياداتها. وكانت الدوحة من أقوى الداعمين لمحمد مرسي الرئيس المصري المعزول. وأكثر من تستضيفهم قناة الجزيرة القطرية هم من زعامات تلك الحركة الذين ينشرون العداء للغرب في أوساط مؤيديهم الذين زادوا عن 60 مليوناً.وكانت قطر الداعم الرئيسي للجماعات المتشددة في الحرب السورية وتقدر المبالغ التي أنفقتها قطر على هذه الجماعات بنحو مليار دولار وهناك مصادر مقربة من الحكومة القطرية تقول إن المبلغ 3 مليارات دولار. وتؤمن قطر تمويل شحنات الأسلحة لعدد من الحركات منها أحرار الشام المرتبطة بالقاعدة. وتقاتل هذه الجماعة إلى جانب جبهة النصرة التي حاول تميم بن حمد حاكم قطر استبعادها من القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية.وفي حركة علاقات عامة ذكية، مولت قطر مراكز دراسات وأبحاث غربية بمئات الملايين من الدولارات لدحض اتهامات دعم المنظمات المتشددة في سوريا ونفي تهمة الإرهاب عنها. وتحاول تحييد جبهة النصرة وأحرار الشام في النزاع السوري بدعوى أنها تقاتل فقط لإسقاط نظام بشار الأسد. وقد قبلت بعض الزعامات الغربية هذا المنطق. اما ألمانيا فلا تزال تتهم قطر بدعم داعش.أما تعاون قطر مع إيران فيثير حفيظة جاراتها الخليجيات التي تشكل تحالفا لمواجهة تدخل الأخيرة في شؤونها الداخلية. لكن تميم بن حمد قال «قطر قوة إقليمية لا يمكن تجاهلها وليس من الحكمة إثارة المشاكل معها. وهي قوة مهمة في استقرار المنطقة». كما وصف حماس وحزب الله بأنهما منظمتا مقاومة وأن حماس هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.وقد تجاهل زعماء الغرب الدور المشبوه لقطر خارج حدودها مثلما تجاهلوا تجاوزات حقوق الإنسان داخلها. ولعل ذلك مرده بشكل رئيسي للدور الذي تلعبه قاعدة العديد في مساعدة التحالف ضد الإرهاب. لكن ثمن الشراكة مع قطر سيكون باهظا في حال استمرار تلك الشراكة وبعد أن قطعت عدة دول عربية علاقاتها معها ينبغي على حكومة الولايات المتحدة أن تحدد موقفها فقد تمادت قطر كثيرا في لعب دورها المزدوج في السياسة الخارجية.

مشاركة :