لم يدر بخلد أحد "شباب مكة" العاملين في مشروع تعظيم البلد الحرام، أن يكون المعتمر الذي سيخدمه في المسجد الحرام هو أحد الأبطال من مصابي الحد الجنوبي. ويقول الشاب "محمد علي الغامدي"؛ الذي يعمل ضمن برنامج "شباب مكة في خدمتك": إنه أتى إلى الحرم مثل كل يوم لأداء مهمته في مساعدة الزوّار والمعتمرين، ثم بدأ في مساعدة أحد ضيوف الرحمن على أداء السعي، وجلس لأخذ قسط من الراحة. ويضيف: "بينما أنا كذلك إذ جاءني رجلان أحدهما مقعد على كرسي متحرّك يود مني أن أساعده على أداء السعي فقبلت، وأبلغت المشرف على العمل أنني سأقوم بمساعدته. وأردف: "ما إن قلت للمشرف ذلك حتى انهال عليّ الرجل المقعد بالتقبيل والشكر وتهلل وجهه بالابتسامة والفرح، وكأني أعطيته شيئاً ثميناً، فتعجبت من أمره وأخذته ومضيت به نحو الصفا، وهو يتكلم بكلام غير واضح، وأنا أجاريه وأبتسم له حتى أشعره بالراحة والترحاب". ويكمل الغامدي؛ قائلاً: "بعد الانتهاء من السعي انتظرت الرجل الآخر الذي كان معه عند المروة حتى يتسلّمه مني، وبينما أنا كذلك جاءني رجل آخر يطلب المساعدة ولما رأى الرجل المقعد تبسم، وقال لي: هل تعرف مَن هذا الذي يجلس على الكرسي المتحرك والذي ساعدته في أداء السعي؟ قلت: لا. قال لي: إن هذا جار لي، وذاك الشخص الذي كان برفقته أبوه، وكان هذا في صحة وعافية يعمل في السلك العسكري، وأحد جنودنا البواسل في محافظة خميس مشيط قبل أن تغدر به طلقة من العدو استقرت في رأسه فأصبح من ذوي الاحتياجات الخاصّة". ويختم الغامدي الحديث واصفاً مشاعره، بقوله: "صُعقت لما سمعت هذا الكلام، وشعرت بعظم الأجر الذي سيمنحني الله إياه، وشعرت بالفخر أن أخدم مثل هؤلاء الذين يذودون عن وطننا".
مشاركة :