ألمان يمتنعون عن الشوكولاتة والقهوة في رمضان

  • 6/11/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة (الاتحاد) تبلغ نسبة المسلمين في ألمانيا أكثر من خمسة ملايين نسمة، من جنسيات مختلفة، إلا أن الأتراك يشكلون النسبة الأكبر منهم، ويتمتع المسلمون في تلك الديار بهامش من الحرية لا بأس به، حيث يسمح لهم القانون بممارسة واجباتهم الدينية، والتعبير عن معتقداتهم وأفكارهم. واللافت، أن عدداً من الألمان يحرصون على الامتناع عن القهوة والشوكولاتة تضامناً مع صيام المسلمين. وتستقبل الجاليات الإسلامية شهر رمضان بالحفاوة والترقب والانتظار، ويعتمدون على وسائل الإعلام في ثبوت هلال رمضان، إذ قلما يخرج أحد من المسلمين هناك لالتماس رؤية الهلال، والأعجب من ذلك أن كثيراً من الجاليات الإسلامية هناك تعتمد في بدء صيامها والانتهاء منه، على رؤية البلد الذي تنتمي إليه، أو المراكز الإسلامية التي تتبع لها، ولا تكترث بما وراء ذلك، الأمر الذي يكرس الفرقة والاختلاف بينهم. ولا تطرأ على حياة المسلمين المقيمين في هذا البلد تغيرات تذكر خلال شهر الخير، نظراً لطبيعة الدولة التي يقيمون فيها، فوتيرة الحياة اليومية تستمر على حالها، ويمارس المسلمون أعمالهم بشكل اعتيادي، وكل ما يختلف عليهم وقت تناول الطعام فحسب، لكنهم يحافظون على السحور، إذ هو بمثابة وجبة الفطور المعتادة عندهم. ووجبات الإفطار في رمضان ليس فيها ما يميزها عن غيرها من وجبات الغداء في الأيام المعتادة، لكن تحرص كل جالية على صنع ما اعتادته من الطعام في بلادها، إحياء لذكرى الأوطان، وتذكيراً بالأهل والأحباب، ويُعد الإفطار الجماعي بين الجاليات الإسلامية في بلاد الغربة ملمحاً بارزاً خلال الشهر الكريم، إذ يحرص المسلمون في هذه المناسبة على الالتقاء والتعارف لتوطيد العلاقات الأخوية بينهم. وربما لا تسجل المراكز الإسلامية والمساجد في ألمانيا نشاطاً يُذكر في هذا الشهر، فهي تستمر على عادتها في إقامة درس أسبوعي كباقي الأيام في غير رمضان، ويستثنى من ذلك بعض الزيارات التي يقوم بها أهل العلم إلى تلك الديار، ثم يمضي رمضان على المسلمين، كما تمضي باقي الأيام والليالي، ويؤدي المسلمون في ألمانيا صلاة التراويح جماعة في المراكز الإسلامية، وقلما نجد حضور النساء في تلك الصلاة، فلا يخرج إلا القليل منهن للصلاة في المسجد، غير أن مسلمي ألمانيا يحتفلون أشد الاحتفال بليلة القدر، ليلة السابع والعشرين من رمضان، لذلك يجتمعون في المساجد بكثرة في تلك الليلة، ويؤدون صلاة التراويح جماعة، ويعكفون على تلاوة القرآن الكريم فرادى وجماعات، ويحيون ليلتهم إلى أن يطلع الفجر. ومع اقتراب شهر رمضان من نهايته، يُخرج المسلمون صدقات أموالهم، وزكوات إفطارهم، وأحياناً يقيمون بعض موائد الإفطار، يدعون إليها الفقراء والمساكين، وتتولى عادة المراكز الإسلامية جمع تلك الزكوات، وتوزيعها على المستحقين. ويسعى المسلمون المقيمون في ألمانيا إلى تعويض هذه الأجواء الجماعية التي تميز الدول الإسلامية في شهر رمضان من خلال تحضير إفطارات جماعية للأسرة والأصدقاء، وهناك مطاعم كثيرة تغير أسلوب تقديم الطعام وتوفر إفطاراً للصائمين، ويتبرع المسلمون والعرب من أصحاب المحال الكبيرة أو الأغنياء بوجبات، ومع ارتفاع عدد أفراد الجالية المسلمة يزداد انتشار موائد الرحمن خلال رمضان، لتفادي الوحدة وهي تمنح أجواء روحانية وعائلية. وهناك صوم من نوع خاص يمتنع فيه بعض الألمان عن تناول القهوة تماماً مشاركة منهم لأصدقائهم المسلمين في صيام رمضان، كما يحاول البعض الامتناع عن الشيكولاتة بجانب القهوة، وكذلك فإن بعض الزوجات غير المسلمات يقررن الامتناع عن الطعام والشراب تماما من طلوع الشمس وحتى غروبها احتراماً لمشاعر أزواجهم المسلمين.

مشاركة :