لم تفلح نداءات الاستغاثة القطرية التي وجهتها الدوحة إلى إيران في تعويض متاجرها من المواد والمنتجات الغذائية، بعد أن خلت تلك المتاجر من البضائع، والتي كانت تعتمد في الأساس على السعودية والإمارات في إمدادها بما تحتاج إليه من مواد، لأنها توقفت تنفيذا لقرار المقاطعة الخليجية الذي اتخذته الرياض وأبوظبي والمنامة بسبب الدعم المتواصل التي تقدمه قطر للجماعات الإرهابية وتبنيها خطاً مناوئاً تماماً للخط الذي وضعته دول التعاون حفاظاً على أمنها وخدمة لشعوبها.فقد أعلن المتحدث باسم شركة الطيران الإيرانية لوكالة «فرانس برس» أن طهران أرسلت خمس طائرات من المنتجات الغذائية إلى قطر بعد الحظر الذي فرض على هذه الدولة الخليجية الصغيرة من قبل السعودية والإمارات والبحرين.وقال الناطق شاهرخ نوش آبادي: «حتى الآن أرسلت خمس طائرات تنقل كل منها حوالى تسعين طنا من المنتجات الغذائية والخضار إلى قطر»، موضحا أن «طائرة سادسة ستقلع اليوم». وأضاف: «سنواصل عمليات الإرسال هذه طوال طلب قطر لذلك»، بدون أن يوضح ما إذا كانت هذه الشحنات مساعدات أو صفقة تجارية.من جهة أخرى، قال محمد مهدي بنشري، مدير مرفأ دير في جنوب إيران إن «350 طنا من المواد الغذائية تم تحميلها أيضا على ثلاث سفن صغيرة». ويقع مرفأ دير في محافظة بوشهر الواقعة مقابل قطر تماما.ولم تفلح التطمينات التي أطلقتها الحكومة القطرية للسكان عقب فرض السعودية حصاراً غذائياً على الدوحة، في حدوث حالة من الهلع والذعر لدى المواطنين والمقيمين على السواء ولم تحل دون تشكل طوابير طويلة أمام المتاجر لتخزين المواد الأساسية خشية نقصانها في الأسواق.وتشكّلت العديد من الطوابير أمام سوبر ماركت كارفور في «سيتي سنتر الدوحة»، أحد مراكز التسوق الرئيسية في العاصمة القطرية، وقام المتسوقون بملء العربات والسلال بمختلف البضائع، وخلت بعض الرفوف من المواد الأساسية مثل الحليب والأرز والدجاج. وتستورد قطر السلع مثل الدجاج من السعودية، وسارع السكان المحليون إلى مواقع التواصل الاجتماعي الاثنين للشكوى من أنهم سيضطرون من الآن فصاعدا إلى تناول الدجاج العُماني.ومن المتوقع أن يكون قطاع الصادرات هو الأكثر تضررا في الاقتصاد القطري، وهي تشمل الآلات والأجهزة الإلكترونية والماشية التي تنقل برا إلى السعودية. وطبقا للأمم المتحدة فإن قيمة الصادرات القطرية إلى السعودية بلغت 896 مليون دولار في 2015. كما أن قطع العلاقات يضر بقطاع الخدمات الذي يشمل الفنادق وسائقي سيارات الأجرة في الدوحة.ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر قطري قوله: «نحن نتفاوض مع تركيا ودول أخرى لحل هذه المشكلة». ووفقا له، ستسلم الشحنات للدوحة عبر رحلات الخطوط الجوية القطرية. وقال المصدر إن بلاده تعاني نقص المواد الغذائية، وإن مخزونات الحبوب لن تكفي البلاد سوى 4 أسابيع. وكان رضا نوراني، رئيس الجمعية الإيرانية لاستيراد المنتجات الزراعية، قد أبدى استعداد بلاده لتصدير جميع أنواع المنتجات إلى قطر.ودفعت حالة التكالب على شراء المواد الغذائية لدرجة إلى خلو الأرفف في المتاجر، وبحسب بيانات قطرية رسمية فإن 70% من واردات قطر تأتي من السعودية والإمارات. وإذا ظلت الحدود مغلقة على الدوام فهناك مخاوف من أن تعاني قطر من عجز في توفير العديد من المنتجات، حيث ستضطر إلى الاعتماد على الطرق البحرية أو الجوية بالكامل في تدفق البضائع، وهو ما يمثل تحديا لوجستيا لها.(وكالات)
مشاركة :