«الطاهيات من المنازل» يبحثن عن مكان «تحت الشمس»

  • 8/6/2013
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لم يعد الطبخ هواية محصورة بين جدران مطبخ فئة من السيدات، بل أصبح حاجة يتعاملن بها خارج أسوار منازلهن من خلال طرق مبتكره لكسب العيش، وبأيديهن يفتحن آفاقا من العمل الشريف الذي ينتظر دعم المسؤولين والجهات المعنية لمنحهن تراخيص تفتح نوافذ رزق في تلك الجدران. الاقتصادية تقف خلف هؤلاء السيدات في بحثهن عن الرزق، وإيصال ما يقدمنه من عمل للمسؤولين في سبيل منحن حقهن في العمل بشكل نظامي. وحول هذا الموضوع، قالت إحدى الطاهيات من المنزل (أم إبراهيم) وهي في أواسط الأربعينيات مطلقة ولديها عدد من الأبناء: عندما تم طلاقي لم يكن لي مورد رزق إلا الضمان، وهو بالكاد يكفي لمعيشة ثمانية أشخاص فأردت أن أوفر في المصاريف، ولجأت لطهي الطعام لأبنائي من بقايا الأطعمة وهي ليست فكرة جديدة علينا، إنما هي إعادة تصينع الطعام المستخدم، وذلك بإعادة طبخه بطريقه جديدة وإخراجه بمذاق جديد، مع الاستفادة من بعض الأطعمة الجافة التي انتهت مدة صلاحيتها للزينة مثل اللوبيا الجافة والمعكرونة والذرة والحمص في تزيين ديكور المطبخ. وبينت أنها حصلت على شهادات شكر من عدة جهات حكومية ومراكز تابعة للشؤون الاجتماعية ومكاتب التوجيه، مشيرة إلى أنها عندما وجدت أن مهارتها في الطبخ ازدادت، حفزها ذلك على اتخاذه مورد رزق، فقررت أن تطبخ وتبيع للآخرين بمواد طازجة تقوم بشرائها من محال تتعامل معها باستمرار، وأوضحت أنها لجات للضمان الاجتماعي لتمويلها ضمن الأسر المنتجة، ولكنهم طلبوا منها عمل بوفيه كامل لموظفات المكتب للتعرف على مهارتها في الطبخ، فقامت بذلك، ومع الأسف لم تحظ بالتمويل بحجة عدم انطباق الشروط عليها، وتابعت: حينها توقفت عن مشروع الطهي من المنزل، وإن كنت أفكر في العودة إليه مرة أخرى عندما أجد الدعم الكافي. من جهتها، أوضحت أم عبد اللطيف التي لديها مؤسسة لولوه لتجهيز المناسبات أنها بدأت الطبخ منذ سبع سنوات وكانت البداية طهي الأكلات الشعبية البسيطة وأنها بقيت نحو ثلاث سنوات تعرضت خلالها للربح والخسارة وبعدها قامت بإنشاء مؤسسة لتجهيز المناسبات فقط دون الطبخ للطلبات الخارجية، وتابعت: لدي كثافة على الطلبات من قبل رمضان وخلال الشهر، ويكون الطلب في العيد أكثر على التعتيمية الحجازية الذي يقابله الديكور النجدي، والتعتيمية عبارة عن 24 نوعا من النواشف والفول والعدس وسوبيا إلى جانب الطبخات الشعبية. وحول الصعوبات التي واجهتها في عملها ذكرت أنها تقدمت بطلب الحصول على ترخيص لفتح مطعم بعمالة نسائية ولكنها صدمت بنظام منع استقدام النساء العاملات إلا للعمالة المنزلية، وأضافت: هناك سعوديات كثر تقدمن لي بطلب وظائف مشرفات، وبصراحة وجدت الراحة بالعمل معهن والثقة التامة، ولكن يوجد بعض الصعوبات مثل أن لديهن أطفال، إضافة إلى عدم وجود