وزير الدفاع جون ماتيس يقرّ بأن القوات الأميركية لا تحقق انتصارا حاليا في أفغانستان متعهدا بتصحيح الوضع في أسرع وقت ممكن.العرب [نُشر في 2017/06/14]وجود بعيد الأمد للجيش الأميركي واشنطن - منح الرئيس دونالد ترامب البنتاغون صلاحية تحديد عديد القوات الأميركية في أفغانستان، في خطوة قد تؤدي لنشر آلاف الجنود الاضافيين في هذا البلد. وقال مسؤول أميركي رفض الكشف عن هويته، ان وزير الدفاع جيم ماتيس باتت لديه صلاحية مباشرة لتحديد عدد الجنود الأميركيين في أفغانستان، لكن المسؤول لم يكن بوسعه تأكيد ما اذا تم البت في نشر قوات اضافية في هذا البلد. وتابع المسؤول إن "البيت الابيض تصرف على غرار ما فعل في ما يتعلق بالعراق وسوريا ومنح وزير الدفاع سلطة تحديد عديد القوات"، في إشارة الى التعديلات الاخيرة التي أعطى ترامب موافقته عليها في الحملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في هذين البلدين. خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما كان البيت الأبيض يشرف بدقة على تحديد عديد القوات في أفغانستان والعراق وسوريا وكان ذلك يثير انتقادات القادة العسكريين. ويأتي القرار بعد ساعات فقط على إدلاء ماتيس بشهادة مطولة امام الكونغرس حيث أبدى بعض الاعضاء سخطهم ازاء المهلة الطويلة التي استغرقها ترامب من أجل التوصل الى استراتيجية حول أفغانستان. ومضى المسؤول يقول ان القرار النهائي بمنح ماتيس سلطة تحديد عدد الجنود اتخذ خلال إدلاء هذا الأخير بشهادته التي قال فيها ان الولايات المتحدة "لا تحقق انتصارا حاليا" في أفغانستان. وقال ماتيس خلال جلسة للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ حول موازنة البنتاغون ان "حركة طالبان شهدت عاما جيدا السنة الماضية، وهي تحاول تحقيق الأمر نفسه هذه السنة". وأضاف "أعتقد في الوقت الحالي ان العدو يتقدم". ويأتي تقييم ماتيس بعد 16 عاما على الغزو الأميركي لأفغانستان والذي تلاه نزاع لا يزال يحصد آلاف الضحايا من المدنيين والقوات المحلية وحتى من بين صفوف القوات الأميركية في هذا البلد. ومنذ أشهر عديدة يطالب الجنرالات الأميركيون في أفغانستان باستراتيجية جديدة يمكن ان تشمل نشر جنود اضافيين لتدريب القوات المحلية. وأوردت وسائل اعلام أن ماتيس يعتزم طلب نشر ما بين 3 و5 الاف جندي اضافي اميركي ومن قوات حلف شمال الاطلسي، لكنه لم يقل شيئا حول الموضوع بعد. في فبراير، حذر قائد قوات الأطلسي في أفغانستان الجنرال جون نيكولسون من انه بحاجة إلى "بضع آلاف" الجنود لعكس الوضع الذي يراوح مكانه. ورغم أشهر من الترقب بأن الإعلان بات وشيكا عن استراتيجية كاملة حول أفغانستان، إلا أن ماتيس كشف ان الخطط الجديدة لن تكون جاهزة قبل أواسط يوليو. وعبر السناتور الجمهوري جون ماكين الذي يترأس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ عن احباطه "الشديد". وقال ماكين "لقد مضى على هذه الادارة ستة أشهر ولا نزال دون استراتيجية حول أفغانستان"، مشيرا الى انه من الصعب دعم موازنة حول أفغانستان دون معرفة ماهية الخطة. وتابع ماكين "نعرف ما كانت عليه الاستراتيجية في السنوات الثماني الماضية وهي : لا تخسروا، لكن ذلك لم ينفع". وأقر ماتيس بأن "القوات الاميركية لا تحقق انتصارا حاليا في أفغانستان لكننا سنصحح هذا الوضع في أسرع وقت ممكن". وشدد ماتيس الذي كان قائدا قتاليا لوحدة من مشاة البحرية (مارينز) في أفغانستان في مطلع الحرب، على ضرورة عدم التخلي عن البلد واقترح ابقاء قوة على المدى البعيد لمساعدة الجيش الافغاني في حفظ الامن. وقال ماتيس "سنشهد حقبة من المواجهات المتكررة مما سيتطلب تغييرا في مقاربتنا المعتمدة في السنوات الاخيرة". والنزاع في أفغانستان هو الأطول في تاريخ الولايات المتحدة إذ تخوض قوات حلف شمال الاطلسي التي تقودها الولايات المتحدة حربا في هذا البلد منذ 2001 بعد اطاحة نظام طالبان. ويبلغ عدد الجنود الاميركيين في أفغانستان نحو 8400 جندي، كما ينتشر خمسة الاف من جنود حلف شمال الاطلسي في هذا البلد. وتقتصر مهمة هذه القوات على تقديم التدريب والاستشارة. وقبل ست سنوات وصل عديد القوات الأميركية في أفغانستان إلى 100 الف جندي. وتحاول قوات الأمن الأفغانية التي أنهكتها عمليات القتل والفرار من الخدمة العسكرية، جاهدة الانتصار على المتمردين منذ أن أنهى جنود الحلف الأطلسي الذين تقودهم الولايات المتحدة مهمتهم القتالية في ديسمبر عام 2014.
مشاركة :