من الأمور الفارقة عند متابعة مباراة كرة قدم خلف الشاشة هو صوت المعلق.. فطريقة الوصف واختيار المفردات تعد موهبة وإبداع.. والتحليل الجيد والرؤية الفنية للمباراة وتزويد المشاهد بمعلومات ثقافية وتاريخية رياضية بحضور متميز وأسلوب خاص أمرا يضيف لمتعة اللقاء. فالمعلق الرياضي الناجح دائما ما تجده متزن في طرحه وغير مجامل.. حيادي وواقعي ولا يتأثر بالميول أو الضغوط ولا يبالغ في المدح أو النقد ويبتعد عن التقليد أو الاصطناع.. يعرف كيف يستفيد من قدراته ومهاراته ونبرات صوته ويقسم جهده على فترات المباراة ويربط أحداثها بما لدية من معلومات.. وعلى معرفة تامة بالمباراة وأهميتها وظروفها وقيمتها الفنية والتنافسية.. وأن يكون دائما في أجواء المباراة بعيدا عن التدخل في مشاكل الأندية الحساسة وظروفها.. ويقوم بالتحضير للمباراة وجمع المعلومات والاستعداد لوصفها.. ولا يكرر العبارات والمعلومات التي يطرحها وأن لا يأخذ مشاهديه بعيداً عن أجواء اللقاء. وعلى الصعيد الشخصي علية أن يكون متجدد في عطائه وله طموح ويعمل على تطوير نفسه وزيادة ثقافته وأن يستفيد من تجاربه السابقة وأن يعزز حضوره وعلاقاته.. فالتعليق مهنة شاقة تتطلب الكثير من الجهد والتحضير والمتابعة والاستعداد والتواجد.. فمتعة المباراة سوف تختلف باختلاف المعلق.. فبعض المباريات وما يصاحبها من أحداث وإثارة قد تساعد المعلق المتمكن من أن يظهر بصورة متألقة وفي نفس الوقت هناك كثيرا من المعلقين من يفسد على المشاهد روعة وحماس وجمالية المباراة. المشاهد والمتابع اليوم أكثر وعي وثقافة وإلمام بقوانين كرة القدم ولديه خلفية عن الأندية واللاعبين ويستطيع قراءة المباراة فنيا.. لذلك فان المعلق الآن على المحك وفي مواجهة صعبة وتحدي قوي ومنافسه وهو بالإضافة لكونه معلق يصف المباراة فهو يقدم أيضا التحليل والتثقيف ويعطي رؤية فنية.. فعلية أن يكون الآن أكثر استعداد من أي وقت مضى.. فمن المعلقين من أصبح اليوم من نجوم الرياضة والإعلام وله شهرة واسعة وبصمة في عالم التعليق وشخصيته محببة في نفوس الجماهير وذلك للفارق الذي يتمتع به عن بقية زملائه. تويتر tariqsports@
مشاركة :