يستمر تحالف قوات سوريا الديموقراطية بالتوغل أكثر في مدينة الرقة معقل تنظيم داعش الإرهابي من الشرق، حيث وصل إلى أسوار المدينة القديمة بعد أن استعاد السيطرة على حي الصناعة. وقال أحمد محمد المسؤول الإعلامي في قوات سوريا الديموقراطية إن التحالف وصل إلى أسوار المدينة، لكن لا تزال هناك اشتباكات عنيفة ولم يتم تأمين المنطقة بالكامل بعد. والمدينة القديمة تقع إلى الشرق من وسط الرقة وهي عبارة عن حي من المساكن العصرية توجد على جانبيه أسوار حصينة شيدتها دولة الخلافة العباسية في القرن الثامن؛ إذ اتخذت من الرقة في يوم ما عاصمة لها. وقال سكان إن منطقة المدينة القديمة تتعرّض لقصف مكثّف. وكان «داعش» استعاد شوارع خسرها ليل الإثنين/ الثلاثاء، منها شارع 23 شباط وشارع سيف الدولة والمنصور وسط المدينة، ودفع قوات قسد إلى التراجع الى منطقة السور الاثري على اطراف حي الصناعة، بعد الالتفاف عليهم من جهة نهر الفرات. وقال سكان إن عدداً كبيراً من قوات «قسد» سقط بين قتيلٍ وجريح وأسيرٍ لدى «داعش». واقتربت قوات «قسد»، من الفرقة 17 شمال شرق الرقة، بعد سيطرتها على معمل السكر القريب في المنطقة والقريب من الإسكان العسكري، وفق ما ذكرت غرفة عمليات «غضب الفرات». كما تجري اشتباكات من الجهة الشمالية باتجاه الفرقة، من ناحية بلدة الأسدية. وكان التنظيم الإرهابي سيطر على «الفرقة 17»، وكان أكبر معاقل قوات الأسد في محافظة الرقة، تموز 2014، واستحوذ حينها على آليات وأسلحة ثقيلة. وتبعد الفرقة حوالي كيلو مترين عن مدينة الرقة. وأعلنت «قسد» عن اكتشاف شبكة أنفاق في حي المشلب (شمال شرق الرقة)، ونشرت غرفة عمليات «غضب الفرات»، صورًا قالت إنها للأنفاق في حي للمشلب. إلى ذلك، برر التحالف الدولي ضد «داعش» استخدامه الفوسفور، معتبرا أنه يُسمح باستخدام طلقات الفوسفور الأبيض، للتعيين والإخفاء والتعليم، بطريقة تراعي بشكل كامل الآثار الجانبية على المدنيين والمباني المدنية. وتتحرّك فصائل «قسد» نحو الرقة، إلى جانب مجلس دير الزور العسكري، وقوات النخبة، ومغاوير حمص، ولواء ثوار الرقة، وغيرها من الفصائل العربية والعشائرية في المنطقة. في غضون ذلك، تستمر الاتصالات السرية بين الأميركيين والروس لتأمين مناطق خفض التوتر في سوريا، وقال ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي إن من المرجح إجراء جولة جديدة من محادثات السلام المتعلّقة بسوريا في «أستانة» في أوائل يوليو المقبل. «الممر الإيراني» في سياق منفصل، قال مصدر رفيع بوزارة الدفاع الأميركية إن «البنتاغون» على اطلاع تام بوصول ميليشيات مدعومة إيرانياً إلى الحدود السورية العراقية، وفتحها ممرا مع الحدود العراقية. وأوضح المصدر، للأناضول، مفضلاً عدم ذكر اسمه أن الميليشيات، وصلت إلى حدود البلدين من مناطق سيطرة قوات الجيش الحر، المدعومة أميركياً. وتابع المصدر: «يمكن لقوات النظام وحلفائه تنفيذ عمليات في أي مكان بسوريا، ما لم تشكل تهديداً علينا وعلى القوات التي ندربها في معسكر التنف ضد تنظيم داعش». ولفت إلى أن بلاده لا تسعى للاحتفاظ بموطئ قدم لها في المنطقة، وأن الولايات المتحدة لا تنفذ عمليات من أجل كسب قطعة أرض في المنطقة. لكنه استدرك بالقول إن إيران لها تأثير من شأنه «عدم الاستقرار» في المنطقة. وشدّد على أن «فتح القوات الموالية للنظام المدعومة من إيران ممراً بين الحدود السورية العراقية لا يشكل مصدر قلق للبنتاغون في الوقت الراهن». وكانت وكالة تسنيم الإيرانية نشرت صوراً لقاسم سليماني، قائد فيلق «القدس»، برفقة قوات من ميليشيات «لواء فاطميون» الأفغاني، وهم على الحدود السورية ــــ العراقية. وفي سياق متصل، قال القائم بالأعمال في السفارة العراقية في دمشق رياض حسون الطائي إن التنسيق مستمر بين الجيش العراقي والنظام السوري «لتغطية جميع المناطق الحدودية بين البلدين». واعتبر الطائي أن «منطقة التنف من أهم المناطق بين العراق وسورية، وحاليا تمت السيطرة على المناطق التي تقع شمال منطقة التنف». وأشارت وسائل إعلام سورية إلى أنه تم فتح الطريق على الحدود، وبدأت الشاحنات بالعبور بعد إزالة الساتر الترابي.
مشاركة :