الدمام علي العائد غيَّب الموت شيركو بيكه س، أمس الأول في العاصمة السويدية إستوكهولم، وهو الذي كتب مرة «يشبه الشاعرُ حصاناً أسود وحيداً، عرفُهُ خصلة من النار، يجري في دوران دائم». رحل رائد الحركة الشعرية الكردية المعاصرة، الذي يعني اسمه في العربية «أسد الجبال الوحيد». لا يُذكر الكرد إلا ويُذكر، ولا الشعراء المعاصرون إلا ويتقدمهم، ولا يُذكر شعراء العراق إلا وتكون كتفه إلى كتف السياب والجواهري وسعدي وسركون بولص. هو كوكب شاعرية وإنسانية عابرة للأعراق والقوميات، صنع لنفسه شخصية لغوية اختارها، وربما أُجبر على اختيارها، أليس وحيداً في بعض نصيبه من اسمه، أليس الشاعر حصاناً وفياً كما أراد هو نفسه أن يُطلق على كواكب الشعراء. عاش مُنفى اختيارياً في وطنه العراق، وفي إقليمه كردستان العراق، وفي مشارق أوروبا ومغاربها، وفي مستقره الأخير حياً في إستوكهولم، ورحل عن قافلة من الشعر أسست شيئاً لا يقاربها، جامعاً بين جزالة الشعر الكلاسيكي، وانفلات الحداثة من قيود الوزن، منتجاً تشاركية إنسانية في معظم شعره جعلت مما قال كلاماً ينتسب إلى كل مكان وزمان. شيركو بيكه س - ولد في السليمانية بكردستان العراق عام 1940م. صدرت له 18 مجموعة شعرية، أولاها «هودج البكاء» عام 1968م. كتب مسرحيتين شعريتين. أسس مع أصدقاء له حركة «روانكة» الشعرية بهدف تجديد الشعر الكردي وتخليصه من الوزن والقافية، عام 1970م، حينما تأسس أول حكم ذاتي لأكراد العراق. تولى وزارة الثقافة في أول حكومة في كردستان العراق عام 1992م، وسرعان ما استقال منها. أصدر وترأس مجلة «سردم» الثقافية، ضمن دار نشر ومركز ثقافي بالاسم نفسه. تميز أسلوبه بالليونة واستعارات خلابة من الطبيعة الكردية، إلى جانب اهتمامه الخاص بجمع وتضمين التراث الكردي الشعري والأسطوري في مختلف كتاباته.
مشاركة :