قالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» إن دول مجلس التعاون الخليجي التي قاطعت قطر لن تتنازل عن مطالبها المتعلقة بكف الدوحة عن تمويل الجماعات المتطرفة وإيواء الإرهابيين في المنطقة، وإعادة هيكلة قناة الجزيرة الفضائية التي أصبحت منبراً للتطرف والمعارضين في الشرق الأوسط.وأوضح عمر محمد، المحلل الاستراتيجي في حكومة البحرين: «إنها أزمة جوهرية، ولن تتراجع السعودية والإمارات والبحرين هذه المرة عن مطالبها، لأن خسارتها تعني تقويض ما حققه مجلس التعاون الخليجي من إنجازات مذ تأسيسه في العام 1981».وأضافت الصحيفة الأمريكية أن قطر شكلت تحدياً بالنسبة لجيرانها العرب من خلال سياساتها الخارجية المتناقضة، حيث تربطها علاقات بإيران، وكذلك الولايات المتحدة من خلال استضافتها لنحو 10 آلاف جندي أمريكي في قاعدة العديد.وفي العام 1995 استولى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على السلطة في انقلاب أبيض على والده، وبدأ بعد ذلك بتشكيل نفوذه من خلال إبرام تحالفات استراتيجية مع إيران، وعقد صفقات تجارية مع إسرائيل، ناهيك عن بناء قاعدة جوية للجيش الأمريكي. وسعت قطر للاستفادة من انتفاضات ما يسمى ب «الربيع العربي» في العام 2011، وفرض نفسها كقوة سياسة في المنطقة، كما تعاونت مع تركيا لدعم الحركات المناهضة للحكومات في مصر وليبيا وتونس. وتوقع عمر محمد أن ترضخ قطر في نهاية المطاف للمطالب الخليجية، وذلك لأن المحور الذي تقف فيه حالياً هو جزء من التحالف التركي الإيراني، لذا فإن خروجها من دول مجلس التعاون الخليجي أمر غير مجدٍ ويضر بمصالحها على المدى الطويل. وأضاف أن على قطر إدراك أن هذا الأمر ليس محاولة للسيطرة على سيادتها كما تدعي، بل العكس من ذلك، حيث ترغب دول مجلس التعاون الخليجي بشدة في عودة قطر إلى الصف، ومن هنا فإن مصلحة قطر الاستراتيجية هي العدول عن سياساتها والعودة إلى الصف عاجلاً، وليس آجلاً».
مشاركة :