بقلم - رئيس التحرير : وانكشف الغطاء عن صحفيي الغفلة، وآكلي فتات الموائد، الذين ينبحون بقدر ما يُطعمون ويقبضون، زينوا الباطل وجملوه، وقلبوا الحقائق، وسنوا أقلامهم المسمومة وأخرجوا ألسنتهم الطويلة المعوجة ذماً لقطر ومساساً برموزها وشعبها، لمجرد أنها تمسكت بثوابتها ورفضت الوصاية عليها، والتفريط في سيادتها باعتبار ذلك خطاً أحمر لا يقبل النقاش. هاجم صحفيو الظلام وكتاب الإفك، قطر بلا سبب مقنع ودون سند ومبررات، وكالوا لها الاتهامات بدعم الإرهاب، وحرضوا على حصارها وهللوا لتفريق الأسر التي جمع بينها الدين أولاً قبل الروابط الدنيوية المشتركة، وترويع الآمنين وتوتير المنطقة والإساءة للعلاقات الأخوية التي رواها الأجداد والآباء حتى نمت وكبرت بالحب والود وبدموع الفرح الذي عاشوه آنذاك رغم مشقة الحياة وقسوة الظروف. وعندما تحقق لهم ما أرادوا وأوقعوا الفأس على الرأس وقبضوا الدراهم والريالات وغيرها من العملات المختلفة، طمع المرتزقة أكثر، فراحوا يصبون الزيت على النار وينفخون في طبول الحرب، لأن الأوضاع الراهنة هي سوقهم وتأجيج المشاعر والأزمات ضد قطر هي تجارتهم، لكنها تجارة بايرة وكاسدة، والباعة متجولون والرأي العام واع بما فيه الكفاية من أن يشتري هذه البضاعة المزجاة. حرضوا على حصار أهل قطر وألبوا وطالبوا بمقاطعة كل ما هو قطري ومن له علاقة بقطر حتى ولو كان مقيماً!!. وما يثير الاستغراب أن هؤلاء الموتورين بقطر، لم يحرضوا على حصار إيران أوإلى قطع العلاقات معها، ومنع زيارتها أو توجيه بذيء القول وغثاء الكلام لها، بل دفعهم وسادتهم الحقد والغيرة من قطر لمكايدتها وتقطيع الصلات معها. لم تحتل قطر جزر الإمارات ولم تطلق النار داخل الحرم المكي ولم تحرق سفارة خليجية وليس لها رموز سياسية ودينية شيعية تحاول تنصيبها لتحكم، وكل ما فعلته قطر هو تهنئة رئيس إيران بتوليه فترة رئاسية جديدة في إطار العلاقات الطبيعية بين الدول، فاستنكروا عليها ممارسة سيادتها وأرادوا أن يجعلوها تابعاً كالقطيع يسير حيث سار الركب لا حيلة ولا رأي له. أيهما أشد وقعاً على النفس ومرارة على القلب، أن تبعث بتهنئة لإيران أم أن تقتطع إيران قطعة من فؤادك، عفواً من أرضك، وتحتل جزرك وتنتقص من سيادتك على ترابك الوطني ؟ أجزم وأقول إنه إذا حذف بند الجزر الإماراتية المحتلة من البنود الثابتة للقمم والاجتماعات الوزارية الخليجية والعربية، فلن تطالب بها دولة الإمارات العربية أبداً، لأنها تركتها ونسيتها عربوناً لروابطها الخفية القوية مع إيران. رغم كل ذلك طالبوا بمقاطعة قطر وحصارها وليس إيران، لكنني أطلب من صحفيي الشؤم والارتزاق أن يطالبوا الإمارات بمقاطعة استيراد الغاز القطري وتمزيق أي اتفاق مع قطر بهذا الخصوص، لن يستطيعوا بالفعل، لأن سيدهم يريد الغاز القطري، هو ينظر إلى المصالح ولا تهمه المبادئ، يحركهم جميعاً الغرور والحقد والغيرة