خبراء يرون أن منع الشركة القطرية من دخول المجالات الجوية ومطارات أكبر أسواقها المجاورة بات يهدد مكانتها وإيراداتها.العرب [نُشر في 2017/06/13، العدد: 10662، ص(11)]القطرية تفقد حصتها من سوق السفر دبي – تمكنت الخطوط الجوية القطرية من تحويل الدوحة إلى محطة نقل عالمية خلال بضع سنوات فقط، لكن الخبراء يقولون إن منعها من دخول المجالات الجوية ومطارات أكبر أسواقها المجاورة بات يهدد مكانتها وإيراداتها. ونجحت الخطوط القطرية إلى جانب منافستيها طيران الإمارات والاتحاد للطيران في اجتذاب قسم كبير من مسافري مرافق العبور (الترانزيت) معتمدة على الموقع الجغرافي لمنطقة الخليج بين الغرب والشرق. لكن قطع السعودية والإمارات والبحرين علاقاتها الدبلوماسية مع قطر قبل أسبوع، واتخاذ إجراءات طالت قطاع الطيران أصبح يهدد بفقدان الخطوط القطرية لجزء من حصتها في سوق التزانزيت، ولو مؤقتا. وشملت الإجراءات وقف الرحلات من وإلى الدوحة الأمر الذي أدى إلى إلغاء عشرات الرحلات اليومية واللجوء إلى مسارات أطول لتجنب المجال الجوي للسعودية والإمارات والبحرين. وقال أديسون شونلاند خبير الطيران في شركة “إير إنسايت” الأميركية إن الإجراءات “ستطال تكلفة وأوقات الرحلات وتضع قيودا على عمل الخطوط القطرية التي بدأت تلمس بالتأكيد انخفاضا حادا في أرباحها”. ويغطي المجال الجوي البحريني والإماراتي زاويتين مهمتين لانطلاق رحلات القطرية إلى الشرق والغرب. كما أن الطائرات القطرية عادة ما تقوم باجتياز المجال الجوي السعودي في طريقها إلى الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا الجنوبية.كايل بايلي: السعودية والإمارات أكبر الأسواق القطرية وفقدانهما يقلص عوائدها 30 بالمئة وليس أمام الطائرات القطرية سوى المجال الجوي الإيراني للوصول إلى أوروبا وتضطر للالتفاف حول أطراف شبه الجزيرة العربية من الجهة الجنوبية الشرقية لتجنب المجال الجوي السعودي. واضيفت مثلا ساعتان إلى رحلة الخطوط القطرية من الدوحة إلى مدينة ساو باولو في البرازيل. وبالنسبة للرحلات إلى شمال أفريقيا، فإن الخطوط القطرية أصبحت مجبرة على استخدام المجال الجوي الإيراني ثم التركي بدل المرور مباشرة فوق السعودية ومصر. لكن التأثير على الرحلات إلى أوروبا يبدو محدودا حيث تواصل الخطوط القطرية استخدام المجال الجوي الإيراني مع تعديل بسيط في مسار الرحلة لتجنب البحرين. وفتحت إيران مجالها الجوي أمام 100 رحلة يومية إضافية للخطوط القطرية، لتزداد بذلك الحركة الجوية فوق إيران بنحو 17 بالمئة. إن “مسارات رحلات الخطوط القطرية وكمية استهلاك الوقود ستتغير وتزداد نتيجة للمقاطعة”. ويرى شونلاند أن ازدياد أوقات الرحلات سيقلص أعداد الركاب ويؤدي إلى تراجع حجوزات المسافات الطويلة، فلا أحد يرغب في البقاء لوقت أطول على متن طائرة”. وبحسب مركز “كابا” الذي يحلل بيانات الطيران فإن 90 بالمئة من ركاب الخطوط القطرية هم من مسافري الترانزيت. ويقول خبير الطيران كايل بايلي إن السعودية والإمارات أكبر سوقين للخطوط القطرية وفقدانهما سيكون عاملا مدمرا ويحرمها من نحو 30 بالمئة من عائداتها. يرى الخبراء أن القسم الذي ستفقده الخطوط القطرية من حصتها من مسافري الترانزيت سيعود بالفائدة على طيران الإمارات والاتحاد للطيران اللذين سيكونان جاهزين لاستقطاب هؤلاء الركاب. وقال بايلي “لا شك في أن طيران الإمارات والاتحاد ستحصدان الفوائد كما أن ازدياد الطلب على رحلاتهما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار التذاكر”. ورغم ذلك، يتوقع أن تفقد الشركتان إضافة إلى شركات أخرى أعلنت التزامها بالإجراءات وبينها فلاي دبي والعربية للطيران عائدات الرحلات إلى الدوحة، لكنها تبدو ضئيلة بالمقارنة. وذكر تحليل لمركز كابا أنه “سيكون هناك عدد قليل من الرابحين جراء الإجراءات التي تطال الخطوط القطرية، معتبرا أنها ليست في صالح سمعة الطيران في الخليج بشكل عام”.
مشاركة :