لكم استمعنا إلى المشاكل المحزنة ممن نحبهم، ولكن أحرقت قلوبنا بساطة الأمور المؤسفة التي نقف أمامها أحياناً عاجزين، أحاديثهم تؤلمنا تجعلنا في أسوأ حالاتنا، وتجعلنا في حيرة لا ندري ما العمل، وعلى الأرجح سنبادر بإسداء النصائح في أقصى سرعة.بما أننا نحبهم ونهتم لأمرهم سنبادر بإسداء النصائح التي نراها ملائمة ومفيدة، وهذا أمر طبيعي لأننا نحبهم ونهتم بهم، ونقوم بذلك بحسن نية محاولين مساعدتهم على حل مشاكلهم، لكن احذر من أن تقوم بذلك.ابتعد كل البعد عن إسداء النصائح، فلا تعلم قد تكون تلك النصيحة سيئة، وبالتالي ستعاني من عواقبها، أو قد تسبب الضرر بدلاً من الإفادة، حينها ستشعر بتأنيب الضمير.إن إسداء النصائح كفيلة بأن تقلل من شأن من تحب مهما كانت طريقتها في اللباقة والكياسة وإن كانت صائبة، فأنت بذلك تُشعرهم بالنقص من حيث العقل والتفكير في حل المشكلات، بدلاً من مساندتهم.قد يكون هدفك من وراء النصيحة منحهم السعادة لكنك في الحقيقة تفعل عكس ذلك، فأنت تسلبهم القدرة على التفكير وتطوير الاعتناء بأنفسهم، فهم قد يتبعون النصيحة فقط دون إدراك وبالتالي يلغون التدريب المطلوب للمساعدة في حل مشكلاتهم بأنفسهم.هل شعرت مسبقاً بالسيطرة والتحكم عندما يسدي أحدهم النصيحة؟ إني على يقين أنك شعرت بذلك، لأن النصيحة تعطي انطباعاً بالأمر حتى وإن لم تُستخدم كلمات الأمر والإلزام، كذلك تجعلنا بين أمرين أحدهما أسوأ من الآخر، إلا أننا ملزمون بواحد منها، فإما أن نقبل النصيحة ونشعر بذلك أننا مدينون لهم بالمساعدة أو ألا نتبع نصيحتهم فنجعلهم يشعرون بالاستياء من المحاولة.لذا ابتعد عن إسداء النصائح حتى وإن طلبت منك، فقد تُطلب منك لأسباب أخرى غير المساعدة، فقد يكون كسولاً ولا يريد تحمل مسؤولية مشكلته أو قد يبحث عمن يلومه في حال اتخاذه قراراً خاطئاً، فابتعد عن الشر ولا تنصح.sahar.gh.b.a@hotmail.comInstagram: @saharbnali
مشاركة :