مواصلات، خاصة أن العمل يمتد حتى ساعات الفجر الأولى، وما زلت في بداياتي ولا أستطيع توفير حاضنات ومواصلات. أما أم مشاري إحدى الطاهيات من المنزل فقالت: بدأت الطبخ من المنزل من نحو ثماني سنوات للمساهمة مع زوجي في نفقات المنزل، وبدأت مع الأهل والأقارب، وحينما لمست منهم التشجيع اتجهت إلى التعامل مع عدد من الجهات، وكانت أول طلبية خارجية كبيرة لمناسبة أقيمت في أحد الفنادق الكبرى، وانتقلت بعد ذلك للطبخ في المواسم عن طريق أحد متعهدي المناسبات، حيث يتعامل مع طباخات سعوديات، وأيضا أعمل لحسابي في المواسم مثل رمضان والعيد. ونصحت السيدات اللاتي يعملن في هذه المهنة أن يتحلين بالصبر وبرودة الأعصاب والأمانة والاتكال على الله والفطنة والحرص، لأنها تعرضت للنصب مرتين وكلفها الأمر قرابة عشرة آلاف ريال من سيدات طلبن أكلات بكميات كبيرة، ولكن مع الأسف الأولى رفضت تسلم الطلبية لأنها تأخرت ربع ساعة فقط، والثانية أغلقت جوالها وكان مصير الطلبيتين الأسر المحتاجة. وأضافت أم مشاري: عندما أردت الحصول على ترخيص العمل من المنزل فتحت سجلا تجاريا - تجارة عامة على أن يكون الطهي جزءا منه، واتجهت للحصول على الترخيص فطلب مني أن أقوم بتجهيز مكان، فأخذت أبحث عن شقة أو فيلا لتكون مكان معمل الطبخ، ولكنني مع الأسف ذهلت من ارتفاع قيمة الإيجار وحتى الجهات التي تقدم لنا قروضا كانت شروطهم عقبة أمامي أو لا تفي بالغرض. الاقتصادية بدورها حملت التساؤلات لعدة جهات فلم نجد تجاوبا من وزارة العمل أو وزارة التجارة. من جانبه، قال حمد بن سعد العمر المشرف على العلاقات العامة والإعلام المتحدث الرسمي باسم وزارة الشؤون البلدية والقروية: بناء على توجيهات وزير الشؤون البلدية والقروية بمساندة الأسر المنتجة، قامت الوزارة بتنظيم منح التراخيص لها دون مقابل بحيث يعمل صاحب الترخيص وأسرته داخل منزله وفق ضوابط وشروط محددة. أما أسماء الخميس مدير عام مكتب الضمان الاجتماعي النسوي بمنطقة الرياض فشددت على أن برنامج الأسر المنتجة ضمن تسعة برامج للمشاريع الإنتاجية التي وافق عليها المقام السامي عام 1428هـ، والتي من بينها الطبخ من المنزل. وتابعت: بالنسبة لموضوع الطبخ من المنزل فيقف الأمر أمام تقديم الطاهيات تقريرا طبيا بخلوهن من الأمراض المعدية قبل أي شيء، ونقوم بزيارة البيت والتأكد من نظافة المكان والمطبخ ونظافة المكان المهيأ للعمل وكذلك الأدوات، مع المتابعة وتشجيعهن بأن نجعلهن يقمن بالطبخ للمناسبات التي تنظمها الوزارة. فيما ترى هدى الجريسي رئيس لجنة الأسر المنتجة والعمل من المنزل بمركز الرياض لتنمية الأعمال الصغيرة والمتوسطة، أن الرقابة على الطاهيات من اختصاص وزارة الشؤون البلدية والقروية، وقالت: لا أعتقد أن هناك تداعيات سلبية اجتماعية أو صحية في هذا المجال، ولو أن هذه المخاطر قائمة لما وجدنا مطاعم وأحيانا فنادق تلجأ لهؤلاء الطاهيات.

مشاركة :