واشنطن - منح الرئيس دونالد ترامب البنتاغون صلاحية تحديد عديد القوات الأميركية في أفغانستان، في خطوة قد تؤدي لنشر آلاف الجنود الإضافيين في هذا البلد. وقال مسؤول أميركي رفض الكشف عن هويته، إن وزير الدفاع جيم ماتيس باتت لديه صلاحية مباشرة لتحديد عدد الجنود الأميركيين في أفغانستان، لكن المسؤول لم يكن بوسعه تأكيد ما إذا تم البت في نشر قوات إضافية في هذا البلد. وتابع المسؤول إن "البيت الأبيض تصرف على غرار ما فعل في ما يتعلق بالعراق وسوريا ومنح وزير الدفاع سلطة تحديد عديد القوات"، في إشارة إلى التعديلات الأخيرة التي أعطى ترامب موافقته عليها في الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في هذين البلدين. وخلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما كان البيت الأبيض يشرف بدقة على تحديد عديد القوات في أفغانستان والعراق وسوريا وكان ذلك يثير انتقادات القادة العسكريين. ويأتي القرار بعد ساعات فقط على إدلاء ماتيس بشهادة مطولة أمام الكونغرس حيث أبدى بعض الأعضاء سخطهم إزاء المهلة الطويلة التي استغرقها ترامب من أجل التوصل إلى إستراتيجية حول أفغانستان. ومضى المسؤول يقول أن القرار النهائي بمنح ماتيس سلطة تحديد عدد الجنود اتخذ خلال إدلاء هذا الأخير بشهادته التي قال فيها إن الولايات المتحدة "لا تحقق انتصارا حاليا" في أفغانستان. وقال ماتيس خلال جلسة للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ حول موازنة البنتاغون إن "حركة طالبان شهدت عاما جيدا السنة الماضية، وهي تحاول تحقيق الأمر نفسه هذه السنة". وأضاف "أعتقد في الوقت الحالي أن العدو يتقدم". وجود بعيد الأمد ويأتي تقييم ماتيس بعد 16 عاما على الغزو الأميركي لأفغانستان والذي تلاه نزاع لا يزال يحصد آلاف الضحايا من المدنيين والقوات المحلية وحتى من بين صفوف القوات الأميركية في هذا البلد. ومنذ أشهر عديدة يطالب الجنرالات الأميركيون في أفغانستان بإستراتيجية جديدة يمكن أن تشمل نشر جنود إضافيين لتدريب القوات المحلية. وأوردت وسائل إعلام أن ماتيس يعتزم طلب نشر ما بين ثلاثة وخمسة آلاف جندي إضافي أميركي ومن قوات حلف شمال الأطلسي، لكنه لم يقل شيئا حول الموضوع بعد. في شباط/فبراير، حذر قائد قوات الأطلسي في أفغانستان الجنرال جون نيكولسون من انه بحاجة إلى "بضع آلاف" الجنود لعكس الوضع الذي يراوح مكانه. ورغم أشهر من الترقب بان الإعلان بات وشيكا عن إستراتيجية كاملة حول أفغانستان، إلا أن ماتيس كشف أن الخطط الجديدة لن تكون جاهزة قبل أواسط تموز/يوليو. وعبر السناتور الجمهوري جون ماكين الذي يترأس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ عن إحباطه "الشديد". وقال ماكين "لقد مضى على هذه الإدارة ستة أشهر ولا نزال دون إستراتيجية حول أفغانستان"، مشيرا إلى انه من الصعب دعم موازنة حول أفغانستان دون معرفة ماهية الخطة. وتابع ماكين "نعرف ما كانت عليه الإستراتيجية في السنوات الثماني الماضية وهي : لا تخسروا، لكن ذلك لم ينفع". وأقر ماتيس بان "القوات الأميركية لا تحقق انتصارا حاليا في أفغانستان لكننا سنصحح هذا الوضع في أسرع وقت ممكن". وشدد ماتيس الذي كان قائدا قتاليا لوحدة من مشاة البحرية (مارينز) في أفغانستان في مطلع الحرب، على ضرورة عدم التخلي عن البلد واقترح إبقاء قوة على المدى البعيد لمساعدة الجيش الأفغاني في حفظ الأمن. وقال ماتيس "سنشهد حقبة من المواجهات المتكررة مما سيتطلب تغييرا في مقاربتنا المعتمدة في السنوات الأخيرة". والنزاع في أفغانستان هو الأطول في تاريخ الولايات المتحدة إذ تخوض قوات حلف شمال الأطلسي التي تقودها الولايات المتحدة حربا في هذا البلد منذ 2001 بعد إطاحة نظام طالبان. ويبلغ عدد الجنود الأميركيين في أفغانستان نحو 8400 جندي، كما ينتشر خمسة آلاف من جنود حلف شمال الاطلسي في هذا البلد. وتقتصر مهمة هذه القوات على تقديم التدريب والاستشارة. وقبل ست سنوات وصل عديد القوات الأميركية في أفغانستان إلى 100 ألف جندي. وتحاول قوات الأمن الأفغانية التي أنهكتها عمليات القتل والفرار من الخدمة العسكرية، جاهدة الانتصار على المتمردين منذ أن أنهى جنود الحلف الأطلسي الذين تقودهم الولايات المتحدة مهمتهم القتالية في كانون الثاني/ديسمبر عام 2014.
مشاركة :