من أقدار الله سبحانه وتعالى أن جعل للناس مهاما في الحياة الدنيا لتستمر دورة الحياة، فلا تتوقف عند حد معين، وجعل لكل فرد في المجتمع دوراً يؤديه، فينفع نفسه مما قدر له الله من راتب يعتاش منه، وفي نفس الوقت يكون قد أدى واجبه تجاه وطنه وتجاه الغير، وفي أثناء العطل والاجازات يأتي الفراغ... والفراغ سلاح ذو حدين وذلك حسب استغلالك له، فإن قمت باستغلاله بما يرضي الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، كقراءة القرآن الكريم أو سماعه، أو مشاهدة بعض القنوات الدينية وغيرها من وسائل الإعلام، والبحث عما هو مفيد فيها، كالمحاضرات لبعض شيوخ الدين للاستزادة من العلوم الدينية، ومعرفة بعض الأحكام الشرعية، والاطلاع على ما أحله الله سبحانه وتعالى وما حرمه وأسباب ذلك، أو بمشاهدة بعض خطب الجمعة التي تنقل من المساجد المختلفة، أو الاطلاع على بعض المعلومات عن سنة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام وحياته وسيرته العطرة، وسير الصحابة المهديين من بعده، وأخذ العبر مما لاقاه الجيل الأول للإسلام من مصاعب ومتاعب وحروب، حتى ثبت الدين القويم على أيديهم، واستمر حتى وقتنا الحاضر وإلى قيام الساعة بإذن الله تعالى، وكذلك سير التابعين من بعدهم وصبرهم وتجلدهم، وإصرارهم على نشر هذا الدين، في كل بقاع الأرض قدر استطاعتهم، وكفاحهم في كل مجالات الحياة لتثبيت العقيدة الصحيحة في قلوب الناس...هذا قليل من كثير يمكننا استغلال أوقاتنا فيه إلى جانب زيارة الأهل والأصدقاء لتقوية صلة الرحم، أو الذهاب إلى الأسواق لشراء بعض مستلزمات الحياة، أو الذهاب إلى بعض الأماكن الخلوية إلى البر مثلاً إذا كان الجو مناسباً، أو إلى ساحل البحر للترويح عن النفس باللهو المباح، كصيد السمك أو السباحة وغيرهما، وإذا أردنا الأجر العظيم فلا ننسى زيارة المرضى ومواساتهم...هذه بعض من طرق استغلال أوقات الفراغ، ليس فيها حرام ولا ما يخل بالآداب العامة، بل فيها تقوية للمجتمع الذي نعيش فيه أما الاستغلال السيئ لأوقات الفراغ فمنه مثلا الجلوس على المقاهي وشرب الشيشة والدخان، ومعاكسة الفتيات من قبل بعض الشبان المتهورين ومجالس النميمة أينما وجدت، كذلك قيام بعض الشباب بالسباق للسيارات في الطرق العامة والتشفيط، وغيرها ما يؤذي الناس ويقلق راحتهم، وهناك أيضا عدم صلة الرحم والقطيعة، وهي محرمة في الإسلام، هذا قليل من كثير للاستغلال السيئ لأوقات الفراغ...أخي العزيز المتقاعد: أنت تملك الوقت الكثير من الفراغ بفضل الله ومنته، فاستغله في التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، كالعمرة مثلاً أو قراءة القرآن أو سماعه أو زيارة المرضى، أو الاكثار من النوافل ولن تظلم نقيراً.
مشاركة :