من قطر السلام والأمان. وقطر بالطبع أمامها كل الخيارات ويمكنها أن تحول ليل أبوظبي ظلاماً وسواداً كسواد قلوب مستهدفيها، ولِمَ لا، والإمارات تستورد نحو 40 بالمائة من حاجتها للغاز من قطر. لكن قطر الشهامة والمروءة لن تنتقم ولن تقدم على مثل هذه الخطوة الموجعة التي بإمكانها فعلها، لأنها تعرف أن المتضرر الأول سيكون شعب الإمارات الشقيق، وأنها كما قلت سابقاً لا تؤمن بسياسة المقاطعة والفجور في الخصومة وبالأخص مع الأشقاء. وللعلم أن كل دول مجلس التعاون لديها علاقات اقتصادية وتجارية مع إيران، لكن الإمارات العربية المتحدة رغم احتلال جزرها والانتقاص من سيادتها، هي أكبر شريك تجاري مع إيران في المنطقة حيث تشير الإحصائيات إلى أنها تستأثر بأكثر من 80 % من التبادلات التجارية بين إيران ودول مجلس التعاون، وأن حجم التبادل التجاري بين البلدين يفوق حالياً عشرات المليارات من الدولارات،علاوة على مئات رحلات الطيران الأسبوعية والزيارات السياحية في وقت يعيش فيه حوالي نصف مليون إيراني في الإمارات !!! لماذا هذا الضحك على الناس ومحاولة استهبالهم باتهام قطر بإقامة علاقات مع إيران وبدعم الإرهاب؟. لماذا لا يتحدث صحفيو وإعلاميو الفجيعة عن مسلك الإمارات الذي تخفيه مع إيران خلافاً لما تبديه ؟ إنه النفاق بعينه، إنهم يتحاملون للأسف على قطر ويجاملون بعضهم، ويخدعون مواطنيهم على حساب المبادئ ويسحرون أعين الناس بالإعلام المارق والمرتزق لأجل المصالح والطموح السياسي. والمخجل أنهم يزعمون أن قطر تدعم الحوثيين في اليمن، فماذا يفعل بربكم نجل الرئيس المخلوع في الإمارات، لماذا اعتمدته أبوظبي سفيراً لليمن لديها؟! أليس هو النفاق بعينه .. انتبهوا.. فالشعوب واعية بما فيه الكفاية، ولن تنطلي عليها مثل هذه الممارسات المضللة، وأقسم أنه لو جرى استفتاء بالمنطقة أو قياس للرأي عنوانه المصداقية والشفافية في المواقف، لأحرزت قطر المرتبة الأولى ولسقط المكابرون المتاجرون بأقوات الناس ومعاناتهم واحتلوا ذيل القائمة. لن ننزلق ولن ننجر لمثل هذا الانحدار والمسلك المشين في التعامل مع الأشقاء والوقوف إلى جانب الظلم، ولن نقيم المنصات لعرض مثل هذه الفضائح، وليعلم الجميع أن قطر وبعد كل محنة وظلم يقع عليها، تخرج أكثر ثقة بنفسها وفي قيادتها الحكيمة، تنظر للمستقبل وهي قادرة على مواجهة التحديات وإدارة الأزمات التي للأسف تأتيها من أشقائها وجوارها الخليجي. إن قطر لا ولن تريد أبداً أن تخسر أشقاءها، وإن خيارها الاستراتيجي حتى قبل هذا التصعيد غير المسبوق خليجياً ضدها، هو الحوار الجاد الذي يفضي لحل الخلافات والمشكلات من جذورها واحترام الاختلاف والتباين في وجهات النظر وإزالة سوء الفهم بالحجة والإقناع والاقتناع وبالتي هي أحسن. تقول الحكمة: كثرة حسادك شهادة لك على نجاحك.. وإذا طعنت من الخلف، فاعلم أنك في المقدمة. دام عزك يا وطن
مشاركة :